ماذا لو كان بالزقازيق متحفًا للحضارة؟

الزقازيق مدينة لها شأن تاريخي يرجع لعصر المصريين القدماء، ولا يعرف الكثيرون  هذا الأمر. وقد كنا بموضوع سابق استعرضنا أهم قطع متحف الحضارة، وتسائلنا ماذا لو بكل محافظة  لها تاريخ متحفًا للحضارة.

ويرجع تاريخ هذه المدينة  مع المصريين القدماء عندما فقدت البلاد وحدتها الداخلية  بانتهاء أسرة الرعامسة الضعفاء تقريبا عام  1085 قبل الميلاد، ثم انقلبت إلى حالتها الأولى من الانقسام قبل أن تتوحد على يد بطلها الأول   “مينا” فمصر أصبحت شمالية_أو وجهها البحري-وعاصمتها تانيس، ومصر العليا-أو الوجه القبلي- وعاصمتها طيبة.

لذلك مدينة الزقازيق هي اختيارنا اليوم، لتاريخها المميز ونتمنى أن يصبح فيها متحفًا للحضارة  يضم آثار هذه المدينة منذ عصر قدماء المصريين  وحتى العصر الحديث.

وقد اتخذ ملوك الأسرة الثانية والعشرين والثالثة والعشرين تانيس عاصمة الوجه البحري لمصر، وهي صان الحجر الآن التي تبتعد عن مدينة الزقازيق ب71 كيلو مترًا فقط.

أهم قطع متحف الحضارة أنا شاب ولكن عمري 35 ألف سنة!

وقد اتخذ ملوك الأسرة الثانية والعشرين بلدة “تانيس” منجمًا لانتزاع الأحجار من مبانيها التي مثلت فيها كل العصور التاريخية لإقامة مبانيهم وصنع تماثيلهم وتوابيتهم.

وقد خصصوا لأنفسهم ناحية بمعبد “تانيس” الكبير الذي أقامه “رعمسيس الثاني” وأقاموا فيها مقابرهم التي اكتُف بها مؤخرًا.

ومن كثرة الآثار التي تم اكتشافها بتانيس والتي تتعلق بالأسرة الثانية والعشرين من عصر المصريين القدماء، فقد أطلق مؤرخو اليونان على ملوك هذه الأسرة ملوك “تانيس” لذلك رجح المؤرخين أن يكون مقرهم حينذاك بتانيس بالزقازيق.

ماذا لو تحول متحف الاسكندرية لمتحف الحضارة؟

تانيس مكان المتحف المتخيل

تانيس كانت تقعد من الأسرة الأولى للأسرة الثالثة والعشرين بأهمية طيبة، وتانيس اسم يوناني فيما اسمها باللغة المصرية القديمة “جعنت”  ومعنى الكلمة الأرض الرملية واسمها بالتوارة “صوعن” والذي تحول مع مرور الزمن لاسمها الحالي “صان الحجر” والتي تقع بالشرقية وعلى بعد 71 كيلو فقط من الزقازيق.

وقد لوحظ في الكشوف التي قامت بتانيس حديثا من عهد الأسرة الواحدة والعشرين والثانية والعشرين، أن الملوك كانوا يحملون معهم أشياء تذكارية من التي كانوا يقتنونها في الحياة الدنيا، وكذلك من آثار من سبقوهم من الملوك أجدادهم وكذلك كان الأفراد يتبعون مثلهم هذه العادة.

فتخيل إيها القارىء لو أقمنا متحفًا للحضارة يضم هذه الآثار ومتعلقات الملوك لثلاث أسر على التوالي من عصر المصريين القدماء.

وبصان الحجر أو تانيس سابقا أكثر من معبد وتماثيل آثرية ضخمة تدل على عراقة الموقع هناك وأصالته غير المسلات العملاقة وبقايا التماثيل الضخمة وبقايا سور يبعد من أكبر الأسوار سمكًًا في التاريخ المصري القديم .

إقرأ أيضا

جحر الفئران…بين التعبير عن المعاناة والإبداع

وقد دفن بصان الحجر ملوك الأسرة 21 وتم اكتشاف مقابرهم ومقتنياتهم هناك. ومن أهم المعابد هناك معبد آمون وهو من أكبر معابد الوجه البحري، كما يوجد هناك حوالي 20 مسلة.

صان الحجر لم تحمل بأرضها آثار عصر المصريين القدماء فقط، ولكنها حملت آثارا من العصر اليوناني والروماني؛ لذلك هي المكان الأمثل لتخيلنا بوجود متحفا للحضارة على أرض الزقازيق.

أهم المصادر

مصدر 1

 مصدر 2: كتاب سليم حسن مصر القديمة نهاية الأسرة الواحدة والعشرين وبداية حكم اللوبيين لمصر