معرض الكتاب وباب شغف جديد لصناعة الإبداع و الفن ( حوار )
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
صناعة الكتاب لا تقتصر على المؤلف، وإن كانت عملية التأليف شديدة الصعوبة فهي سهلة مقارنة بعملية إخراج الكتاب واختيار الورق المناسب لطباعته وتصميم الغلاف المعبر عن محتواه الداخلي، ونشره وتوزيعه ، فعملية صناعة الكتب عملية متكاملة لصناعة مهمة في مصر.
ويأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب وتكشف دور النشر عن أعمالها المشاركة في الموسم، التي من خلالها نعرف تفاصيل وكواليس أكثر عن الأعمال المشاركة ومن بين هذه التفاصيل صناعة الغلاف وتصميمه، لذلك فإن ” الميزان” حاور “ محمود عبد الناصر” صاحب الـ 27 عامًا، و مصمم أغلفة وأحد المولعين بالكتاب.
كيف بدأت في تصميم أغلفة الكتب ؟
ـ الحكاية طويلة بعض الشيء حيث دخلت مجال تصميم أغلفة الكتب من خلال شغفي بـ معرض الكتاب، فمعرض الكتاب مر معي بمراحل وتحولات كثيرة، بداية حينما كنت أزور المعرض كقارئ مهتم بالأدب والشعر أحضر ندوات وفاعليات منذ أن كان المعرض في مدينة نصر مرورًا بمرحلة تكوين المكتبة وشراء الكتب وقناة اليوتيوب فقد كنت أقدم فيها محتوى متعلق بالكتب والشعر، خلاصة القول كان المعرض حدث مهم جدا لي كقارئ وصانع محتوى كمان.
هل اكتسبت أبعاد أخرى خلال مشاركاتك في معرض الكتاب؟
ـ مؤخرًا أصبح للمعرض بُعد جديد بعد ما دخلت مجال تصميم الأغلفة، فقد أصبح الموضوع ذا شغف جديد وإنتاج وإحساس كوني مشارك بشكل أو بآخر، فذهابي للمعرض يكون لسبب جديد غير أسبابي القديمة، فالمعرض كان ومازال حدث من أهم أحداث السنة لي إن لم يكن أهمها.
قلت إن معرض الكتاب كون داخلك شخصية إبداعية ونقطة انطلاق لعالم التصميم.. فمنذ متى اكتشفت ذلك؟
ـ بدأت في فترة توقف الحياة وقت جائحة كورونا، كان عندي خلفية بسيطة عن التصميم وبدأت مع الفراغ في الوقت وتوقف شغلي الأساسي كمدرس أطور من نفسي أكثر في التصميم وأبدأ أصمم أغلفة تجريبية للروايات التي أحبها ولم ترضيني أغلفتها.
ماذا عن أول تجربة حقيقية ؟
أول تجربة حقيقية كمحترف جاءتني صديقي العزيز “أحمد الشمسي” إذ أعطاني الفرصة الأولى وصممت غلاف لديوان شعري اسمه “آخر خط العشرين” مرورًا بتجربة العمل مع دور النشر و إلى الآن أعمل مع دور نشر كبيرة محلية وعربية .
وجدتُ اسمك على أغلفة كثيرة ومتنوعة مشاركة في معرض الكتاب .. وهنا أتساءل هل تستطيع قراءة كل تلك الأعمال حتى تصمم غلاف يعبر عما بداخل العمل ؟
ـ الأعمال التي تُعرض في أول السنة الأكيد أقرأها جيدًا لكن العمل مع الضغط ومع اقتراب معرض الكتاب لن يكون هناك وقت لقراءة كل تلك الأعمال التي أصمم أغلفتها، وأكتفي بملخص وافي ودقيق للعمل والنقاش مع الكاتب قبل وأثناء التصميم.
بعد قراءة العمل أو الملخص .. كيف تبدأ مرحل التنفيذ؟
الموضوع بسيط جدًا، فبعد قراءة الملخص والنقاش مع الكاتب ومرحلة التصورات، أبدأ بشكل مباشر في التصميم، وأبدأ دائمًا بالخطوط والكتابة، وحينما اختار خط مناسب للعمل أعتبر نفسي أنهيت نص العمل، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الألوان والتصميم ، التي من الممكن تأخذ أيام، ومن الممكن تأخذ أقل من ساعة على حسب سهولة أو صعوبة الفكرة في التنفيذ ثم بعد ذلك مرحلة التعديلات والتسليم.
هل تستطيع فك ألغاز العمل خاصة وإن كان العمل يعتمد على فلسفة عالية أو فكرة رمزية لا تعرفها؟
نعم بالطبع، أعرف اتجاه العمل وقصته وأبدأ أسأل الكاتب أسئلة تفك أي إلغاز عندي أو تساعدني في التخيل وتساعدني في التصميم، وساعات كمان يكون الكاتب جاهز بفكرة ونبدأ نتناقش فيها وهل هي مناسبة للعمل ولا لا وهل هي قابلة للتنفيذ ولا لا.
أي الأعمال ممتعة بالنسبة لك .. الشعر أم الروية أم كتاب علمي ؟
ـ في شغل الأغلفة لن يفرق نوع العمل سواء ديوان عامية أو فصحي أو رواية أو حتى كتاب علمي، كل الكتب ممتعة في الشغل وكل كتاب يفتح مساحة تفكير جديدة ورؤية ونقاش جديد.
هل أثر سعر الورق على عملك كمصمم؟
ـ بكل تأكيد، هناك دور نشر كانت تنشر عدد معين من الكتب أصبحت تنشر أقل بكثير، هذا إلى جانب غلاء كل شيء وكمصمم لا أستطيع رفع أجري للحد المقبول، لأننا نعرف أن التكاليف تضاعفت أكتر من 8 مرات على الناشرين، فصناعة الكتب أصبحت أصعب بكثير عما ما مضى.
ما هي أبرز الأعمال التي شاركت فيها معرض الكتاب 2024؟
شارك هذا العام بالعديد من الأعمال ومنها: ديوان ” ترحل الأوطان ليلا” للشاعرة ” دعاء بكر” عن” دار الكاف” للنشر والتوزيع ، ورواية ” رميم العمر ” لـ” إسراء البكري” عن دار ” ببلومانيا” للنشر والتوزيع، ” جلسة في محكمة الغربان” لـ” حسام الطنوبي” عن دار ” نبض القمة” للنشر والتوزيع، ديوان ” العهدة ” لمصطفى فهمي عن دار” روافد” للنشر، كتاب” غليان الأرض التحديات البيئة في العراق” للدكتور “جاسم الفلاخي” وزير البيئة العراقي عن دار “ببلومانيا ” و ” لم أعد كما كنت” للدكتورة” رنا الناظر” عن دار “الكاف”، وغيرها من الأعمال.
اقرأ أيضًا: قلب بركاني في جسدها المبقع .. عن أدبيات الألم والمرض ( حوار )
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال