لماذا نجح مسلسل جعفر العمدة؟ وهل أعاد سامي إحياء فتوات محفوظ الصالحين؟
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
حينما سقط محمد سامي مع مسلسله نسل الأغراب لم يتوقع أحد أن يعود مرة أخرى وبهذه القوة مع المتفرج، ولكن في مسلسل جعفر العمدة استطاع محمد سامي ان يكسب الجمهور مرة أخرى، وعاد محمد رمضان لسابق نجاحه على مستوى الجماهير وكل هذا على الرغم من الضعف والفقر الفني في المسلسل فلماذا نجح جعفر العمدة؟
اعتمد مسلسل جعفر العمدة على عنصرين أساسيين العنصر الأول هو تعاطف الجمهور مع الحكاية المروية داخل العمل والعنصر الثاني هي ملحمية الصراع، وحول هذان العنصران تمت زراعة العديد من عناصر الجذب التي يهواها رمضان ويحبها الجمهور أيضا، وذلك في محاولة من سامي لضمان نجاح المسلسل، فجعفر العمدة هو فرصته الأهم.
لم يهتم محمد سامي مطلقًا بمنطقية الأحداث أو حتى التصاعد الدرامي المنطقي، فقط وضع أزمة البطل قبل أي مشهد ليضمن تعاطف المشاهد مع البطل، بالإضافة لجعل المشاهد على علم ببعض ما يخفى على البطل خاصة حل أزمته الرئيسية وإيجاد أبنه، فالمشاهد هنا يعلم بينما الشخصية لا تعلم وهذا عزز التعاطف مع البطل وجعل المتلقي لديه الرغبة في معرفة من تسبب في ذلك أو من وراء هذا الأمر.
ضاعف سامي التعاطف مع بطله جعفر، عبر خلق هالة أسطورية حول جعفر تلك الهالة التي جعلت رجل الشارع يحب جعفر العمدة، أولا القوة والسطوة، فمن لا يحب الفتوة العادل؟ هذا ما فعله سامي خلق محاكاة عصرية لأساطير فتوات محفوظ الصالحين وأخذ بعضا من صفاتهم وأضافها لجعفر العمدة، الحقيقة أنه يمكن النظر لجعفر العمدة كمعادل عصري لعاشور الناجي أول أبطال ملحمة الحرافيش الشهيرة.
فالناجي جائه الثراء لفترة في حياته فكان عادلا، كذلك جعفر العمدة الثري العادل صاحب الفضل والخير، عاشور الناجي كان نصيرًا للغلابة كذلك جعفر العمدة ولعل مشاهد الجلسة العرفية تدلل على عدله “المفترض” وعلى سيطرته على منطقته، القوة المفرطة، ويمكن مشاهدة هذا بوضوح في جعفر العمدة.
وأهم ما اضافه سامي هو خلق العدو، ولكن فات سامي مثلما فاته الكثير والكثير، أن قوة البطل تقاس بقوة خصمه فكلما كان الخصم أقوى كان البطل أكثر بطولة والصراع أشد وأقوى، ولكن ما فعله سامي هو أن جعل العدو المقابل لجعفر العمدة هش ومهزوم طوال النصف الأول للمسلسل قبل أن يخرج أخيرا بطل له سمات القوة وهنا بالفعل بدأ الصراع في التصاعد رغم عدم منطقية الصراع من الأساس وعدم منطقية تصاعده.
ولكن خلق صراع بين عائلتين جعل الصراع أكثر ملحمية حيث تحول من صراع بين شخصين إلى صراع بين جماعتين بما فيهم من تباين واختلافات بين الشخصيات المختلفة، مما جعل للجميع نقاط ضعف يستغلها الأخر لإيذائه أو القضاء عليه، وعلى البطل التعامل مع نقاط الضعف في جبهته ودخوله في صراعات ليس له يد فيها ولكن للزود عن جماعته وافرادها.
تلك التوليفة ببساطة الفتوة العادل والشخص الثري والصراع الملحمي في ظل أجواء المبالغات الشديدة كان لها مفعول إيجابي جعل المشاهدين يلتفون حول جعفر العمدة ليصبح أحد اعلى المسلسلات مشاهدة في هذا الموسم، بل أنه يمكن القول إن رمضان استعاد جمهوره الذي فقده الموسم الماضي خلال مسلسل مشوار.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال