575 مشاهدة
ماذا كان يفعل علم أمريكا في ثورة 19؟ اللغز يكشفه الرئيس “ويلسون”
أخذ نظارته ووضع طربوشه على رأسه، بعدما ارتدى بدلته ليشارك في ثورة شعبية مصرية جارفة، بدأت جذوتها من مدرسة الحقوق بالجيزة، ووصلت ذروتها إلى منزله الواقع بين دار الأوبرا و جامع كيخيا. شيء واحد كان على بال هذا الرجل الخمسيني، وهو أنه لن يعود إلا جثة هامدة برصاص الاحتلال البريطاني، وسيلف نعشه بعلم مصر شهيداً، لكن اللافت للمتظاهرين في هذا العجوز هو حمله إلى العلم الأمريكي.
لم يحفظ التاريخ اسم هذا الرجل الذي رفع العلم الأمريكي في مظاهرة وسط البلد، لكنه كان الوحيد الذي رفع هذا العلم بدلاً من صورة سعد باشا أو لافتات الهتافات، ولفت نظر المتظاهرين والسائرين أيضاً، حتى التقطته عدسة مصورة مراسل رويترز وأخذ له صورة حفظتها كافة مواقع التاريخ.
حركة الرجل برفعه للعلم الأمريكي لم تأت من باب عشقه للعم سام، ولا رغبةً في إظهار أمركة الثورة، إلا أنه فعلها بدافع الإعجاب بالرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة من عام 1913 إلى 1921 م.
كان ويلسون يشغل باله فقط إصلاح الحال الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى التي دمرت القارة، فضلاً عن رغبته في إنشاء السلم العالمي، الذي بات مهدداً بالانقراض، فأعلن في الثامن من يناير لعام 1818 م 14 مبدأ لتحقيق هذا المشروع.
لم يكن لمصر صلة بها إلا في المبدأ الثاني عشر والمعروف بـ “حق تقرير المصير”، والذي نص على ضمان سيادة الأجزاء التركية وإعطاء الشعوب الأخرى غير التركية التي تخضع لها حق تقرير المصير، وحرية المرور في المضائق لجميع السفن بضمان دولي، وأعطى هذا البند أملاً لدى أهل السياسة في مصر، أن تنل بلدهم الاستقلال من نيران الاحتلال البريطاني، خاصةً بعد أن كان العالم يردد مبادئ الرئيس ويلسون.
الطبع غلاب وخصوصاً عند العم سام، فالولايات المتحدة الأمريكية عن ويلسون نفسه لم توافق على إلغاء الحماية البريطانية عن مصر، وظهر هذا واضحاً لـ “محمد محمود باشا” والذي كان أرسله الوفد لحضور مؤتمر فرساي وفشل في الجلوس هناك، فتم عقد مؤتمر آخر وأعلن رفضه لموافقة ويلسون على احتلال بريطانيا لمصر، وبعد مفاوضات طويلة قررت بريطانيا إلغاء الحماية البريطانية عن مصر سنة 1922 م، ومات ويلسون بعدها بسنتين.
إقرأ أيضاً
وزارة الهجرة تطلق منصة إلكترونية لفعالية جمع تبرعات المصريين بأمريكا
الكاتب
ما هو انطباعك؟
