همتك نعدل الكفة
690   مشاهدة  

محرم بك .. تاريخ من النهب والانكسار مع الانتصار في عصر “محمد علي”

محرم بك
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



عبر السفينة وقف محرم بك سنة 1810 م عابراً إلى دولة لم يعرفها ، تاركاً وطنه كافالا وهو في مطلع الشباب، لم يكن هناك شيء يطمئنه سوى أن حاكم هذه الدولة هو “محمد علي باشا” الذي ولد في كافالا اليونانية، وطلبه ليكون أحد رجال دولته رغم تفاوت العمر بين محرم بك و محمد علي بـ 26 سنة، كون أن الأخير مواليد 1769 م، بينما محرم بك من مواليد 1795 م.

لم تمض أشهر إلا وكان “محرم بك” حاكماً للجيزة، إحدى أكثر الأماكن المصرية التي تمثل صداعا سياسياً لـ “محمد علي”، كون أن تمركز المماليك فيها.

مذبحة القلعة
مذبحة القلعة

لم يكن قدر “محرم بك” مع المماليك أن يكون حاكماً لمدينتهم، بل تحول قدره معهم إلى أن يكون هو المسؤول الأول عن عمليات الاستيلاء والسلب لأموال المماليك المقيمين في مديريته من خيول وجمال وغيرها بعد نجاح “محمد علي” في إنهاء وجودهم السياسي للأبد عن طريق مذبحة القلعة في  أول مارس سنة 1811 م.

دار صناعة السفن في الإسكندرية
دار صناعة السفن في الإسكندرية

بعد 9 سنوات من حكم الجيزة، انتقل محرم بك عام 1820 م لحكم الإسكندرية عروس البحر المتوسط ، والتي كان فيها نواة تشكيل الأسطول البحري المصري الذي تشكل عام 1810 م، وظل محرم بك حاكماً للإسكندرية 6 سنوات حتى تولى قيادة الأسطول البحري سنة 1826 م وبذلك يكون هو القائد الثاني للأسطول خلفاً لـ الأميرال إسماعيل الجبل الأخضر.

معركة نافارين
معركة نافارين

كانت فترة قيادة محرم بك التي لم تستغرق سوى عام واحد، فترة عسكرية بالغة الحرج حيث أن حرب نافارين تضع أوزارها، وهي أشهر الحروب العسكرية التي جرت في هذا الزمان، وكانت خلال حروب الاستقلال اليونانية، بين الأسطول العثماني مدعومًا بأسطول مصر والجزائر، وبين أسطول الحلفاء الثلاث بريطانيا وفرنسا وروسيا.

هزيمة الأسطول المصري في نافارين
هزيمة الأسطول المصري في نافارين

شارك محرم بك في معركة نافارين على رأس 89 سفينة تحمل 4600 مقاتل وانضم إلى الأسطول المصري التركي في يوليه 1827 م، لكن كانت الهزيمة تنتظره هو والعثمانيين، وأدت إلى الهزيمة إلى سحق الأسطول العثماني، ورغم أن هذه الهزيمة كانت كارثية، لكنها أعطت الضوء الأحمر لـ “محمد علي” أن يحارب الدولة العثمانية نفسها ليقتنص حقه في مصر منها ويؤسس دولته الحديثة التي كان “محرم بك” أحد رجاله في تأسيسها.

عقب هزيمة الأسطول المصري في معركة نافارين عاد محرم بك إلى الإسكندرية في أكتوبر 1827 ليتولى منصبه القديم كحاكم للإسكندرية وظل محافظاً لها لمدة 20 عاماً، بينما تولى قيادة الأسطول بعده الأميرال عثمان نور الدين باشا.

الإسكندرية - جهة رأس التين في عصر محمد علي باشا
الإسكندرية – جهة رأس التين في عصر محمد علي باشا

تزوج محرم من تفيدة هانم نجلة محمد علي باشا، وخلال فترة إدارته للإسكندرية تمكن من خلالها أن يترجم لوائح الحجر الصحي، كما ساعد تركيا في ترجمة نظام البحرية المصرية، وجعل حديقة قصره مكاناً سياحياً للأجانب، وذلك كعنصر جاذب للسياحة التي أولاها محمد علي اهتماماً كبيراً.

توفي في 20 ديسمبر 1847 م عن عمر 52 سنة، ودفن بجوار مسجد النبي دانيال وأطلق اسمه على المنطقة التي أقام فيها وهي المعروفة الآن بـ “محرم بيه”.

 

إقرأ أيضا
الطريقة التيجانية

إقرأ أيضاً

قصة سرقة فنية مضحكة ..كاتب سرق فيلم أمريكاني وممثل سرقه منه ونسبه لواحد أجنبي “مالوش دعوة”

الكاتب

  • محرم بك وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان