همتك نعدل الكفة
454   مشاهدة  

مائة وخمسون عاما على العرض الأول لأوبرا عايدة

أوبرا عايدة


نحتفل هذا العام بمرور مائة وخمسون عاما على العرض الأول  لأوبرا عايدة في 24 ديسمبر 1871 على مسرح دار الأوبرا الخديوية .

أوبرا عايدة
العرض الأول  لأوبرا عايدة

“أوبرا عايدة ” واحدة من أجمل الروايات الأدبية المستوحاة من التاريخ المصري القديم ..

تلك المخطوطة الأثرية التي اكتشفها مدير الأثار المصرية وعالم المصريات الفرنسي الشهير “أوجست مارييت” باشا بصعيد مصر، والتي ظلت لصيقه بأسمه حتى يومنا هذا ، والتي جسدت الصراع بين “الواجب والعاطفة”، وتجمع في طياتها أحداثا تاريخية متصلة بالحضارة المصرية القديمة في إطار أدبي شيق  .

وهى تروي قصة الأميرة الحبشية ” عايدة ” والقائد الحربى المصري ” راداميس ” الذى دفع حياته ثمنا لحبه لعايدة  بعد أن  أفشي لها أسرار عسكرية  دون قصد، وقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة لوطنه ولواجبه العسكري وحكم عليه بالدفن حيا، و يظل لآخر لحظة بحياته يفكر بعايدة، قبل أن تغلق عليهما مقبرة  واحدة .

كلف الخديوى إسماعيل ” مارييت باشا ” بكتابة أوبرا تقدم  فى افتتاح دار الأوبرا الخديوية  ضمن احتفالات افتتاح قناة السويس .

ولم يجد مارييت باشا أجمل من قصة  ” عايدة – راداميس ” المستوحاه من صفحات التاريخ المصرى المجيد التى تصلح لأن تكون أول أوبرا في مصر  والشرق،  لتقديمها  في إفتتاح دار الأوبرا الخديوية، ضمن الحفل الأسطورى لافتتاح قناة السويس للملاحة العالمية ، والذى حشد له الخديوى اسماعيل كبار ملوك وأمراء أوروبا يتقدمهم الإمبراطورة  أوجينى ضيفة شرف الاحتفال .

قضى مارييت باشا ستة أشهر في صعيد مصر ينسخ بمنتهى الدقة النقوش والتفاصيل الفنية على أعمدة المعابد، وأختار أسم “عايدة” عنوانا لعمله.

واوبرا عايدة عبارة عن قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغاني موسيقية موزعة على أربع فصول .

وقام  مارييت  بكتابة السيناريو ، وصمم الملابس ، وديكورات العرض ، فضلا عن وضع الخطوط العريضة لإخراج العمل الفني .

كما أرسل سيناريو أوبرا عايدة إلى الشاعر الفرنسي “كاميل دى لوكل”، مدير “أوبرا كوميك” في باريس، والذى نظمها شعرا بالفرنسية ، ثم أرسلها إلى الشاعر الإيطالي ” أنطوني جيزلنزوني”  الذى قام بترجمة  النص إلى اللغة الإيطالية، وعهد بها بعد ذلك الى الموسيقار الإيطالي الشهير جيوزيبى فردى لتأليف موسيقاها .

لم تُعرض أوبرا عايدة عند افتتاح دار أوبرا القاهرة الخديوية، على نقيض الشائع تاريخيا بهذا الشأن، نظرا لعدم الانتهاء من تجهيزها وحالت الظروف دون ذلك لاندلاع الحرب السبعينية بين فرنسا وبروسيا التي أستمرت خمسة أشهر ، وحصار باريس الذى أعاق إرسال الازياء المصنوعة في دور الحياكة الفرنسية وتأخر وصول الديكورات والمناظر.

 تمّ افتتاح الأوبرا الخديوية في الأول من نوفمبر عام 1869بقصيدة فرنسية تحمل صفات الخديوي من العدل والحلم والشهرة .. إلخ، قام بها مجموعة من الممثلين، وقفوا في نصف دائرة، ووسطهم صورة للخديوي إسماعيل حاكم مصر في ذلك الوقت. حسب ما جاء بمجلة (وادي النيل) المصرية في 5/11/1869.

وبعد يومين من هذا الافتتاح تم تقديم عرض “ريجوليتو ” على مسرح دار  الأوبرا الخديوية في الثالث من نوفمبر 1869 عن مسرحية ( الملك يلهو ) لفيكتور هوجو ، وهى أيضا من تأليف “جوزيبى فيردى ”  .

وقد حضرها الخديوي إسماعيل. والغريب – بل والطريف – أن هذا العرض لم يتم بصورة كاملة!! فأثناء التمثيل شب حريق، أدى إلى فرار الممثلين، وتأمين خروج الخديوي حفاظاً على حياته. وهذه الحادثة الطريفة، أخبرتنا بها أيضاً مجلة (وادي النيل) .

وقدمت أوبرا عايدة لأول مرة في 24 ديسمبر 1871 على مسرح دار الأوبرا الخديوية بالقاهرة

 والمعروف أن أوبرا (عايدة) عندما قدمت لأول مرة على مسرح دار الأوبرا الخديوية عام 1871م، قدمت بالإيطالية . وهذا يعني أن الجمهور العربي أو المصري لم يستمتع بها عندما شاهدها لأول مرة، وقد فطن الخديوي إسماعيل لهذا الأمر ، فأمر – الأديب والمترجم الصحفي (أبو السعود أفندي) صاحب مجلة وادي النيل – بترجمتها إلى العربية، وتمّ توزيع النص المُترجم المطبوع على الجمهور العربي، ليلة الافتتاح. ومن المحتمل أن الكمية المطبوعة نفذت خلال أيام قليلة، فتم نشر طبعة ثانية من الترجمة. والطبعتان العربيتان النادرتان لهذه المسرحية، جاء على غلاف مجلة وادى النيل بالصورة المرفقة .

وكان العرض الثاني لأوبرا عايدة  في أوروبا على مسرح لاسكالا  في إيطاليا في الثاني من فبراير عام 1872 .

إقرأ أيضا
مركز تنمية المواهب

وقدر لأوبرا ” عايدة ” الخالدة النجاح في كل أنحاء العالم، بأغانيها الجياشة وموسيقاها الرائعة و حتى يومنا هذا .

وقد وجهت  لأوبرا عايدة الكثير من الانتقادات حيث رأى البعض أنها تحتفى بقائد الجيش المصري الذى خان وطنه، وأفشى أسرارا لا ينبغي له البوح بها، وتمجد للخيانة، وتعلى من قيمة «الحب البشرى» في مواجهة حب الوطن.

إلا أن الكثيرين اعتبروا أن العمل يجسد رائعة فنية شارك في إعدادها فنانون عالميون ، ما يخرج هذا العمل من سياق الخيانة المحدود ، لتصبح لغته عالمية تعبر عن قيم إنسانية مطلقة .

أوبرا عايدة

إقرأ أيضاً

القسوة اختراع بشري .. قطة الأوبرا تبكي إلى الله

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان