مصطفى أمين يكتب : عفوًا .. صديقي السابق محمد حسنين هيكل مُغرض (سيناريو تخيلي)
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
محمد حسنين هيكل كان الاسم الأول الذي اقترحته على توأمي علي أمين والطائرة تحلق بنا عام ١٩٥٢ في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ونحن نكتب وصيتنا ليكون ضمن ١٠ أسماء يؤلَف منها مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الذي ستؤول إليه ملكية المؤسسة، واستودعنا هيكل هذه الوصية فور وصولنا إلى البر حين كان ما زال تلميذا وصديقا دفعنا به ليكون أصغر رئيس تحرير في تاريخ المهنة وعمره ٢٨ عاما، لكن متقلب الود لا يؤتمن.
هيكل الذي كنت صديقه بعد اعتقالي في القضية الملفقة وكان أول من زارني في سجن الاستئناف في ٢ نوفمبر ١٩٦٥ وصار مورد الجرائد لي طوال فترة سجني بل ومن يسهل زيارات عائلتي لي لأنني لم أكن جاسوسا في نظره بعد، وهو ما لم يحدث إلا بعد إطاحة السادات به من رئاسة تحرير الأهرام وتعيين علي أخي مديرا للتحرير ثم رئيسا له ونقله بعد ذلك لأخبار اليوم رئيسا لمجلس الإدارة وتعييني رئيسا للتحرير، اشتعلت النيران في قلب هيكل ولعب لعبته المفضلة التي أرد عليها في هذا المقال.
(١)
باديء من ذي بدء كان محمد حسنين هيكل ورفاقه هم أصحاب شائعة خروجي بعفو صحي من الرئيس أنور السادات، ونسجوا عشرات القصص المزيفة حول هذا العفو كوني قبلت الخروج به من السجن ولم أدافع عن نفسي على الرغم من أني طلبت إعادة محاكمتي مرة أخرى.
والرئيس السادات أنشأ جهاز المدعي العام الاشتراكي خصيصاً لإعادة التحقيقات في القضايا التي شابتها مخالفات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بعمليات التعذيب.
وفى هذا الإطار أرسلت بخطابين لإعادة محاكمتي، الأول كان من داخل السجن، والثانى عقب العفو عني من الرئيس السادات.
واستدعاني بالفعل الدكتور مصطفى أبوذكرى المدعى العام الاشتراكى، وحقق معي في القضية، واقتنع قناعة كاملة ببراءتي، بعد تحقيقات مطولة من جانب رجال الجهاز، وطلب أبوذكرى في النهاية من الرئيس السادات أن يتم الإفراج عني بعفو شامل يسقط عني عن الأحكام السابقة.
وأتحدى أي قاريء أو باحث أن يستخرج كلمة عفو صحي من صورة قرار رئيس الجمهورية وإليكم صورة القرار التي تحمل محمو أثار الحكم التي لا يحصل عليها المعفو عنه صحيا، فقط هي أحد أكاذيب هيكل التي يجيد ترتيبها لخصومه بعيدا عن الشرف والنزاهة.
(٢)
دعونا نعود قليلا إلى يوم إلقاء القبض علي في منزلي بصحبة ضابط المخابرات الأميريكي بروس أوديل والذي كان يلتقيني في منزلي وفي الأماكن العامة أمام عيون كل الناس، هل سمعتم من قبل عن جاسوس يلتقي المخابرات الأجنبية في عقر داره وهو يعيش تحت قيادة نظام يراقب أنفاس الناس ويسجنهم فقط من أجل نكتة أو امرأة أو مصلحة كما كان يفعل نظام ناصر في أعداءه.
فقط يكفيني بيان المحكمة العسكرية العليا التي أدانت صلاح نصر مدير المخابرات العامة، فى القضية رقم ٣٣١ لسنة ١٩٧٦ عسكرية عليا، وقالت فى نص الحكم: إن الحكم الصادر ضد السيد مصطفى أمين سبة فى جبين الحكم المصرى ويندى لها الجبين خزيا وعارا.
على الرغم من بعض الشهادات التي أكدت عدم تعذيبي وهو ما حدث للمئات من رواد السجن الحربي وتعد شهادتي في سنة أولى سجن وحتى سنة ٩ سجن مجرد توثيق لما حدث.
(٣)
عام ١٩٥٦ حين كنت الصحفي المقرب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر أن الصحفي الشاب مصطفى شردى، التقط صوراً خطيرة تفضح بشاعة العدوان على بورسعيد، وطالبته بأن يخصص لها طائرة خاصة أجوب بها عواصم العالم لفضح بشاعة العدوان ووحشيته، ووافق ناصر ومارست مهمتي.
هل كنت جاسوسا حينها أنقل أخبار الوطن، فقط كنت الصحفي المقرب للرئيس وهو ما كان يطمح فيه هيكل الذي لم ينسى أبدا أنني ورغم حب أخي الشديد له قررت فصله من أخبار اليوم حين نشر كلمات الملوك والأمراء على أنها تصريحات خاصة، ولم ينفذ القرار بسبب حب توأمي له رغم الخطأ الرهيب مهنيا.
أنا مجرد متهم أثبتت المحكمة أنه تعرض لعمليات تعذيب واسعة، وتم التنكيل به بكافة الوسائل الآدمية.. ماذا تتنظر منه حينما يكتب أو يعترف؟.. كلها تقاير لا تمت للحقيقة بصلة.. وكذلك التسجيلات أثبتت المحكمة أن بها “فراغات صوتية” وهو دليل على أنها تعرضت لعمليات مونتاج.. كل هذا الكلام ثبت كذبه بعد أن حكم على صلاح نصر في قضية “فساد المخابرات”.. ويكفى أن المخابرات حينما اقتحمت منزلي وجدت جوازى سفر دبلوماسيين يحمل كل منهما عبارة “مكلف بمهام رسمية مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
(٤)
كنت مع هيكل رسولي جمال عبد الناصر لدى الأمريكان، كانت علاقتي بهم جيدة للغاية وتعاملت معهم بأوامر منه، وعندما انقطعت كل الأواصر بين النظام المصري والأمريكي عملت كصحفي على عدم قطع علاقتي بمصادري ودون علم الرئيس،فقرروا قطع رأسي لصالح رجلهم الصحفي الأثير.
شكرا للصديق السابق والعدو الأبدي محمد حسنين هيكل على مقاله الذي أعادني للحياة فقط للرد عليه
رابط مقال هيكل
محمد حسنين هيكل يكتب: نعم .. أستاذي مصطفى أمين جاسوس ( سيناريو تخيلي)
الكاتب
-
أسامة الشاذلي
كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال