همتك نعدل الكفة
228   مشاهدة  

منصور الشحاتيت .. مأساة أسير خرج من سجون الصهاينة ليحبسوه في داخل نفسه !

منصور الشحاتيت
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أوصِدَت أبواب الزنزانة على منصور الشحاتيت وهو في سن السابعة عشر، وخرج منها بعد سبعة عشر عامًا من السجن بين مطرقة التعذيب وسندان العزل.

منصور الشحاتيت ورحلة الحبس

منصور الشحاتيت قبل السجن
منصور الشحاتيت قبل السجن

شهد يوم 11 مارس 2004 م بداية رحلة منصور الشحاتيت إلى السجن في إسرائيل بتهمة أنه فدائي في قرية الدورا بمحافظة الخليل، وأُوُدِع مع الفلسطينيين مثله في حبسٍ انفرادي لسنوات ومع مجموعة في سنوات أخرى.

اقرأ أيضًا 
أيها العرب أذكركم بإسرائيل .. ايقاظ على باطلهم ونحن نصهين على حقوقنا

ليالي سوداء حالكة قضاها بالسجن ونهار دموي كان يعايشه حين تتبدل نوبات الجنود الصهاينة الذين تناوبوا على تعذيبه جسديًا ونفسيًا، وبصيص النور الذي يتسرب للزنزانة يمثل له الأمل في الخروج.

منصور الشحاتيت وأمه
منصور الشحاتيت وأمه

أثر السجن والتعذيب الجسدي والمعنوي ظهر على منصور يوسف شحاتيت، فبعدما تنفس هواء الحرية وخرج للحياة ارتمى في أحضان أهله وهو لا يعرف أغلبهم بمن فيهم أمه.

منصور الشحاتيت وأخيه
منصور الشحاتيت وأخيه

استقبل شقيقه الأكبر بخوف وذلك لأنه يرتدي نظارة سوداء وهي رمز الضباط الإسرائيليين الذين كانوا يرعبون الأسرى إلى جانب الأفاعي والكلاب بعد الضرب بالسياط.

ذلك الوجه الدائري المنير بات شاحبًا نحيفًا وفي كل خط من تجاعيده حكايات وحكايات عن المعاناة التي عايشها في السجن بين التعذيب والعزل الانفرادي، وكلها ملابسات وأجواء تدفع صاحبها لفقدان الذاكرة.

منصور الشحاتيت مع المسؤولين
منصور الشحاتيت مع المسؤولين

نظراته حين خرج كانت لدنيا تغيرت ملامحها في عينيه أو بالكاد يصدق أنها دنيا، فلون السماء الأزرق الذي يعانق السحاب شيئًا جديدًا بالنسبة له لأنه اعتاد رؤية السقف الأسود، والأرض الممتدة التي مشى عليها لاحتضان من ينتظره، صار اتساعها شيئًا لا يصدقه لأنه اعتاد على الحياة داخل متر في متر.

زهرة الشباب التي راحت بدأت تظهر في ابتسامة بها مرارة الصبَّار الذي كان أرحم من علقم السجن وآلامه، إلى جانب الإهمال الصحي الذي تجيده إسرائيل في سجونها.

سقطة قناة العربية

ألمح تقرير قناة العربية نقلاً عن الأسير صلاح الدين أبو ربيع الذي أفرج عنه سنة 2017 أن حالة منصور الشحاتيت المتعلقة بفقدان الذاكرة وراءها حركة حماس.

وقال صلاح الدين «منصور تعرض للعزل لسنوات وضرب شديد من بعض الأسرى المحسوبين على حماس إثر خلاف تنظيمي مع يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة، والذي كان في ذات السجن مع الشحاتيت، ويقال أن منصور ضرب يحيى السنوار فقام الأخير بإيذاءه في رأسه مما أفقده الذاكرة، وما جرى عليه شهود».

إقرأ أيضا
لعنة العقد الثامن 1

تتمثل سقطة قناة العربية أنها اعتمدت على شهادة رجل لم يكن في نفس سجن الشحاتيت فالأخير كان سجنه متعددًا بعكس صلاح الدين الذي لم يقابله كثيرًا، بالإضافة إلى أن أبو ربيع يقول الحكاية في سياق “يقال”.

كانت سقطة العربية تلك كانت وراء استقالة منصور سقف الحيط مراسل القناة في فلسطين، وإلى الآن لم تفصل قناة العربية في الرد، فضلاً عن أن تغطيتها لم تكن ضد الاحتلال.

ظروف سجن منصور لم تتكلم عنها العربية، فهي ظروف تجعله يشعر بإحساس أنه صديق للموت، لكنه لم يفقد الأمل في أنه سيلقى الأحبة، ربما كان قدوته النبي يوسف، فقد رُدّ لأبيه لكن قبلها كان مسجونًا وأعزه الله في حبسه، ولعل هذا الأمل هو الذي جعله يقاوم الموت وهو في قبو أسوأ من القبر.

يعبر منصور عن هذا بقوله في الحوار التلفزيوني الذي أجري معه قائلاً “صبرت أنا، طلعت من السجن عزيز نفس مش مذلول، حاربت عشان إخواني وأهلي ووطني، كل حياتي مطاردة عشان وطني”.

بالفعل كان وصف منصور دقيقًا، فالحجرة الكالحة السواد التي ضمته لم تؤثر على البحر اللجي من الآمال التي كانت فيه، وحافظ على كرامته التي كانت كجبلٍ عظيم.

الكاتب

  • منصور الشحاتيت وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان