مسلسل حرب أهلية والعادية غير العادية

ويستمر مسلسل حرب أهلية للنجمة يسرا في عرض قصته، وتستمر الأحداث في التصاعد بين يسرا والتي تقوم بدور طبيبة تجميل وصراعها مع طليقها رجل الأعمال “رشدي المهدي” على قلب ابنتها تمارا “جميلة عوض“، والتي تسبب الأب في أن يجعل البنت تبغض أمها، وتشك في محبة أمها لها بسبب قصص وادعاءات كان يحكيها الأب عن طليقته لينتقم منها مما جعل الفتاة تصبح معقدة ومؤذية لكل من حولها.

اختيار الممثلين في المسلسل كان تقليديا، بمعنى أن معظم الممثلين أدوارهم مكررة فمثلا يؤدي الفنان باسل خياط شخصية مكررة هو نفس الشخصية الشريرة الخائنة، فالدور قدمه باسل خياط في أكثر من عمل، والفنانة جميلة عوض نفس دور الفتاة المدللة المعقدة المؤذية لكل من حولها، والفنانة مايا السيد تؤدي دور الفتاة الطيبة الهادئة الفقيرة التي تعمل لدى أسرة غنية والتي يعجب بها أحد أبطال العمل، والفنانة سينتيا خليفة تقدم دور المرأة اللعوب الشريرة.

اقرأ أيضًا 
حرب أهلية ودخول هادئ

ولكن رغم عادية الأدوار وتكرار أداء أصحابها، إلا أن الجديد هو اجتهاد كل منهم لأن يخرج من مزنق تكرار الأداء، واستطاعت جميلة عوض في أكثر من مشهد في المسلسل أن تكون مختلفة خلال الحلقات الماضية، كان مستوى التمثيل فيها رائع وخرجت جميلة من العادية بالتجويد حيث أدت المشاهد من منطقة مختلفة فمشهد مواجهة مايا السيد لها بحقيقتها في الحلقة التاسعة، وكيف أنها مريضة نفسيا، وأن حتى أمها تخلت عنها ولا تحبها، وأنها ستعيش وتموت وحيدة لأنها سيئة “وسودة من جوة” كما قالت لها.

عبرت جميلة عن ألمها وتأثير الكلمات عليها من خلال ملامح وجهها، وابدعت بالتعبير من خلال جسدها، بشكل يوحي لك أنها بالفعل مريضة نفسيا وأن وقع الكلمات عليها مؤلم لدرجة موجعة.

وفي الحلقة الحادية عشر مشهد موت والد تمارا “الفنان رشدي الشامي”، كان تعبير جميلة عوض رائع وأيضا يرسخ فكرة أنها ليست سوية، وكيف أنها عاجزة وضعيفة من دون والدها، فقد كان هو مركز قوتها.

مشهد الفنانة أروى جودة وهي تجلس على الأرض بضعف تحاول أن تلملم الفنجان الذي سقط وتكسر على الأرض، وهي تلملم الأجزاء المتكسرة بهدوء وحنو يشعرك أنها تحاول أن تلملم شتات نفسها فهي لازالت تحب يوسف “الفنان باسل خياط” رغم تأكدها من خيانته، ولكنها تحاول أن توجد مبرر أو سبب لرأب الصدع ومحاولة استكمال الحياة، وبالفعل في المشد التالي وجدناها تذهب إليه في العيادة وتطلب منه ان يعاملها كطبيب، وأن يساعدها.

إقرأ أيضا

فيلم لحن الوفاء .. صيحة العندليب الأولى في السينما المصرية

قدم الفنان رشدي الشامي دور جديد عليه ولم نتعود منه عليه واستطاع ان يقدمه بجدارة ولا يظهر شبح شيخ العرب أو العمدة نهائيا، فهو رجل الأعمال الشرير المتصابي.