لأورشليم مكان أخر .. المسيح يتجلى في أثيوبيا

تعددت ملامح الصور التي رسمت للسيد المسيح، فنجد بعضها يظهره كشاب أوروبي الملامح بشعر اصفر منسدل على كتفيه، وأخرى بملامح عربية تظهر عينيه السوداء المكحلتين، وصور تظهر المسيح بملامح إفريقية بشرته سمراء وشعره أسود مجعد، وعادات تختلف هذه التصوير بحسب ثقافة الرسام، ولكن على مدار 2000 عام اختلفت فيها صور المسيح لم تختلف قصته أو مكان أورشليم الذي ذكرت في الكتب المقدسة بأنها المكان الذي عاش فيها وكان يجول يصنع خيرًا.

ولكن في الحقيقة هناك أورشليم أخرى في قارتنا السمراء وبالتحديد في أثيوبيا، أورشليم يحج إليها آلاف المسيحيون من أنحاء العالم وللأسف هناك الكثيرين منا لا يعلموا عنها شيئا رغم عظمتها… إنها كنائس (لاليبيلا) أو كما يطلق عليها (اورشليم الجديدة.

ممالك الحبشة والديانة المسيحية

تعتبر الحبشة (إثيوبيا) من أوائل بقاع الأرض التي أمن شعبها بالديانة المسيحية، حيث وصلت له رسالة المسيح عن طريق القديس فرومينشيوس وهو أول مبشر بالإنجيل في إثيوبيا، حيث أنه في القرن الرابع الميلادي غرقت سفينة فرومينشيوس وأخاه بالقرب من أحدى سواحل الحبشة التي كانت تعرف في هذا الوقت باسم (مملكة أكسوم) وخلال محاكمتهم أعجب الملك بدينهم، وطلب منهم ان يقوموا بتربية ابنه الذي اعتنق المسيحية، وفي سنة 330م أعلنت الحبشة كمملكة مسيحية، وحتى الآن تعتبر الديانة المسيحية هي الديانة الأكثر اتباعاً في إثيوبيا.

تاريخ كنائس لاليبيلا

تقول القصة الشهيرة عن بناء الكنائس الـ 11 التي شيدت في فترة ما بين عام 1182 م إلى عام 1221 م، بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي القدس من أيدي الصليبيين، وتحديداً في عهد أسرة زاغو الملك جبري مسكل لاليبيلا،  الذي قال انه راى رؤية وجاء له ملاك في أحد الليالي وامره ببناء أورشليم جديدة في الحبشة لتكون هي الوجه الجديدة للحجاج المسيحيين، وبالفعل أمر الملك لاليبيلا الذي يعتبره بعض المسيحيين وخصوصًا الأورثوزكس الاثيوبين قديس ببناء الكنائس، التي تحاكي مدينة أورشليم وأطلق عليها نفس أسماء الكنائس الموجودة في القدس، وحتى تصبح كنائس لاليبيلا المنحوتة بأكملها في الصخر أورشليم جديدة بكل تفاصيلها، امر بحفر نهر صناعي وأطلق عليه (نهر الأردن) على خلفية نهر الأردن الذي عمد فيه السيد المسيح، واستغرق بناء الكنائس 24 عام تقريباً.

ورغم أن هذه الرواية هي المعتمدة بالنسبة للمصادر التاريخية التي تتحدث عن بناء الكنائس، إلا أن هناك الكثير من الأساطير التي تتحدث عن تشييد الكنائس، خاصة وانها جميعاً شيدت بطريقة فريدة وغاية في الصعوبة، حيث أنها نحتت في قلب الصخور من أعلى إلى أسفل وليس العكس كما هو الحال في خزانة مدينة البتراء في الأردن على سبيل المثال.

وأحده من هذه الاساطير الأشهر والتي يرددها المسيحيون الأرثوزكس في اثيوبيا، ان هذه الكنائس كلها شيدت في يوم واحد على يد ملائكة الرب، وهناك أسطورة أخرى أكثر خيالية تدعي أن “الجن” هم من شيدوا هذا الكنائس، وأن من أمر ببنائها هو سيدنا سليمان.

وتعتبر كنائس لاليبيلا مكان لحج المسيحيين الذين يجولون بين الصخور المشيد داخلها الكنائس عن طريق ممرات وسراديب صخرية تربطهم ببعض بشكل معقد للغاية، وقد أدرجت الكنائس في قائمة منظمة اليونسكو في عام 1978م وتعتبر أكبر المعابد الدينية المتجانسة حول العالم.

معجزة المعمار في كنائس لاليبيلا

شيدت الكنائس الأحد عشر بطريقة فريدة وهي من الأعلى على الأسفل داخل الصخور، وكان الهدف من وراء هذا التصميم أن تظل الكنائس بعيدة عن أعين الغزا والمحتلين، وتعتبر كنيسة سان جورج الأشهر من بين كنائس لاليبيلا، حيث نحتت بأكملها في صخرة واحدة على شكل صليب، ويبلغ عمق هذه الكنيسة 15 متراً وعرضها 12 متراً، وقد شيدت هذه الكنائس بطريقة النحت وبمعدات بدائية تتناسب مع الوقت الذي شيدت به، وداخل كل كنيسة من كنائس لاليبيلا يوجد صندوق خشبي كبير يحوي المعدات المستخدمة في نحتها.

أسماء كنائس لاليبيلا

1-كنيسة منقذ العالم.

2-كنيسة مريم (وهي الكنيسة الأقدم في لاليبيلا).

3-كنيسة ميخائيل.

4-كنيسة مسكل.

5-كنيسة العذارى

إقرأ أيضا

وداعاً للشواحن .. بطارية ذرية صغيرة تدوم 50 عامًا ولا تحتاج للشحن

6-كنيسة القديس جورج.

7-كنيسة عمانوئيل.

8-كنيسة القديس ميركوريوس.

9-كنيسة آبا ليبانوس.

10-كنيسة الملائكة.

11-كنيسة بيت لحم.