لماذا خالد بيومي دون غيره ؟

مفارقة كبيرة يعيشها الوسط الرياضي المصري منذ سنوات طويلة ، استديوهات متخصصة في تحليل مباريات كرة القدم تستمر لساعات على الهواء ، يكون موعد المباراة في الثامنة مساءً ، ويبدأ الاستديو التحليلي في الثانية عشر ظهرًا .. ظهرت قنوات رياضية متخصصة تعمل أربعة وعشرين ساعة في اليم .. ظهر الفيس بوك، واليوتيوب، وظهرت مساحات كبيرة لعرض المواد الإعلامية الخاصة بتحليل كرة القدم ومازلنا نعاني من نفسه المعضلة .. لا نجوم في التحليل

والنجومية هنا لا تعني شهرة فولان الفولاني ، فما أسهل الشهرة إن كانت أمامك كاميرا وميكروفون ، لكني هنا أتحدث عن نجم تحليل يمتلك الكاريزما التي تجعل منه مصدر ثقة ، وفكر ، وثقافة كروية شاملة ورؤية فنية خاصة بالملعب ، وطريقة معروفة في التحدث والإلقاء .. كل هذه المزايا احتكرها المحلل الكبير خالد بيومي ، ومن بعدها نضب المنبع تقريبًا .. وهذا يحيلنا لسؤال لابد له من إجابه .. لماذا خالد بيومي دون غيره ؟

التفرّد في التحليل

يتجه الكثير من المحللين حاليًا لتطويع آرائهم لإرضاء جمهور السوشيال ميديا الذي بدوره يقوم بتداول الآراء المتماشيه مع آرائه ، فيظن المحلل الفولاني أنه بذلك يحقق الشهرة، لا يعلم أنك لابد أن تقود برأيك جمهور السوشيال ميديا لا العكس ، وهو ما يدركه  خالد بيومي فيقول رأيه كاملًا بلا حسابات هنا أو هناك . فاكتسب شعبية ومصداقية عند الجميع .

التفاصيل

يتعمق خالد بيومي في تحليل أداء اللاعبين والأجهزة الفنية حتى أنك تشعر بأنك جالسًا مع الكوتش على الدكة تقريبًا .. ثمة إسلوبًا روائيًا يفتقده أغلب المحللون ، هم يستخدمون إسلوبًا صامتًا كما لو أننا نشرح مادة أكاديمية .. لابد أن يعرف المحلل الرياضي أنه بالإضافة لشرح ما يحدث في الملعب لعين المشاهد ، لابد أن يضيف المعتعة والتشويق لحديثه ، ويغذي حديثه بنظرة شاملة لا بنظرة صغيرة على ما يحدث في المستطيل الأخضر وكفى .. وهي من أهم النقاط التي يتفوق فيها خالد بيومي عن أغلب المحللون في الإعلام الرياضي المصري.

إقرأ أيضا

سر وجود اسم ” أنيسة حسونة ” في تتر نهاية مسلسل بدون سابق إنذار

الكاريزما

وهي النقطة التي لا يمكن الحديث فيها أو عنها ، فهي لا تكتسب أو تمنع وليس فيها قاعدة أو قانون  ، وهي منحة ربانية يمتلكها خالد بيومي .. لكننا نريد هنا أن نؤكد على إن خالد بيومي احتفظ بهذه الكاريزما بسبب احترامه لكرة القدم بشكل عام .. ذلك لأن هناك محللين لا يحترمون اللعبة ، ويصدرون صورة سطحية عن الكرة بسبب زيادة مادة السخرية داخل تحليلاتهم الكروية ، لركوب موجة التريند والفيس بوك ، والسوشيال ميديا . فالسخرية الزائدة عن الحد تقطع الشعرة الفاصلة بين كون كرة القدم سلعة ترفيهية وفي نفس الوقت بها من الجد والحرب الفنية داخل المستطيل الأخضر ما لا يمكنك الاستهانة به .. لهذا كان خالد بيومي ولم يكن – حتى الآن – غيره .