86 مشاهدة
ما هي السيكوباتية؟
انتشرت مؤخرا المصطلحات العلم نفسية من توكسيك إلى نرجسي وسيكوباتي، فما معنى كلمة سيكوباتية؟
السيكوباتية هي حالى تتسم بعجز بالغ عن التوافق الاجتماعي يلازم المريض لسنوات عدة أو طول حياته دو أن يكون هذا العجز نتيجة لمرض عقلي أو نقص بارز في الذكاء.
والسلوك السيكبواتي في رأي مدرسة التحليل النفسي ضرب من ضروب السلوك العصابي، فكلاهما يقوم على صراعات لاشعورية، وكلاهما لا يخضع للضبط الارادي للفرد، وكلاهما محاولة شاذة لحل أزمة نفسية.
والسيكوباتية وصلتها بالجنون ليس أمرا مستحدثا ومن ثم أطلق القدماء الجنون الخلقي على حالات السلوك السيكوباتي، وأشير إيلها أيضا باصطلاح البله الخلقي.
ويتميز السيكوباتي بنشاط عشوائي اندفاعي لا اجتماعي أو مضاد للمجتمع مستمر ومتكرر لكسب وهمي غير محسوس، وهو فريد في قصوره وعوجه والتواء أحكامه وعدم استبصاره، وزيغ أهدافه، وفجاجته، ووعثه وخواء وجدانيته ، فريد في تقلبه وسخفه وحماقاته وقسوته وقلة جدواه، لا ينضج من التجربة ، ولا يرتدعون من العقاب، ولا يثبتون على هدف، ولا يصلون إلى قدر من التكيف مع المجتمع.
ولا يعرفون الندم ولا يشعرون بالعار، ولا يختبرون شعور الخطيئة ، ولا يجعلون تعاملهم مع الحياة إلا شعارا واحدا (هو أن يأخذوا كل ما يستطيعون من أي إنسان وبأي وسيلة)
هنا الاضطراب الذي يفتك بالشخصية ، ويهدم من تكاملها . والسيكبواتي لا يعرف من الزمن إلا حاضره ، إنه لا يستطيع إعادة الماضي أو الإسقاط على المستقبل، والحاضر عنده هو اللحظة التي يعيش فيها وحسب، فهي خبرة سطحية وقتية وفجة.
وفي الجنون السيكوباتي فإن الذاكرة تصاب باختلال خطير، فهي لا تتعدى الأداء السطحي، أو الأداء اللفظي فقط دون أن تتخل حياتهم الوجدانية النزوعية كخبرة حية.
كما تنبىء السيكوباتية أيضا عن اضطراب خطير في عامل التكمال الاجتماعي وهو اللغة، ذلك من حيث الوظيفة الدلالية للألفاظ، ومن ثم يرى في تجوالهم العشوائي اللا هدفي في ميدان اللغة وكذبهم الذي يرجع إلى عجزهم عن اختيار معنى الحقيقة في أنفسهم فضلا عن اختيارها في الغير.
نلخص من هذا أنه في المشكلات السلوكية ينبغي التمييز فيها بين الحالات التي يكون فيها السلوك السيكوباتي فيها عارضا ، أو مظهر لاضطراب آخر كالعصاب أو الذهان.
المصدر: كتاب علم النفس المرضي دراسة في الشخصية بين السواء والاضطراب لدكتور مجدي أحمد عبد الله
الكاتب
ما هو انطباعك؟
