“من وحي جزيرة غمام” تاريخ الأديرة في الصعيد والبحر الأحمر زمن الخديوي عباس
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أضفى مسلسل جزيرة غمام ضوءًا على تاريخ الأديرة في الصعيد والبحر الأحمر بمشهدين، أحدهما يجمع بين رئيس دير الجزيرة وعرفات حيث يحذره الأخير من خطورة إغلاق باب الدير أمام المحبة وفتحه للفتنة، والآخر بين خلدون والبطلان حيث طلب كبير طرح البحر بتقسيم الجزيرة على أن يكون الدير خارج التقسيم.
يستحق الكاتب عبدالرحيم كمال التحية على تلك الحبكة المتخيلة المتمثلة في قصة دير جزيرة غمام، كون أنها تفتح ملفًا تاريخيًا منسيًا وهو ملف الأديرة في الصعيد والبحر الأحمر.
اقرأ أيضًا
“مصطلح طرح البحر” في مصر رمز للتاريخ والميراث وبالسعودية وصف عنصري بـ طَرْش
ولأن جزيرة غمام تدور قصته حتى الآن في عباس حلمي الثاني؛ ويرى عبدالرحيم كمال أن قرى الصعيد في البحر الأحمر لها تاريخ منسي أرمز لها بـ جزيرة أولاد عرفات في القصير، فإن موقع الميزان يفتح ملف أديرة البحر الأحمر بشكل خاص، وأديرة الصعيد بشكل عام خلال عصر عباس حلمي الثاني.
تاريخ الأديرة في الصعيد والبحر الأحمر .. القائمة الإجمالية
قبل عزل الخديوي عباس حلمي الثاني عن حكم مصر وتحويل الخديوية إلى سلطنة يقودها حسين كامل، كان اثنين في مصر قاما برصد عدد الأديرة في الديار المصرية خلال حبرية البابا كيرلس الخامس.
الأول كان سومرز كلارك عضو لجنة الآثار العربية وجمعية آثار الإسكندرية في كتاب الآثار القبطية في وادي النيل طبعة عام 1912 م، والقمص عبدالمسيح صليب المسعودي البرموسي في كتاب تحفة السائلين في ذكر أديرة رهبان المصريين عام 1915 م وقام بطبعه عام 1924 م.
احتوى الوجه القبلي من الفيوم وحتى أسوان على 85 دير كما حدده عبدالمسيح صليب المسعودي، فيما احتوت منطقة البحر الأحمر على 4 أديرة عامرة، إلى جانب منشآت أثرية قديمة لها أطلال.
أديرة البحر الأحمر زمن عباس حلمي الثاني
احتوت منطقة البحر الأحمر على دير الأنبا أنطونيوس في منطقة جبل الجلالة واحتوى الدير على الكنيسة الأثرية للأنبا أنطونيوس والتي تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وكنيسة الرسل من مرر في قبلي كنيسة الأنبا أنطونيوس ويرجع تاريخ إعادة بناءها إلى 1772 م، وكنيسة القديس مرقس الناسك والتي أعيد بناءها إلى سنة 1766 م، وكنيسة العذراء والمائدة والحصن، فضلاً عن مكتبة الدير الذي أسس مبناها البابا كيرلس الرابع، إلى جانب المدخل والساقية ومغارة الأنبا أنطونيوس، وبالقرب منهم تقع مغارات وادي عربة.
كان أيضًا في منطقة البحر الأحمر دير الأنبا بولا قرب شاطئ البحر، ومن معالمه الكنيسة الأثرية التي كان فيها القديس الأنبا بولا المتوحد، وفي الركن القبلي الغربي فتحة وسلم تصعد إلى كنيسة أبو سيفين التي أعاد بناءها المعلم إبراهيم الجوهري في أواخر القرن الـ 18، ثم كنيسة الملاك التي يرجع تاريخها لسنة 1777 م، فضلاً عن مبنى الحصن والمدخل والساقية.
كذلك يوجد دير الأب يوحنا الدرجي وكنيسة الدير منحوتة في الصخر وتقوم مصر منذ سنة 2017 على إجراء عمليات حفر وردم بعد استغاثة لإنقاذه.
أما الدير الرابع فهو دير أم سدرى والذي يقع في منطقة جبل القطار بين قنا والغردقة، وبالدير كنيسة صغيرة تسع 20 شخصًا وبجوارها 10 حجرات للرهبان.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال