رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
749   مشاهدة  

ارفعوا أيديكم عن الفقراء .. يا ولاد “اللامؤاخذة”

علي فايز
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تعريف المَنِّ: ذكر العطية أو الفعل على صورة يتأذى بها الآخذ والاعتداد بها.

قال ابن منظور: المَنُّ أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به.

البداية لفيديو شديد السخف لمن يطلق عليه أحمد رأفت مذيع الشارع، الذي يتقاضى عشرات الآلاف عن الحلقة الواحدة وهو يهب بعض مئات الجنيهات لرجل فقير يتسائل عن مدى حرمانية المال.

بداية مبتذلة تحتقر الفقير وتظهر وجهه كاملا، تبتذل العطاء تمن بما أعطت لتجذب المشاهدات واللايكات دون أي احترام للإنسانية أو مراعاتها أو قيمة الصدق في السر التي أمرنا بها ديننا، انهم يعبدون السوشيال ميديا.

YouTube player

المذيع من فرط الاستهتار استضاف الرجل بعد انتشار الفيديو وكتب اسمه أيضا لكي يصبح صوتا وصورة واسما، المهم أن ترضى الشركة الراعية ويقبض أجره، وليس مهما أن المبلغ الذي تصدقوا به على الرجل لن يكفي عشاء لمليونير في مطعم ولا جاكيت للمذيع نفسه، هو فقط استغلال لشدة حاجة الفقراء ونال تعاطف الناس وهنا كانت الطامة الكبرى، لتنطلق عدة برامج على نفس المنوال ولكن بأسلوب أشد رداءة من المذيع أحمد رأفت علامة الرداءة المسجلة.

https://web.facebook.com/watch/?v=686490926070493

الأخ علي فايز صاحب أحد “أتنح” الوجوه على الشاشة يستضيف عامل على باب الله يبيع الخس والجرجير، رجل هرم أتعبه الزمن وقهرته الدنيا ليفاصله ثم يهبه هدية ما ويخبره أنه فاز معهم، يملك من “البجاحة” و”التناحة” ما يجعله يطلب ويؤمر الرجل أن يعلو بصوته لحظة الدعاء وأن يعيده من البداية حتى يتم تسجيله جيدا.

فيديو رخيص لن يكلف صانع المحتوى علي فايز وأمثاله سوى بعض مئات الجنيهات ليجلب مئات الألاف من المشاهدات والمكاسب بل والتعاطف والدعاء الذي وصل حتى لشيوخ المساجد الذين اعتبروا أعمال أولئك المنتفعين مثل على فايز خيرا على الأمة

جاهل يقود جاهل ويدعو له كلاهما يسقط في الحفرة ولكن على جثة الفقير

في الحقيقة لا أعلم لماذا لم ينتفض شريف منير وأتباعه من حراس كيميت وخدم الإله أمون رع على صورة مصر في مثل تلك الفيديوهات، لماذا كانت الغضبة على فيلم “ريش” وهو مجرد فيلم ولم يغضبوا لاظهار كل المحتاجين في ربوع مصر بل واستغلالهم بهذه الطريقة، يبدو أن المنطق غادر تلك البلاد منذ سنوات.

وأخيرا في فيديو لابد أن يحاكم عليه صاحبه في أي دولة لديها قانون يحمي الطفل، يظهر علينا شخص تحت عنوان مذيع شعبي ليقدم بيجامات للأطفال الذين يرددون أيات القرآن بعد تغليق البيجاما التي يطلق عليها لقب “ترينج” في “كيسة” سودة في لوكيشن عجائبي وأداء أكثر كارثية ليهين شعبا بأكمله.

https://web.facebook.com/moze3sha3by/videos/221003233467266/?_rdc=1&_rdr

شعبا قرر مذيعو الشوارع والشعبيين و”كل شي ان كان” أن يستغل فقراءه يهبهم أي شيء – وصل الأمر لكارتونة بيض – من أجل استغلالهم من أجل مكاسب اليوتيوب واللايكات والشهرة ودعاء الجهلة الذين يشعرون أن ما يفعله هؤلاء المنتفعين يخليهم من مسؤولياتهم تجاه هؤلاء الفقراء.

إقرأ أيضا
مواهب فنية مهدرة

لكن أحدهم لم يسأل نفسه لحظة : هل تقبل أن تكون أمك أو أبوك أو خالك أو عمك بطلا لفيديو مثلا هذا؟

بالتأكيد الإجابة لا

لكن تعمى القلوب التي في الصدور

ارفعوا أيديكم عن الفقراء يا ولاد الكلب

الكاتب

  • علي فايز أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان