ماليوس ميلفيكاروم ..وفتيات التيك توك
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد
سيطرة الكنيسة على الحكم
قامت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بتوحيد جميع الناس الذين يعيشون في أوروبا خلال العصور الوسطى، وقد كانت الكنيسة ترغم الأشخاص على دفع حوالي 10% من أرباحهم. حيث أن الكنيسة كانت معفاة تماما من دفع الضرائب، حتى أصبحت الكنيسة هي المؤسسة الاكثر نفوذا في العالم.، وقد حافظت الكنيسة على سلطتها في العصور الوسطى من خلال محاكم التفتيش، حيث كان الباباوات في العصور الوسطى لديهم سلطة على الملوك؛ مما أعطى قوة كبيرة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية في العصور الوسطى، وكان البابا هو السلطة العليا التي تأتي بعدها الكرادلة والأساقفة، والأساقفة هم كهنة الرعية.وفي 1233 تم إنشاء محكمة الكنيسة، أو محاكم التفتيش، من قبل البابا غريغوري التاسع لإنهاء البدع.
ماليوس ميلفيكاروم ، أو مطرقة الساحرات
كتاب يتناول موضوع محاكمات الساحرات التي كانت تتم في العصور الوسطى. تم تأليفه عام 1486 بواسطة هاينريش كرامر، وهو أحد رجال الدين الكاثوليك، وقد نشر في ألمانيا لأول مرة في العام 1487.
وفي كل العصور وباختلاف أنظمة الحكم كانت النساء هن الأكثر معاناة، فظهر هذا الكتاب ليدحض الحجج المنهجية التي تدّعي أن السحر لا وجود له، ومهاجمة من شككوا في وجود السحر، وادعاء أن السحرة عادة ما يكونوا من النساء بنسبة أكبر من الرجال، وإعلام القضاة بالإجراءات التي تمكّنهم من العثور على الساحرات وإدانتهن، لننتقل إلى مرحلة من المراحل الأكثر بشاعة في تاريخ اضطهاد النساء.
مطاردة الساحرات
حدثت الفترة الكلاسيكية لمطاردة الساحرات في أوروبا أوائل العصر الحديث أو حوالي ما بين عام 1450 إلى 1700، مرورا باضطرابات الإصلاح وحرب الثلاثين عاما ما أسفر عن الآلاف من عمليات الإعدام. ويصل عدد ضحايا مطاردة الساحرات بين 40,000 إلى 60,000، ولم تكن تلك المطاردات سوى عمليات بحث واضطهاد، الأشخاص الذين يشتبه بكونهم يمارسون السحر أو الشعوذة من قبل الكنيسة الكاثوليكية بداية ثم البروتستانتية متحدتين في السلطة المؤقتة، وغالبا ما انطوت على ذعر أخلاقي وهستيريا جماعية وحتى إعدامات بدون محاكمة، والمحاكمات لم تكن سوى مهزلة، مغطاة بمظهر الاستجواب وفي الواقع كانت في اتجاه واحد.
إقرأ أيضًا…الكيتو دايت .. هل يسبب الوفاة؟
زعمت تلك المحاكمات المحافظة على التقاليد المسيحية والحفاظ على كيان الدولة، وكان يتم حرق وإعدام كل من تخالف الكنيسة أو كل من جرؤت على الاختلاف حتى، بتهم مطاطة هزليه تصلح أكثر منها تهما لقانون يسير دولة، إلى ان تكون قانون بداخل أحد أفلام الرعب السيئة التي يطلق عليها أفلام المراهقين، فقد كانت النساء يحاسبن حتى على جمالهن ويتم اتهامهن بالسحر.
فصل السياسة عن الدين، والدولة دولة قانون
انتهى الحكم الدموي للكنيسة، من الطبيعي أن ينتهي أي حكم يتبنى السلطة الأبوية، ربما في البداية قد يستشعر الرجال أن دولة تعطيهم امتيازات لمجرد أنهم رجال وتحكم من منظور السلطة الأبوية الذكوري فهي الجنة المناسبة للحياة، حتى يتم ذلك بالفعل، ويبدأ الجميع في الاكتشاف أن ممارسة السلطة الأبوية من قبل الدولة ما هو إلا نوع من أنواع القمع السافر، الذي يتعدى كل خطوط الحقوق الإنسانية البدائية، تماما كما حدث في مصر حين وقعت في كارثة الإخوان، في البداية كان الشارع يردد أنهم يتحدثون باسم الله، كان أغلب المؤيدين من الرجال، وكل من أعرفهن من النساء كن مصابات بالذعر خوفا من أن يصعد الإخوان للحكم، لا تتخيل للحظة أن من يعتقد أنه المتحدث الرسمي باسم الدين، أيا كان الدين، سيتردد لحظة في مصادرة جميع حقوقك باسم الدين، فالدين دائما أفيون الشعوب، وبانتهاء عصر الأنبياء لم يعد هناك من يتحمل نفسيا أن يكون المتحدث الرسمي باسم أي دين أيا كان وأن يفرض على من يحكمهم شعائره دون أن يصاب بجنون العظمة والتعصب، وبالتالي راقبنا سقوط الإخوان الحتمي، من الصعب في عصر تسود في دولة القانون ويصبح العالم بأكمله قرية صغيرة، أن تحاول أن تعود بالبشر لمرحلة العصور الوسطى أو القبلية.
ماليوس ميلفيكاروم.. وفتيات التيك توك
لست على دراية كافية بكل أركان القضية، ولكن كلما قرأت التهمة الموجهة لفتيات التيك توك بالاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، بقى سؤال يطرح نفسه، هل يحول محاميي الحسبة أنفسهم إلى سلطة أبوية أخرى؟، هل كل الأسر المصرية ذات عادات واحدة من الأساس ليقرر أحدهم ما هو الاعتداء؟، بالنهاية .. “مين اللي واقف على الفصل في المجتمع عشان يحدد القيم؟”
الكاتب
-
لمياء محمود
كاتب نجم جديد