منزل مارية القبطية آخر زوجات الرسول في “الشيخ عبادة”
-
محب سمير
كاتب نجم جديد
تشتهر محافظة المنيا ، من ضمن ما تشتهر به، وجود عدد كبير من المناطق الأثرية لكل العصور تقريبا.. بداية من العصور الفرعونية القديمة، مرورا بالعصر اليوناني والروماني والقبطي، وحتى العصور الأولى للإسلام.. بل ما لا يعرفه الكثير من المصريين إن “المنيا” وحدها تحتوي على ربع آثار مصر.. رغم ذلك لا تجد هذه المحافظة من يهتم بها ولا بأثارها الفريدة في كل شبر على أرضها.. “تل العمارنة”، “تونة الجبل”، “بني حسن”، “الأشمونين”، “أنصنا”، “البرشا”.. وغيرها الكثير من القرى والمدن التيي تحكي جزء كبير وهام في تاريخ مصر.
اليوم نحكي عن “الشيخ عبادة”.. هل سمعت عنها؟
على بعد 350 كم من العاصمة “القاهرة”، تقع قرية “الشيخ عبادة”، شمال شرق النيل في مدينة ملوي.. “الشيخ عبادة” بها بقايا معبد لرمسيس الثاني، و “بئر السحابة” الذي زارته العائلة المقدسة في رحلتها لصعيد مصر.. لكن أهم ما تشتهر به القرية ويلاقي الإهمال الإعلامي والرسمي هو أنها موطن السيدة “مارية القبطية” أخر زوجة للرسول محمد.. القرية التي ولدت وعاشت فيها حتى أهداها الملك “المقوقس” حاكم مصر، للنبي “ًص”، وقتما كانت تحت حكم “الرومان”، وقبل دخول الإسلام لمصر.
تقول القصة التاريخية إن “النبي” عندما أرسل إلى ملوك الأرض دعوته للدخول في الإسلام ، في عام 7 هجرية، حيث بعث النبي رسائل إلى ملوك الأرض ( النجاشي ملك الحبشة و كسري ملك فارس وهرقل ملك الروم) يدعوهم فيها إلى دخول الإسلام.. ومن بينهم حاكم مصر وقتها المعروف ب “المقوقس”، وقد أرسل الأخير مع المبعوثين هدايا لنبي الإسلام.. فأرسل ألف مثال من الذهب وعشرين ثوبا من أفخر الصناعات المصرية.. وغلام وبغلة.. لكن الهدية الأغلى والأهم التي أرسلها المقوقس كانت ابنة الصعيد الجميلة “ماريا” وشقيقتها “سيرين” فزوج الرسول “سيرين” لشاعره حسان ابن ثابت الأنصاري.. واحتفظ لنفسه بأختها “ماريا”، بعدما أعجب بها وبجمالها.
من هي “ماريا القبطية”؟
اختفلت الرواية هنا بين المسيحيين والمسلمين في مصر.. فالمسيحيون يقول إنها كانت راهبة في الدير، وتم أخذها عنوة كما لو كانت أسيرة هي وأختها واقتيدت إلى المدينة.. بينما تقول الرواية التاريخية عند المسلمين إنها كانت ابنة أحد أثرياء الصعيد وقتها “شمعون القبطي”، وهو أحد عظماء القبط في ذلك العصر، وكان يعيش في “الشيخ عبادة” وهذا الاسم حديث نسبيا، فهي في الأصل جزء من “أنصنا” القديمة أو قرية “حفن”.. والمعروفة حاليا ب “الشيخ عبادة” نسبة إلى الصحابي الجليل “عبادة ابن الصامت” الذي عاش في المنطقة وبني مسجد يحمل اسمه في نفس المكان الذي كان يقع فيه منزل “مارية القبطية” على النيل.
إقرأ أيضًا…
بعد موجة أندية الاستثمار .. هل سينافس الأهلي والزمالك على المركز الثالث والرابع؟
باقي قصة السيدة “مارية” معروف.. فقد كانت ابنة الرابعة عشر عندما ذهبت إلى المدينة المنورة، وقد أنجبت ابنها “إبراهيم” بعد عام واحد من قدومها، وهو ثالث الأبناء الذكور للرسول، الذي توفي وهو في التاسعة من عمره، وقد حزن عليه الرسول كثيرا.. فيما كانت “مارية” تحظى بمكانة عظيمة عند النبي، ويقال إنها الوحيدة التي كانت تغار منها زوجاته، وهناك قول شهير على لسان السيدة “عائشة”، ذكره رواة الحديث، حيث قالت ” والله ما غرت على امرأة دون مارية”.. وقد أنزل الله صدر سورة التحريم بسبب السيدة “مارية القبطية” بعد أن طالتها الألسن بالشائعات كيدا وغيرة منها.
عاشت السيدة “مارية القبطية” بعد موت الرسول، بضع سنوات في الخلافة، فقد توفيت سنة 16 هـ.. ودفنت مع زوجات النبي وبجوار ابنها إبراهيم.
الكاتب
-
محب سمير
كاتب نجم جديد