معارك تحية كاريوكا..صفعت الأمير حسن وأحرجت الملك فاروق وسجنها عبد الناصر
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أصبحت مثالًا للسيدة المصرية صاحبة الرسالة الفنية والفكر المستنير، وجعلت من شخصيتها رمزًا سياسيًا متمردًا، وشكلت بذاتها حالة خاصة في تاريخ مصر الفني والسياسي، إنها تحية كاريوكا التي كانت أول راقصة حاضرة فى كل مناحي الحياة ولها قصة تروى مع الجميع وفى كل العهود، تتعامل بكل الأسلحة حتى تحقق هدفها ولكنها أبدًا لا تأتى على ضعيف، وتعتبر من أهم الراقصات اللاتي كان لهن موقف سياسي ولسن مجرد راقصات للمتعة فقط.
وُلدت “بدوية محمد علي النيداني”، في 22 فبراير عام 1915م، بمحافظة الإسماعيلية، لأب تزوج للمرة السابعة من أمها “فاطمة الزهراء”، التي أصرت على تسميتها “بدوية”، تعلمت كاريوكا اللغات الأجنبية مجانًا في هيئة قناة السويس التي كانت تحت الإدارة الفرنسية حينها، لكنها تعرضت للإهمال بعد وفاة والدها، وعشقها للرقص بدأ بعد حضورها حفل زفاف ابن عمها، الذي شاهدت فيه الراقصة “سعاد محاسن”، وأُعجبت بأدائها، وعندما عادت إلى المنزل، بدأت ترقص أمام المرآة، فشاهدها أخوها، وعاقبها بتعليقها في وتد فوق سطح المنزل، بجوار الخروف، وكان يقدم لها الطعام والشراب الذي امتنعت عن تناوله، إلا أن ابن شقيقها الآخر قام بتحريرها وتهريبها من المنزل، وأكدت “تحية كاريوكا” في حوار سابق لها أن هروبها لم يكن بدافع حبها للرقص، وإنما تجنبًا للتعذيب الذي كانت تتعرض له على يد أخيها.
وبعد هروبها من المنزل قررت الذهاب إلى القاهرة، لتبحث عن الراقصة سعاد محاسن، وكان عمرها وقتها 15 عامًا فقط، ولم يكن لديها أي أموال، فاضطرت إلى الكذب على الركاب وإخبارهم أنها كانت تعمل عند عائلة في الإسماعيلية وتتعرض للتعذيب، وهي الآن تريد العودة إلى والدتها في القاهرة، فأثارت شفقتهم، وجمعوا لها مبلغًا من المال، ووصلت القاهرة، لكنها اكتشفت أن مقر إقامة الراقصة في الإسكندرية وليس القاهرة، فانخرطت في البكاء، ليراها شخصان ويصحبانها معهم إلى الإسكندرية لمقابلة الراقصة، التي رفضت تبني الطفلة “بدوية” خوفًا من أهلها، فسلمتها إلى “بديعة مصابني”، صاحبة الكازينو الشهير حينها، فضمتها إلى الفرقة.
صفعت الأمير حسن عكا بالقلم وسبته بأمه
في بداية حياتها كانت في إحدى الحفلات، ورآها الأمير “حسن عكا” أحد أفراد العائلة المالكة، وحاول التقرب منها وأمسك بيدها بطريقة غير لائقة، فقامت هي بصفعه على وجهه بالقلم، وحينما تطاول عليها ردت الإهانة وسبته بأمه.
إحراج الملك فاروق
كان معروفًا عن تحية جُرأتها الشديدة، وذات يوم كان الملك فاروق جالسًا في كازينو الأبراج، ورأته تحية التي لم تتردد لحظة في إحراجه، وقالت له بطريقتها الساخرة إن مكانه ليس هنا بل يجب أن يكون في قصر الملك، وتوقع الكثيرون أن يغضب الملك منها، لكنه انصرف على الفور وسط استغراب المحيطين به.
جمال عبدالناصر حبسها مرتين
كان معروف عن تحية كاريوكا، تضامنها الشديد مع ثورة يوليو 1952م، التي أسقطت النظام الملكي في مصر، ولم تتردد أبدًا في التعبير عن آرائها السياسية، وأثناء فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كانت من أشد مُعارضي الحكومة وقتها، ووصفت أداءهم بأنه لا يفرق شيئا عن أداء الملك، فاعتقلتها السلطات المصرية مع بعض زملائها في الحزب الشيوعي المصري، وقضت كاريوكا مائة يوم داخل أسوار السجن.
وعن هجومها على الحكم الناصري، قالت “كاريوكا” بعد وفاة جمال عبدالناصر:”حينما قامت الثورة كنت من مؤيديها، ولكن حينما انحرفت عن طريق الحرية والديمقراطية رفضت ذلك، واشتركت في عمل منشورات قلت فيها “ذهب فاروق وجاء فواريق”، وقبض على وسجنت في زنزانة انفرادية، لكني كنت وزعت أكثر من 150 ألف منشور كانت في بيتي”.
إقرأ أيضًا..رحلة إسلام من “بكرة جاي” إلى التوحيد والنور والشيخ صلاح
أخفت السادات في مزرعة شقيقتها
كانت تحية كاريوكا تحب السادات كثيرًا، حتى أنها قررت إنقاذ حياته، بعدما صدر ضده حكم بالإعدام، بعد اغتياله أمين عثمان، رجل القصر الخائن، وقامت كاريوكا في ذاك الوقت، بتهريبه، وإخفاءه لمدة عامين، في مزرعة يمتلكها صهرها، حسبما تردد وقتها.
محمد حسني مبارك
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لم يأمن أيضًا من انتقادات تحية كاريوكا، قبل وفاتها تحديدًا في عام 1999م، جمعهما لقاء في إحدى حفلات تكريم الفنانين، وكانت “كاريوكا” تجلس على كرسي متحرك بسبب تقدمها في العمر، لكنها حرصت على نقل صورة الشارع المصري للرئيس، بطريقة قاسية اثارت استغراب الجميع، وقالت له: “ياريس في ناس بتنام من غير عشاء”، فكان رده إن كل حاجة لها حل وإن المواليد بتزيد بنسبة كبيرة، قبل أن تباغته، فقالت له “أنا مفهمش في كلامك الطخين ده، ما تبيتش حد من غير عشا ياريس، خد من كل مسلسل بيتعمل 1000 ولا 2000 جنيه” وامنح الفقراء”.
ضرب عضو الكونجرس الأمريكي بالحذاء
قامت بضرب عضو كونجرس أمريكي بكعب حذائها حتى فقأت عينه، بعد أن اجتذب يد فاتن حمامة للرقص معها وهو سكير في إحدى الفنادق فرفضت الأخيرة إلا أنه أصر، وقامت إدارة الفندق بإخفاء كاريوكا وعلمت بعدها أنه عضو بالكونجرس الأمريكي، واختفت في منزل الفنانة الراحلة هدى سلطان، إلا أنها تصالحت معه في يوم عيد الاستقلال في 4 يوليو، بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، فقال لها: “أهلًا بالتي جعلتني أشبه موشى ديان”، وقدم لها الاعتذار عن تصرفه.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال