كيف يكون الاعتكاف في المنزل مقبولا في ظل منعه داخل المساجد بسبب كورونا
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أقر قرار وزارة الأوقاف بأن الاعتكاف في المنزل سيكون ساريًا خلال رمضان هذا العام وذلك بسبب فيرس كورونا، حيث أشار وكيل الوزارة لشئون المساجد أن المساجد ستكون للصلوات الخمسة والجمعة والتراويح، مع منع الاعتكاف وذلك للعام الثاني على التوالي.
الاعتكاف في المنزل ووجوب المسجدية
يكون الاعتكاف في شهر رمضان خاصةً العشر الأواخر منه وذلك بهدف حسن ختام شهر الصيام وتحريًا لليلة هي خير من ألف شهر، ومن شروطه الأكيدة أن يكون داخل المسجد بدليل قول الله عز وجل وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ، وما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها “.
اقرأ أيضًا
“فقه كوفيد 19” فتاوى كورونا في مصر بخط زمني منذ بداية الجائحة
والاعتكاف مشروع في جميع السُّنة، ويتأكَّد في رمضان، ويزيد استحبابه في العشر الأواخر من رمضان؛ إحسانًا لختام الشهر، وتحريًا لليلة القدر؛ فيكثر المسلم من القيام في هذه الأيام، ويشتدُّ في الاجتهاد في العبادة والذِّكْر وقراءة القرآن؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ” قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله”.
تقول دار الإفتاء “القول باشتراط المسجدية في صحَّة الاعتكاف بالنسبة للرجال أمرٌ متفقٌ عليه بين العلماء، وكذلك بالنسبة للنساء عند جماهير الفقهاء، وهو إجماع الصحابة، وهذا هو المذهب المعتمد والقول المفتى به، ويمكن حمل قول من أجاز للمرأة الاعتكاف في مسجد بيتها على قصد حصول الثواب لها، فيما تطلعت إليه نفسها من الطاعة وتشوَّقت له من نيل أجر الاعتكاف؛ فإن مداومتها على صلاتِها وقيامِها في بيتها خيرٌ لها وأثْوَبُ من اعتكافها في المسجد، فإذا لزمت بيتها على ذلك نالت أجر الاعتكاف وزيادة؛ لأنه لم يمنعها من الاعتكاف إلا طلب الخيرية في رضا الله تعالى بمكثها في بيتها”.
التوفيق بين حدوث الاعتكاف في المنزل وغياب شرط المسجدية
في ظل كورونا فإن الإعتكاف فقد أهم شروطه وهي المسجدية غير أن هناك بعض من فقهاء المالكية أقروا جواز الاعتكاف في البيت في حال الضرورة لكن مع 4 شروط هي “أن يتم الاعتكاف في مسجد البيت وليس كل البيت بمعنى أن يكون هناك مكان مخصص للصلاة فقط، أن يلتزم المعتكف مسجد بيته، لا يخرجه إلا لضرورة، كقضاء الحاجة ونحوها، فيمكث فيه طوال فترة الاعتكاف، أما أن يبقى فيه بضع ساعات ثم يعيش حياته الاعتيادية، فليس باعتكاف، أن ينشغل المسلم بعبادات الاعتكاف في مسجد بيته، من الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وبذلك يتحقق مقصود الاعتكاف، أن يكون هذا الاختيار مبني على مراعاة الظروف التي يعيشها الناس، فإن زال العذر؛ عاد الحكم إلى أصله، وهو اشتراط المسجد للاعتكاف، ويبقى الاعتكاف في مسجد البيت للمرأة، على ما ذهب إليه الحنفية والشافعي في القديم”.
قبل عام أصدر الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية بيانًا قال فيه “إن مسألة اعتكاف رمضان وكورونا تجعلنا نقول إنه لو نظرنا إلى مآل القول بجواز الاعتكاف في مسجد البيت بالشروط، رأينا أنها أفضل وأعظم من القول بإسقاط الاعتكاف بالكلية، خاصة أن ما حصل للناس من ترك المساجد هو من باب الجبر وليس من باب الاختيار، والاجتهاد في الوقائع المستجدة يجب أن يراعي التفريق بين ما كان جبرا؛ فيخفف فيه، وبين ما كان اختيارا، فيرجع فيه إلا الأصل والعزيمة، يضاف إلى هذا ما فيه من الحث على العبادة والتقرب إلى الله تعالى، في الوقت الذي سينشغل فيه الناس في بيوتهم بالمسلسلات الرمضانية وضياع أوقاتهم في معصية الله، فكان القول بالجواز؛ أولى مراعاة للمآل، وإعمالا لمقصد اعتكاف (رمضان في زمن كورونا)، على أنه يبقى حكم خاص في زمن خاص، فهو من باب الرخصة وليس العزيمة”.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال