91 مشاهدة
مرحلة تطور معنى معلش
المواساة فن، وكيفية التهوين على الغير يحتاج إلى ذكاء اجتماعي والقدرة على الشعور بالآخرين، وأشهر كلمات المواساة التي نستخدمها كمصريين كلمة “معلش” والتي تطورت في نظري مع مرور أكثر من موقف وسبب.
في رمضان عام 2017 كان هناك إعلان للفنانة دلال عبد العزيز رحمها الله لبيت الزكاة المصري، وانقلبت السوشيال ميديا رأسا على عقب على الست الكمل لأنها قالت لسيدة فقيرة في الإعلان تعاني من عدم توفر المياه:
يلا الله يكون في عونك معلش.
بدأت وصلات السخرية من دلال عبد العزيز التي لم تقرر استخدام (المعلشة) إلا لشعورها بالعجز والشفقة على حال الفقراء الذين يعانون من عدم توفر المياه وظروفهم الصعبة.
لم تقصد دلال عبد العزيز أي معنى أو شيء آخر، لم تقصد سوى أن تهون على السيدة الطيبة معاناتها، فلم تجد سوى الكلمة الشهيرة في المواساة كي تعبر عن شعورها بالمعاناة التي تعيشها هذه السيدة. ثم نسى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الكلمة حتى صدور ألبوم حمزة نمرة.
وفي ألبوم مولود سنة 80 للفنان حمزة نمرة، أطلق أغنيته معلش كلمات الفنان والشاعر السكندري محمد السيد.
ووصف محمد السيد حالة ما يزعج الإنسان من هذه الكلمة عند مواساته بها، فقال:
معلش هعمل بيها ايه لا تشيل وجع ولا بتداويه
مبقتش بتحوق خلاص
ولا ناس بتسمع م الأساس
والكل متعلم عليه
قالها وهو يجز على أسنانه ويدفن زوجته وأبنائه، عبرت عن الشعور هذه المرة بالعجز والقهر والمرارة والصبر أيضًا.
خلقت معنى مختلفًا للكلمة خرجت معلششششششش بتكرار حرف الشين الذي لم ينتهِ في فمه بل وصلت الشين بكل ميم للكلمة أطلقناها من بعده لشعورنا بقلة الحيلة.
غيرت شعورنا نحو الكلمة، غيرت إحساسنا بها، أصبحنا بعدما كرهناها لتكرارها في المواساة نستخدمها ونتذكر وائل دحدوح
جعلتنا نستصغر مشكلاتنا أمام هول ما يعانيه الرجل من فقد بعد فقد بعد فقد.
مــــعـــلـــششششش
خرجت من قلب مظلوم لم ينقذه أحد سوى ثقته في رب العالمين وعدله بيوم القيامة، وصبره على ما لم يحط به خبرا، ولكن إيمانه جعله صامدا كالجبل.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
