كيف يواصل خالد يوسف نسف الخط الزمني في أحداث مسلسل سره الباتع؟

تتواصل أحداث مسلسل سره الباتع طيلة الحلقات الـ26 في ربط فترتين ببعضهما البعض، إحداهما في فترة الحملة الفرنسية والأخرى في الفترة بين ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

أحداث مسلسل سره الباتع و«لخبطة» الخط الزمني

منذ بدايات الحلقات الأولى لأحداث مسلسل سره الباتع فإن الخط الزمني التاريخي منعدم إلى حدٍ كبير، فالمسلسل في الحلقة الثانية لم يمهد لما فعله الفرنسيين في الإسكندرية والبحيرة، مثلما تكلم عن احتلال القاهرة، وأدى ذلك لتصور البعض أن الفرنسيين نزلوا في الدلتا أولاً حيث شطانوف في المنوفية.

ومع الحلقة 23 من أحداث مسلسل سره الباتع ظهرت شخصية حسن طوبار على أساس أنها عنصر الدعم القوي للسلطان حامد، وحتى الحلقة 26 لم يتطرق المسلسل نهائيًا إلى مواجهات الفرنسيين مع حسن طوبار في الفترة من 20 سبتمبر 1798م حتى 6 أكتوبر 1798م، وكذلك معركة 16 ديسمبر 1798م.

عوار آخر طال أحداث سره الباتع، إذ أظهر قدوم نابليون للدلتا وبقاءه فيها لمواجهة السلطان حامد في شطانوف جنبًا إلى جنب مع مواجهته لحسن طوبار، في حين أن نابليون بونابرت لم يزور الدلتا مطلقًا بعد المواجهات مع طوبار وإنما بقي في القاهرة حتى يوم 10 فبراير 1799م إذ سافر إلى الشام ليكمل أعمال حملته وعاد للقاهرة في 12 يونيو سنة 1799م ليبقى فيها شهرين قبل أن يغادرها إلى فرنسا، إلى جانب ذلك فإن المسلسل أشار إلى زواج مينو من زبيدة، وقد تزوجها في 2 مارس 1799م / 25 رمضان 1213هـ وحينها لم يكن نابليون في مصر أصلاً حتى يكون في شطانوف أو الدلتا.

يضاف إلى تلك الأحداث أيضًا ظهور شخصية الضابط بوشار وانضمامه لأتباع السلطان حامد، رغم أن المسلسل في الحلقة 16 منه أظهر أن بوشار هو الذي اكتشف حجر رشيد، دون التدقيق في قصة حياة بوشار نفسه ولا حتى التواريخ لبناء حبكة فنية متسقة.

فالضابط بيير فرانسوا بوشار اكتشف حجر رشيد في منتصف يوليو سنة 1799م وانقطعت صلته بالأعمال العسكرية إلى حين عصر الجنرال مينو، على عكس ما أظهره المسلسل أنه عمل بالجيش الفرنسي بعد اكتشافه لحجر رشيد؛ فضلاً عن أن بوشار في أواخر حياته العسكرية تم اعتقاله بعد الهزيمة التي تلقاها الفرنسيين من القوات الإنجليزية – العثمانية سنة 1801م، ليعود إلى فرنسا في منتصف ذلك العام.

إقرأ أيضا

خيار اللجوء إلى صندوق النقد “عوامل الأمان واشتراطات الحذر”

يتحمل خالد يوسف وحده عملية نسف الخط الزمني للأحداث بالمسلسل، إذ أن قصة سره الباتع التي نشرها يوسف إدريس في مجموعته القصصية حادثة شرف، ليس بها أي كلام عن بوشار ولا علاقته بالسلطان حامد؛ وغير مفهوم كيف يحدث ذلك العوار على الرغم أن المسلسل يستعين بواحد من أهم باحثين التاريخ وهو الدكتور خالد عزب.