مفكر وأثري وصاحب موسوعة .. من هو ” سليم حسن” شخصية معرض الكتاب 2024
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في كل دورة من دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب، يقع اختيار اللجنة العليا على شخصية أثرت في التاريخ الثقافي المصري لتكون هي شخصية المعرض، وفي الدورة الـ 55، اختارت اللجنة اسم الدكتور ” سليم حسن” شخصية هذا العام، لتكون فرصة أكثر من رائعة لمعرفة هوية الرجل واكتشاف أعماله، ومدى تأثيره في الثقافة المصرية.
كتابة التاريخ المصري وسليم حسن
جميعنا يعلم أن الآثار المصرية شكلت لغزًا في التاريخ الإنساني، وبدأ فك هذا اللغز في أواخر القرن الثامن عشر حينما قام علماء الحملة الفرنسية وعلى رأسهم” شامبليون” في الكشف عن أصول الكتابة واللغة المصرية القديمة، ومنذ ذلك الحين بدأت البعثات الأثرية من مختلف دول العالم تأتي إلى مصر لتكتشف أكثر ما حوته هذه الحضارة العظيمة، وفك رموز الكتابات التي نُقشت على أوراق البردي وجدران المعابد وغيرها.
مع تطور حركة البعثات الأثرية، أقنع “أحمد كمال باشا” وزير المعارف ” أحمد حشمت” بإنشاء فرقة لدراسة علم الآثار المصرية بمدرسة المعلميين الخديوية، وبالفعل وافق وزير المعارف على هذا المقترح، وأُنشأت أول فرقة، وقد التحق بهذه الفرقة عدد من الطلاب على رأسهم سليم حسن، وأحمد عبد الوهاب، محمد شفيق غربال وغيرهم.
المولد والنشأة العلمية
نشأ سليم حسن في قرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية في 25 إبريل عام 1886م، واعتنت والدته به اعتناء شديدًا، إذ فقد الصغير والده وعمره لم يتعدى العاشرة .
التحق ” سليم” بمدرسة المعلمين بالمدرسة الخديوية، ومع إنشاء فرقة علم الآثار كان من أوائل المنضمين إليها كما أشارنا سابقًا، وأتم الدراسة فيها عام 1912م .
بعد أن أنهى دراسته في مدرسة الخديوية، التحق بالعمل في المتحف المصري لكنه لم يوفق لأسباب سياسة، فعمل مدرسًا للغة الإنجليزية والتاريخ بالمدرسة الناصرية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مدرسة طنطا الثانوية ومنها إلى أسيوط، ثم معلمًا في المدرسة الخديوية بالقاهرة .
شارك ” سليم حسن” في وضع الكتب التاريخية المقررة على طلاب المدارس، فألف كتاب” تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر” ، و كتاب “تاريخ أوروبا الحديثة وحضاراتها”، كما شارك في ترجمة كتاب تاريخ المماليك في مصر ” و صفحة من تاريخ محمد علي.
في تلك الفترة التي نتحدث عنها ازداد النفوذ الأجنبي في مصر، وأصبح يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ومنها سيطرة الأجانب بشكل كامل على المتحف المصري كما سيطروا على كل مفاصل الدولة المصرية تقريبًا، إلى أن جاءت ثورة 1919م، وتغير كل شيء.
ثورة 1919 وتغيير المصير
وفي صدد الحديث عن ” سليم حسن” فإن ثورة 1919 قد غيرت مصيره كما غيرت مصير الدولة كُلََّها، فبعد هذه الثورة أصبح للوزراء المصرين سلطة في تعيين ذوي الكفاءة من أبناء الوطن في الوزرات المختلفة وفي الأماكن المناسبة، لذلك فقد تم تعيين ” سليم ” أمينًا مساعدًا في المتحف المصري، وكانت هذه انطلاقة كبرى في مسيرة الرجل.
بعد تعين ” سليم أمينًا مساعدًا سافر إلى باريس على نفقته الخاصة لحضور حفل بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف حجر رشيد، وهناك رأى الآثار المصرية، وقد مكنته زيارة عدد من المتاحف الأوربية كتابة مقالة ثابته في صحيفة ” الأهرام ” تحت عنوان ” الآثار المصرية في المتاحف الأوربية” وكشف فيها عن سرقة الأجانب للآثار المصرية، ودور الأثريين في تلك السرقات وغيرها من القضايا التي تخص تلك المسألة.
عمل ” سليم حسن ” أستاذًا في كلية الآداب بالجامعة المصرية ـ القاهرة حاليًا ـ وترقى في المناصب العلمية إلى أن وصل إلى درجة الأستاذية، وبجانب هذه المهمة فإنه كان مشرفًا على الحفريات بمنطقة الأهرامات .
عين ” سليم ” وكيلًا لمصلحة الآثار بعد عودته من “فيينا”؛ تلك الرحلة التي حصل من خلالها على درجة الدكتوراه فكان هو أول مصري يُعين في تلك المنصب، إذ كان هذا المنصب مقصورًا على الأجانب في مصر
أهم أعماله
اكتشف عدد كبير من مقابر الدولة القديمة أثناء وجوده في حفريات منطقة الأهرامات بالجيزة، وتعد مقبرة “رع ور ” التي كشفها جنوبَ منطقة “أبو الهول” من أكبر المقابر، وتكاد تضارع مقابر الملوك من حيث ضخامتها وكثرة التماثيل بها.
كما كشف مقبرة الملكة “خنكاوس” آخر ملوك الأسرة الخامسة، وحلقة الوصل بين تلك الأسرة والأسرة السادسة، وصممت المقبرة على هيئة تابوت أقيم فوق صخرة كبيرة، وأطلق سليم حسن على هذه المقبرة الهرم الرابع.
وكانت حفائر سليم حسن في منطقة أبي الهول من أهم أعماله التي كشفت عن أسرار “أبو الهول” وما يحيط به من غموض وإيهام، وامتد نشاطه إلى منطقة سقارة ومنطقة النوبة.
مؤلفات سليم حسن
لعل أهم كتاب ألفه الدكتور سليم حسن هو كتاب ” مصر القديمة” وجاء في 16 جزءًا، وتناول تاريخ مصر وحضاراتها من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسي وانتهى بأواخر العهد البطلمي، وقد شرع في كتابة الجزء 17 من السلسلة لكن وفاته حالت دون ذلك.
كما ألف كتاب” الأدب المصري القديم” وجاء في جزأين تناول فيهم الآداب في مصر القديمة وكذلك الجياة الدينية وأثرها على المجتمع المصري
وعن مؤلفاته التي كتبها بغير العربية فقد بلغت 33 مؤلفًا مثل ” أبو الهول ” و الأناشيد الدينية للدولة الوسطى ، إلى جانب بحوثه ومقالاته وتقارير الحفريات في منطقة الأهرامات وسقارة والنوبة التي نُشرت بلغات ولهجات عدة.
وفاة سليم حسن
بعد أن قدم ” سليم” العديد من الأعمال الخالدة، وإشرافه على العديد من الحفريات في أماكن مختلفة ، وافته المنية في 29 سبتمبر عام 1961، في عمر الخامسة والسبعين.
اقرأ أيضًا : روت عن الطبراني واُمتدح الرجال باسمها.. فاطمة الجوزدانية محدثة أصبهان
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال