همتك نعدل الكفة
1٬068   مشاهدة  

لكل رجل يسأل الستات بتحس بايه بعد التحرش!

التحرش
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



التحرش جريمة، ولكن لا يتعامل معها الكل هذا الأساس. يتعامل معها البعض على أنها سلوك غير مهذب وفقط!..فتجد وصف البعض للمتحرش بانه “عيل مش متربي” ولكن الأمر يفوق هذا الوصف.

ذات يوم حاولت شرح شعوري بعد تعرضي لحوادث تحرش مؤلمة وصادمة. ذهبت لأبي الروحي ولم أقل له تفاصيل تجرحه وتشعره بالعجز تجاه ما حدث لي، فقط قلت له:
أنتم معشر الرجال مهما تعاطفتم معنا لن تشعروا بنا.

فقال لي:
يا بنتي..لما حد رجله بتتجزع بيوصف الآلم في رجله، هيقولك حاسس بوجع شديد في المكان الفلاني ومش قادر اتحرك، لكن الآلم النفسي دا هيتوصف ازاي؟

نعم، الشعور بالأذى النفسي لا يسهل على الناس وصفه، ولكنني سأقرب لك الصورة إن كنت مهتمًا؛ عندما يضع أحدهم يده على جزء من جسدك بشكل مفاجىء، ستشعر بالاشمئزاز والذعر والغضب والحزن في آن واحد، وربما الضعف والعجز لو كان الشخص مؤذيًا ويظهر لك أحد الأسلحة البيضاء، نعم تعرضت لموقف كهذا يومًا ما

عن أحمد بسام زكي والتحرش وفتيات التيك توك

عندما تتعرض لشعور واحد مما سردتهم تشعر بالقلق وعدم الارتياح، فما بالك كل هذه المشاعر تتحرك داخل قلبك ومعدتك بآن واحد، بل وتسترجعها جميعًا عندما يضع أحد يده على الجرح ويفتح لك خانة الذكريات مع أول حادثة تحرش جديدة يتحدث عنها الناس.

أما مع تكرار التحرش نشعر بعدم الأمان عند ركوبنا أول وسيلة مواصلات عامة. مهمة أن تجد كرسيًا مناسبًا في وسيلة مواصلات بالنسبة لك كرجل سهلة؛ أول كرسي فاضي ستجلس عليه بمنتهى الاريحية.

التحرش
التحرش

بينما نحن البنات نختار كرسيين ندفع ثمنهم لسائق الميكروباص حتى نحمي أنفسنا من التحرش، أو نختار الجلوس بجانب فتاة، أو نختار أخر الكراسي بالميكروباص ولكن نضع حقيبتنا بجوار أجسادنا كمصد للتحرش.

أما الأتوبيسات العامة فلا مجال فيها لحجز كرسيًا آخر، فنجلس على الكرسي وبجانبنا حقيبتنا التي أصبحت انذارًا وعلامة للحماية، وأي شنط نحملها معنا إلى البيت.

إلى عبد الله رشدي لحوم العلماء مسمومة فماذا عن أجساد السيدات يا مولانا؟

عزيزي القارىء لقد تعرضت للتحرش بالأتوبيس وبالقطار في طريقي من القاهرة إلى الإسكندرية والميكروباصات عشرات المرات، وبالفيس بوك الذي يرسل المتحرشين صورًا عن طريقه لأعضائهم

تعرضت للتحرش بالشوارع و من شرفة منزلنا التي تتعرض لها السيدات للمضايقات أحيانًا بتحرش لفظي أو رؤية رجل قذر يخلع ملابسه بشرفته أو بالشارع كما رأيت في صغري وانزعجت أمي، بل وكما حكت لي جدتي رحمها الله وهي في الثمانين من عمرها!

من يهتم بعلم النفس يعرف جيدًا أن الذكريات تتمكن من مخ الإنسان أكثر من الذكريات المبهجة. وذكريات التحرش بالأخص لا تُنسى وتؤلم صاحبها عندما يثيرها أي موقف جديد مشابه، فنحن لا ننسى لهذه الأسباب ونتأذى طوال الوقت. لعل هذا لحكمة ما لا نعلمها منها ألا ننسى هناك أشرار ولو أردنا التصديق أن الناس جميعًا حملان.

ربما لحكمة أن نحكي عن آلامنا لعل صدقنا من لا يصدق وتصدى لهؤلاء المجرمين. لن تصبح مكاني عندما أشعر بالقلق والأرق ليلًا بعد كل حادثة تحرش جديدة ومفجعة يتحدث عنها الناس تقلب المواجع وتجعلنا نتذكر الذين أذونا بلا ذنب ولا سبب.

نعم بلا ذنب ولا سبب والمهاترات حول ملابس المرأة ما جعلتنا نرى تحرش الأطفال والتحرش بالرجال المسكوت عنه لتعلن عن خيبتنا في تبرير الجرائم طالما تحدث للسيدات.

إقرأ أيضا
أحمد العوضي

والمتحرش لا يلمس المرأة لأنه مكبوت أراد التمتع، فاللمسة لا تنفع صاحبها، ولكنه يمارس عقد نقصه على الضعيف؛ امرأة يوحي وجهها أنها لن تواجهه أو طفل لم يتعلم بعد الاستغاثة للمساعدة.

من المفضوح المتحرش أم الضحية؟

 أو رجل لديه مشكلة بالضعف الجنسي أو مشكلة سابقة مع النساء جعلته يحاول الانتقام منهم بالتحرش وتعويض نقصه بهذه الأفعال

نحن نلجأ لدبوس الحجاب لحماية أنفسنا، بل قالت لي فتاة غير محجبة أنها تحتفظ بنفس الدبوس في حقيبتها؛ لأننا باظهاره يعرف من يحاول التحرش بنا أننا سندافع عن أنفسنا لينسحب قبل أن يؤذينا.
نحن نحاول طمس جمالنا وعدم استخدام مساحيق التجميل ، و ارتداء ملابس أي كلام ببعض المناطق المزدحمة كي لا نصبح ملفتين للنظر ورغم ذلك يتحرش بنا أحدهم بتحرش لفظي واصفًا صدورنا وأجسادنا بألفاظ خارجة.

 فصف لي أنت شعورك كيف ستشعر لو كنت مكاني بعد كل الحوادث الأخيرة التي سمعت عنها وبعد كل ما رويت؟  وكيف سيكون شعورك لو تعرضت للتحرش؟ أم ستختار السكوت لأنك رجلًا تخاف على تعليقات الناس من حولك لو تم التحرش بك؟

الكاتب

  • التحرش إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
5
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان