مصطفى أبو سريع .. عبد السلام النابلسي أهو!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“العفش بتاعي أهوه .. المال الحلال أهو” .. نظن أن هذا المشهد غني عن الشرح والتفسير .. وهذا المشهد -للقلة القليلة التي لا تعلم- هو الحائز على الجائزة الشعبية المُسمّاة بـ “التريند”، وبطل هذا المشهد هو الفنان مصطفى أبو سريع، في مسلسل العتاولة الصاعد بقوة في موسم السباق الرمضاني للدراما 2024 .. وكان المشهد لا يتخطى الدقيقتين، دون مفارقة كوميدية تقريبًا .. لكن “أبو سريع” استطاع بإمكاناته الفردية صناعة حالة كوميدية على الشاشة استطاعت بدورها جذب المشاهدات حوله وتكثيف المشاهدات حول المسلسل كله، الذي يعتبر مصطفى أبو سريع بما أحدثه من نجاح بشخصية “عاطف” أحد أبطاله الرئيسيين لا الثانويين.
من يتابع مشاهد مصطفى أبو سريع في مسلسل العتاولة برمضان 2024 وما يسبقها من أعمال يلاحظ أن نوعية الكوميديا التي يقدمها اعتمادًا على مهاراته الفردية تشبه كثيرًا كوميديا الفنان الفلسطيني اللبناني الكبير عبد السلام النابلسي .. ذلك لأن كوميديا “النابلسي” كانت تعتمد بشكل كبير في مهاراته للعب بطبقات صوته وعضلات وجهه، كي تخلق هي الموقف والمفارقة والكوميديا معًا، كما كان النابلسي بارعًا في استخدام جسده كاملًا في رسم الشخصية .. حتى في حركات بسيطة كالمشي والدهشة والمديح والذم، فكان يتفاعل بجسده كاملًا وكأن الحوار يسير من قدمه حتى لسانه .. وهذه بالضبط هي المدرسة التمثيلية التي من الممكن أن نقول أن مصطفى أبو سريع قد تخرج فيها.
مصطفى أبو سريع في مسلسل “الأجهر”
وليس تريند “المال الحلال أهو” هو التريند الأول الذي استطاع الفنان مصطفى أبو سريع انتزاعه وسط آلة تسويقية كبيرة للأعمال الدرامية هدفها الأول “التريند” .. فقد خطف من قبل تريند “الخال والد والواد خالد” بعد مشاركته في السباق الرمضاني لعام 2023 بشخصية هاشم في مسلسل الأجهر، والذي لعب بطولته الفنان عمرو سعد، والفنانة درة، والفنان عمرو عبد الجليل، وغيرهم من النجوم .. وبهذا يحجز الفنان مصطفى أبو سريع تذكرة على متن طائرة التريند في كل سباق رمضاني .. وهذا بعض ما عنده من إمكانيات مازال السوق الإنتاجي لم يبرزها بعد من خلال مساحات أكبر على الشاشة .. لكنه -بخطوات ثابتة- يصعد هذا السلم، لا فقط بسبب التريند الناجم عن صدفة أو درب من الحظ العابر الذي يختفي صاحبه كما صعد، بل نتيجة لموهبة حقيقية في الدراما والسينما والمسرح، موهبة يمكنها الحصول على قدرها الحقيقي فيما هو قادم من السنوات.
تريند “المال الحلال أهوه”
للفنان مصطفى أبو سريع إمكانات كثيرة غير القدرات الكوميدية الكبيرة، ظهر بعضها في الأعمال السابقة كـ “الأب الروحي” عندما لعب شخصية “فارس العطار” .. ويعيش “أبو سريع” حالة من الوَهَج الفني منذ أكثر من عامين تحديدًا، وتوّجت تلك الحالة بتريند “المال الحلال أهو”.. ويمكننا التوقع بأن “العتاولة” سيكون خط فاصل في مسيرة مصطفى أبو سريع الذي لابد أن يشير له السوق باعتباره “نجم” في المستقبل القريب لا البعيد.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال