همتك نعدل الكفة
716   مشاهدة  

لماذا لم أحب أبدًا فيلم “سواق الهانم” ؟

سواق الهانم
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



١٣ مارس ١٩٩٤، كنت مازلت طالبا في الكلية الحربية في السنة النهائية يسعده بوستر معلق على أعمدة الإعلانات لفيلم جديد بعنوان ” سواق الهانم “، يسعده البوستر لأنه قرر أن يدخل السينما في أجازته و”ياسعده يا هناه” يضم البوستر نجومه المفضلين أحمد زكي وسناء جميل وعادل أدهم.

سواق الهانم
البوستر الأصلي

ليس هذا  فقط بل يضم الفيلم صابرين وعبلة كامل وممدوح وافي الموهوبين “الخفاف على القلب”، ولأني مهتما بالسينما بشكل أكثر تخصصا جذب انتباهي أن الفيلم كتبه الرائع يوسف جوهر صاحب أفلام البيه البواب ومعبودة الجماهير والأيدي الناعمة والرجل الثاني والعديد من كلاسيكيات السينما المصرية.

كان القدر يبتسم لطالب الكلية الحربية في تلك الليلة هو أمام وجبة سينمائية دسمة ستكون سهرته المسلية التي تبقى معه الأسبوع المقبل بالكامل داخل أسوار الكلية الحربية.

وفي حفلة التاسعة وفي سينما “طيبة” في مدينة نصر بصحبة صديق عمري أشاهد الفيلم كاملا للمرة الأولى على شاشة السينما – سأشاهده عشرات المرات طيلة ما يقرب من ثلاثين عاما بعد ذلك-

لم أحب الفيلم، ولم أفهم حينها لماذا فقدت تلك السعادة التي أحسست بها عندما رأيت البوستر، شعرت بامتعاض شديد، ضاعت فرصة السعادة في الأجازة القصيرة، عدت غير مدركا لماذا لم أحب الفيلم ونسيت مع الليالي والتدريبات و”تلاهي” الحياة القصة.

وبعد عدة سنوات وأثناء الغداء داخل المنزل وطفلتي الأولى تحبي بجواري في صالة المنزل أشاهد الفيلم على احدى القنوات، أتابعه وكأنها المرة الأولى لكنني للمرة الثانية لا أحب الفيلم أيضا، يعاد عرض الفيلم عدة مرات أحاول مرة والثانية حتى أصل لمرحلة تغيير القناة عند رؤية عنوان الفيلم.

حتى أمس حين قررت مشاهدته للمرة الأخيرة من باب “لقد اقتربت من سن الخمسين” ومنحت كل شيء في حياتي فرصة ثانية حتى “طبيخ الكوسة”  فلماذا لأ أمنح الفرصة لفيلم أحب كل أبطاله.

لكنني ورغم الرسم الكاريكاتيري لشخصيات الفيلم واكليشيه الهانم وزوجها العاطل عن العمل والابن اللاهث وراء الخادمة والسائق الذي يعيد تقرير مصير الأسرة والبنت الذي تحبه والجارة التي تحبه، وزواج الخادمة من ابن صاحبة القصر أشعر أن هناك شيئا ما مزيف في الأحداث.

الأحداث يستحيل حدوثها في مصر، ولا تنتمي للفانتازيا، واصطناعيتها محسوس منذ اللحظة الأولى التي تم فيها استبدال السائق.

حتى أداء كل هؤلاء النجوم الكبار به الكثير من الاصطناع لم يدخل قلبي.

إقرأ أيضا
دقوا الشماسي

قصة عاد بها يوسف جوهر رحمة الله عليه من رحم فيلم الأيدي الناعمة لكنه قرر هذه المرة أن يذهب بها للناحية العكسية من الفيلم القديم، لكن بعد مرور ٤٠ عاما على ثورة يوليو واختفاء تلك الطبقة حرفيا وفعليا لهذا كان صعبا أن نتقبل وجود مثل تلك الحالة أو أن نصدق تلك القصة، وكل “صنعة” السينما أن تجعلك تصدق حتى لو فيلم خيالي يطير فيه البطل للسماء.

لأن الفيلم الناجح يجعلك تطير بجواره.

يلا الله يرحم الجميع

الكاتب

  • سواق الهانم أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان