من قمة الحب إلى أعلى مستويات الكراهية .. لماذا فشلت مفاوضات منع طلاق الملكة فريدة

لم يحب الملك فاروق أحدًا مثلما أحب الملكة فريدة وكذلك المصريين الذين نزل عليهم خبر طلاق الملكة فريدة كالصاعقة واعتبروه واحدًا من أقوى علامات السقوط للملك والقصر.

طلاق الملكة فريدة .. الأسباب والمفاوضات

كان طلاق الملكة فريدة بعد إصرارها عليه ونظر المؤرخين للأسباب برؤىً مختلفة فالبعض قال أن سببه هو عدم إنجاب الملكة لولي العهد، غير أن مذكرات اللورد كيلرن تشير إلى أن طلب الملكة للطلاق جاء بسبب واقعة بطلتها سيدة اسمها ليلى شيرين ضُبطت على مدخل جناح الملك فاروق في قصر عابدين، وتحول مشهد ضبطها إلى فضيحة شهدتها الملكة فريدة وشاركت في وقائعها، وكان نتيجة الحادث أن الملكة فريدة صممت على طلب الطلاق، قائلة : إنها تريد أن تترك القصر وتعيش وحدها مع بناتها وتترك فاروق يفعل ما يشاء، وكان الملك في البداية مغتاظاً مما جرى ويوافق على إجراء الطلاق فوراً، لكن أحمد حسنين باشا هرع إلى مكتبه عندما عاد من الفيوم يرجوه ألا ينفعل، لأن الأوضاع السياسية الآن وهو المسؤول فيها عن البلد بعد إقالة حكومة النحاس باشا لا تسمح بمثل ذلك.

مفاوضات منع طلاق الملكة فريدة .. إبراهيم عبدالهادي شاهدًا

كان إبراهيم باشا عبدالهادي رئيسًا للديوان الملكي وقت انفصال الملكة فريدة وحكى لمقربين منه أن مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية جاء له وأخبره بأن الملك ينوي تطليق الملكة فريدة، فكان رأي إبراهيم عبدالهادي ضرورة التروي في إصدار هذا القرار، فقال له مراد محسن “لا فائدة يا باشا فقد انتهى الأمر ولا تتعب نفسك وأنصح دولتك صادقا ألا تتدخل في مثل هذه الشئون فالمسألة أصبحت منتهية، مع تقديري لنصيحتك فإنني أعتقد أننا أمام مسألة لا يستهان بها ويجب أن نكون على حذر منها حفظا على كيان الأسرة المالكة وعلى سمعة البلاد”.

وفي مذكراته قال محمد أحمد فرغلي الذي كان لصيقًا للقصر الملكي أن حسن يوسف بك “وكيل الديوان الملكي” حضر إلى إبراهيم عبدالهادي ببعض الأوراق ليوقع عليها وتحاشى الأخير أن يحادثه في الموضوع، ومضت شهور وجاء الملك وفاتح إبراهيم عبدالهادي في مسألة الطلاق فقال له رئيس الديوان الملكي “إن الملكة هي سيدة وإن البلد نصفها من النساء وكلهن سوف يعطفن عليها بعد طلاقها وبخاصة أن بنات الملك سوف يبقين في حضانتها ولا أوافق جلالتكم على فكرة الطلاق، ولكن الملك قال: ألست إنسانا أليس لي الحق كأي إنسان في أن أطلق زوجتي ما دمت غير سعيد معها، فقال له رئيس الديوان الملكي “يا صاحب الجلالة إن جلالتكم إنسان ولكن ليس ككل الناس فهناك اعتبارات أخرى. ونقل الملك الموضوع إلى مسألة أخرى نامت حكاية الطلاق لفترة”.

اقرأ أيضًا
ناهد رشاد والملك فاروق .. القصة الحقيقية للملكة التي لم تجلس على عرش مصر

استطرد عبد الهادي باشا في روايته لقصة طلاق الملكة فريدة فقال أن الملك أجريت له عملية بالإسكندرية وذهب الجميع لعيادته واستدعى الملك إلى غرفته بالمستشفى عبد الهادي باشا وقال له: إن جميع الناس سألوا عني في المستشفى إلا فريدة؛ فقال له معللا عدم زيارتها: إنها لا تعلم بخبر العملية ولو كانت قد علمت بها لهرعت إلى المستشفى وكان عبد الهادي باشا يطمع في أن تتاح فرصة لرفع الخلاف بين الملكة والملك وعودة الحياة الزوجية بينهما

إقرأ أيضا

حول دور الفنانة آمال زايد في بين القصرين “أعجب نجيب محفوظ بتمثيلها”

لكن الملك صاح غاضبا أنا لا أريد أن أراها ولا أريد أن تأتي لزيارتي. وساءت الأمور بسرعة فاستدعى نائب المحكمة العليا الشرعية للإشهاد على وثيقة الطلاق.

تم الطلاق على يد الشيخ محمد إبراهيم سالم نائب المحكمة الشرعية والذي بشهادة ملك القطن بذل قصار جهد في أن يجعل الملك يعدل عن الطلاق بل اقترح عليه أن يكون الطلاق رجعيا لتمكن الملك من مراجعة زوجته ولكن الملك رفض وأصر على أن يكون الطلاق بائنًا..