مسرح بلا إنتاج…تاريخ يحمل ذكريات شبابه الذين يحملونه الآن
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
2007 كان العام الذي دخلت فيه العالم الجامعي والتحقت بقسم علم النفس ولكن لأسباب كثيرة كنت أهرب من الحرم الجامعي دائما إلى المسرح وخاصة مع عام 2010 ، هذا العام الذي عرفني على مهرجان مسرح بلا إنتاج الذي كبر حتى وصل لمهرجان دولي تحتفي به الإسكندرية كل عام.
وبعام 2007 عندما كنت أتحسس طريقي لعالم الكبار كانت أول بذرة لهذا المهرجان، حيث علقت ورقة صغيرة على باب قصر تذوق سيدي جابر عن ورش متاحة للشباب مختلفة بمجال المسرح.
وتم قبول بورش الكتابة والتمثيل والإخراج أكثر من مئة شخص ولم تكن الخبرة حينها مطلبا للتقديم. وعندما تفوق بعض هؤلاء على أنفسهم وقدموا بروفات لعروض جيدة عرض عليهم دكتور جمال ياقوت رئيس المهرجان حينها أن يقدموا هذه العروض بتجربة أولى لمهرجان يحمل شعار “مسرح بلا إنتاج”
وكانت البداية بأغسطس 2007 ب8 عروض فقط كتجربة أولى لهذا المهرجان المحلي الصغير “مسرح بلا إنتاج”
وقرر رئيس المهرجان وقتها بعد إعجابه بالتجربة تطويرها لسنوات متواصلة عن طريق أساليب مختلفة كورش للحكي، ورش للتمثيل، ورش للكتابة المسرحية، وأمسيات رمضانية بعام 2008 .
وكان نتاج كل هذه الورش والأمسيات تطورا ملحوظا على أصحاب المواهب حتى يكبر المهرجان، وتم العمل على تطويره تنيظميا وليس فنيا فقط، كما صحبه دائما تغطية صحفية عن طريق نشرات توزع على الجمهور بقيادة الفنان ماهر شريف.
2008 كانت الدورة الأولى والحقيقية للمهرجان والتي أقيمت بمسرح قصر ثقافة سيدي جابر وكان مدير المهرجان الفنان أحمد راسم رحمه الله، واختلفت عن التجربة (الديمو) فكما ذكرت أصبح هناك متطوعين شباب لكل شيء، للتنظيم، للتصوير أثناء العروض، لكتابة الأخبار وعمل الحوارات، لتغطية ما يحدث بالمهرجان، ولعمل إعلانات ما قبل انتشار أساليب مواقع التواصل الاجتماعي، وبوسترات ومجهود كبير كان بطله دائمًا الشباب المحب للمسرح.
اقرأ أيضا…علي البلوشي يبهر الجمهور بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي
ثم بعام 2009 انتقل المهرجان للمركز الثقافي الفرنسي بشارع بورسعيد بسيدي جابر (الجزويت) .
وعندما بدأ المهرجان في تحقيق النجاح وضع رئيسه شروطا له وأهداف وكانت أهم هذه الشروط أن يعرض العرض بالمهرجان لأول مرة، وألا يكون هناك جهة إنتاجية له.
بلا إنتاج
أصبحنا ننتظر كل عام “بلا إنتاج” هكذا أطلقنا عليه اختصارا. حفل كبير، مكان يجمع الأصدقاء، المواهب، يوسع دائرة معارفي على وجه الخصوص، ويعرف الفنانين على بعضهم البعض على وجه العموم.
وفلسفة بلا إنتاج تعتمد على فكرة الشباب الذين لديهم أفكارا هامة لتقديمها بالعروض ولكن لا يمتلكون التمويل الكافي، فيبدع المخرج في إيجاد حلول لأزمة الإنتاج، ومن هنا يكون التحدي.
وسافرت العروض التي فازت بجوائز بالمهرجان لدول مختلفة عربية وأجنبية أهمها المغرب وكندا برعاية “كريشين جروب”
وتحول مسرح بلا إنتاج لمهرجان دولي تختار لجنة تحكيمه عروضا من خارج مصر بنفس فلسفته عام 2014 وأصبح يقام على مسرح بيرم التونسي بالشاطبي ومكتبة الإسكندرية والجزويت الثقافي بهذا الوقت.
الآن كبر المهرجان ليحمله شبابه الذين فازوا بجوائز عديدة فيه على مدار سنوات، وفي دورته رقم 13 يكرم الفنان أحمد رزق تحت اسم مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي، الذي كان اسمه مسرح بلا إنتاج ومسرح لكل الناس.
ورئيس المهرجان الفنان إبراهيم الفرن أشهر فنان في الإضاءة بالإسكندرية، ومديره الفنان والمخرج إسلام وسوف والذي شارك إدارة المهرجان بالعام الماضي المخرج أحمد سمير.
أتحمس لهذا المهرجان الذي سيبدأ 22 من شهر سبتمبر . أتحمس له بعد هذا التاريخ الطويل له بنفس حماس الطالبة الجامعية الخجولة التي عرفت الحياة عن طريق المسرح ، وتؤمن أنه بالفعل لكل الناس، وأتمنى أن تتجدد دائما ذكرياتي به وأغطي أخباره مدى الحياة.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال