لحوم فاسدة وفئران وحشرات.. شهادات عمال سابقين تكشف كوارث مطاعم الأكلات السريعة
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
طعام الشارع ومطاعم الأكلات السريعة شيء يصعب الاستغناء عنه بالنسبة لملايين من البشر؛ سواء بسبب طبيعة الحياة اليومية، أو عدم القدرة على تناول طعام البيت، أو حتى باعتبارها خروجة. بداية من الفول والطعمية وحتى المطاعم الفاخرة والسلاسل المشهورة، يمكن الجزم بأن 99% من المصريين تناولوا تلك الأطعمة عدة مرات على الأقل، كما يمكن الجزم أن الشكوك لم تكن تفارقهم عن مستوى النظافة في تلك الأماكن. الآن بالنسبة للكثيرين لم تعد الشكوك حول مستوى النظافة في مطاعم الأكلات السريعة مجرد افتراضات بل حقيقة مؤكدة ومنتشرة؛ منشور على فيسبوك جمع آلاف من تعليقات العاملين السابقين في مجال الأغذية كان السبب خلف تأكيدها.
قبل أيام قرر “حسام ممدوح” أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نشر بوست يطلب فيه من العاملين السابقين في مجال الأغذية نشر تجاربهم، وبشكل غير متوقع وجد المنشور تفاعلًا واسعًا بلغ أكثر من 45 ألف تعليق. المئات من العاملين في قطاع الأغذية والأكلات السريعة شاركوا شهاداتهم من خلال التعليقات، ليتضح مستوى جديد من انعدام النظافة والأمانة في مجال من المفترض أنه يمس الصحة العامة.
الأكلات السريعة فيها سم قاتل
تحذيرات كثيرة يتم تداولها عن خطورة مطاعم الأكلات السريعة ومستوى النظافة وسلامة الأغذية فيها، لكن كما يقول المثل الشعبي المرء يثق في كلام المجرب أكثر من الطبيب، وحبذا لو كان المجرب قادم من المطبخ نفسه حرفيًا. فقد كشف المنشور الذي قلب السوشيال ميديا عن “بلاوى” صناعة الوجبات السريعة في المطاعم المصرية، حيث روى العاملون تجاربهم وكشفوا مدى الاستهتار بالصحة العامة الذي تقوم به تلك الأماكن التي لم تُستثنى منها السلاسل الشهيرة.
فئران في المخازن تسكن الحاويات التي تحفظ بها الأطعمة، حشرات في الطعام يأكلها الزبائن على أنها “مشروم”، لحوم فاسدة تغطي البهارات رائحتها العفنة وتقدم مقلية للزبائن؛ جزء قليل من شهادات جمعها المنشور أصابت المتابعين بالصدمة. مما دفع البعض للتحدث عن مقاطعة محال الأكلات السريعة نهائيًا، خاصةً وأن العاملين السابقين بتلك الأماكن أكدوا أنهم كانوا يعزفون عن تناول الطعام الذي صنعوه بأيديهم بعد رؤيتهم لعملية التصنيع.
لم يتوقف الأمر عند مطاعم الأكلات السريعة فقط بل امتد ليصل إلى مصانع المعلبات والجبن والمقرمشات وحتى قطاع المخابز، حيث روى البعض مشاهداتهم من داخل خطوط التصنيع حول التجاوزات وإهمال النظافة. جزء من الشهادات تحدث عن تصنيع الصلصة المعلبة باستخدام طماطم فاسدة، وحتى تلك الطماطم تكون بنسبة لا تذكر وتستكمل الكميات بالمركبات الكيميائية. أمَّا المخابز فقد أجمع أكثر من تعليق على طريقة عمل شبه موحدة في أكثر من مكان، تتمثل في إعادة تدوير المخبوزات الفاسدة في عجن أخرى جديدة. وعن مستوى النظافة فحدث ولا حرج من مستعمرات القوارض إلى الصراصير التي تسكن مخازن تلك الأماكن.
اتهامات بالفبركة من أجل التفاعل
وعلى الرغم من كمية التعليقات التي تروي كوارث مطاعم الأكلات السريعة الشهيرة بأسمائها من أكثر من شخص، ظهرت تشكيكات في تلك الشهادات اتهمت صاحب المنشور بالفبركة من أجل حصد تفاعل على السوشيال ميديا. وتحدث البعض عن تعليقات موجهة بقصد التشهير لمحال بعينها من منافسين، وأشاروا إلى أحقية أصحاب المطاعم والمصانع المذكورة في رفع قضية تشهير بكل سهولة، خاصة وأن أصحاب التعليقات لم يقدموا أي دلائل على كلامهم.
إلا أن كثرة الشهادات وتعددها يقلل من احتمالية الفبركة على الأقل في جزء كبير من الحالات، ناهيك عن أن العمال السابقين في التعليقات تحدثوا عن أكثر من مكان دون الإصرار على اسم بعينه. وذكر البعض أن الولوج لمخازن الأطعمة التي تسكنها الحشرات والقوارض تلك لم يكن متاحًا لهم إلا بعد مرور فترة على عملهم في المكان، وهو كلام واقعي بعيد عن المبالغة؛ من الطبيعي أن يخفي صاحب المطعم تلك المخالفات عن العاملين الجدد ولا يثق إلا فيمن له الأقدمية.
جدير بالذكر أن البعض أكد على وجود أماكن تفرض سياسة نظافة حقيقية وتسعى لتطبيقها، لكن يبقى مستوى النظافة معتمدًا على مدير المكان وضميره. وفي بعض الأحيان تصدر الأفعال القذرة من العاملين بشكل فردي بغض النظر عن سياسة المكان ونظافته، فقد روى أكثر من عامل أن أفراد المطبخ أحيانًا يتعمدون البصق في الأطعمة والمشروبات التي يقدمونها للزبائن.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال