همتك نعدل الكفة
790   مشاهدة  

محمد شهريار .. رائد شعر الغزل في الأدب التركي والفارسي

محمد شهريار


محمد حسين شهريار واحد من أهم الشعراء، الذي ترك لنا ذخيرة أدبية باقية ببقاء الشمس، لا تفنى ولا تنضب، تُنير العقول وتهدي الأجيال، كلماته عاشت في ضمائر الناس، فحاز على ثقتهم ونال تقديرهم، أما عن كلماته في الغزل فقد اخترقت القلوب، وأنارت درب المحبين.

نشأته

محمد شهريار

وُلد في عام 1904م، في مدينة تبريز وهو من قرية تسمى (قه يش قورشاغ) المطلة على سفح جبل، وأصبح هذا الجبل مرتعًا لخياله الخصب، وقد ظهر النبوغ الشعري عند شهريار في سن مبكر، وكان والده محاميًا مثقفًا ومحترمًا بين قومه، وتوقع الأب لابنه بمستقبل شعري زاهر وكان كذلك اذ نشر اول ديوان شعر له عام 1929م، مع مقدمة تعريف كتبها ملك الشعراء “بهار”.
عاش الشعر في كيان شهريار من صغره وأحبه حبًا جمًا، حتى أنه كان يخصص له كل اوقاته، ويعتكف بالأيام وهو يكتب عن كل الأزمنة والأماكن، كأنما كان ينزل عليه الوحي من إله الشعر.

 

إقرأ أيضًا…
ما زالت على قيد الحياة.. بيفرلي أليت الممرضة التي تستمع بقتل الأطفال والأطباء

وقد ترعرع شهريار بين ثقافتين هما التركية والفارسية ونهل من منابعهما الأدبية، وكانت الأولى هي لغته الام والثانية لغة الدولة، وكان قدوته من شعراء الترك” نامق كمال” و”توفيق فكرت” و”محمد عاكف ارصوي” وكان معجبًا بالثاني لدرجة أنه أراد أن يقلده في قصيدته “الوطن” ولكنه لم يفلح فمزق القصيدة ولم يقلد أحدًا بعدها، أما عن الفارسية فقد كان يتخذ من “سعدي وحافظ الشيرازيين” و”نظامي كنجوي” و”فضولي البغدادي” قدوة له.

أعمال شهريار

محمد شهريار

من عجائب الأدب الفارسي والتركي أنه يتم تقيّم الشاعر فيهما بناء على مقدرته في الغزل، والذي يكون ذو شكل وتركيب ووزن خاص به، تتراوح أبياته من ستة أبيات إلى اثنى عشر بيتًا، وقد كان شهريار متميزًا في ذلك الشعر دون منازع.
ولكن أبدع شهريار أيضًا في باقي مجالات الشعر الفارسي والتركي، وعند إلقاء نظرة على ديوانه التركي نجد بأن أجمل شعره هو ملحمة “حيدر بابا” وهي أول شعره في التركية، وهي واحدة من أكثر الملاحم الشعرية جمالًا، نابعة من الصميم من دون تكلف، وتعتبر الدرة النادرة في الأدب التركي.

تميز شهريار أيضًا بالقصائد الدينية كما كتب الشاعر قصائد دينية لأنه عاش في بيئة دينية، وله معرفة جيدة بالفنون الموسيقية الصوفية حيث كان صديقًا حميمًا لكبار الموسيقيين في إيران ويقال أنه كان يُنظم بعض قصائده على أنغام الموسيقى عندما يعزف على الكمان صديقه الذي لا يفارقه ” اقبال اذر ” وكما لحن بعض المقاطع من ملحمته، وتُغنى حتى الآن في أذربيجان الشمالية.
مما ميز شهريار أيضًا، أنه كان يُعد حلقة وصل بين الشعر الكلاسيكي والحر وقد عاصر شعراءهما وكان صديقًا حميمًا للشاعر “علي اسفندياري” المعروف في الادب الفارسي بـ رائد الشعر الحر ومجدده في إيران، والذي كان أول من كتب الشعر الحر عندما نشر قصيدة باسم الاسطورة في عام 1921م، وهي أول قصيدة فارسية تمت صياغتها وفقًا لأسلوب الشعر الحر.

شهرة شهريار وتخليد ذكراه

إقرأ أيضا
أسامة الشاذلي رئيس التحرير

محمد شهريار

ذاع صيت شهريار، عندما منحته جامعة تبريز درجة الأستاذية الفخرية في الأدب، وجعلت الحكومة الإيرانية من يوم وفاته 18 سبتمبر يومًا خالداً، وعيدًا وطنيًا للشعر، وقد وصفه الامام علي خامنئي بأنه “كان كبيرًا في نتاجاته ومفخرة لأمته، لأنه لم يتكسب بشعره رغم قصر يده، ولم يتقرب للقصور وكان أبيًا عزيز النفس غيورًا لبلده ودينه”.

وفاة شهريار

عاش شهريار في أواخر أيامه زاهدًا ناسكًا متفرغًا للعبادة، وتوفى عام 1988م، في داره المتواضعة والتي تحولت إلى متحف تضم أثاثه وآثاره وصوره في إحدى أحياء مدينة تبريز ومساحتها لا تتعدى 50 مترًا.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان