همتك نعدل الكفة
672   مشاهدة  

“ميناء القصير” أسسته حتشبسوت من أجل الصومال وساعد محمد علي عسكريًا

ميناء القصير
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في جنوب ميناء سفاجا يقع ميناء القصير، أهم ثغر عسكري في التاريخ المصري، واللاعب المحوري في السياسة الاستراتيجية، وتبلغ مسافة ميناء القصير 78 كيلو مترا، ويقول السكان المحليون إن اسم “القصير” مشتق من الصفة “قصير” في إشارة إلى قصر المسافة بينها وبين مدينة “قفط” في وادي النيل.

في العموم يعود تاريخ مدينة القصير إلي القرن الخامس عشر قبل الميلاد في عهد الملكة الفرعونية حتشبسوت التي استغلت هذه المدينة الساحلية التي كانت آنذاك تسمي “ثاجلو” كقاعدة لانطلاق رحلاتها البحرية الشهيرة إلي بلاد “بونت” غرب الصومال حالياً.

كانت لهذه البلاد التي يعتقد أنها كانت تقع مكان إثيوبيا أو الصومال الآن أهمية روحانية عظيمة وكانت شريكاً تجارياً مهماً مع مصر القديمة، وفي القرون التالية، تغير اسم المدينة إلي “ليوكوس ليمن” أي ” الميناء الأبيض” وكانت ميناء تجارياً مهماً في عصر الإمبراطورية الرومانية، وبعد دخول الفتح الإسلامي، أصبح لها دور محوري علي طريق الحجاج إلى مكة، وكان العرب هم من أطلقوا علي القصير اسمها الحالي.

سليم الأول
سليم الأول

برز الدور المحوري على مستوى التأثير الاستراتيجي، حين دخلت مصر تحت الحكم العثماني على يد سليم الأول العثماني وأمر بتشييد حصن القصير لحماية الميناء التجاري وضمان سلامة آلاف المسلمين الذين يمرون في هذه المنطقة في طريقهم إلى الحج.

بعد عدة قرون، أدرك نابليون بونابرت الأهمية الاستراتيجية للمدينة وأرسل سفنه الحربية للاستيلاء عليها من البحر، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث هبت ريح عاتية دفعت السفن الأربعة على مقربة من الشاطئ وجعلتها في مرمى مدافع الحصن، وفي لحظات معدودة، تحطم الأسطول وكانت فتره إقامة الفرنسيين في القصير محدودة ومحفوفة بالاضطرابات ففي شهر أغسطس من نفس العام قصف الأسطول البريطاني حصن القصير بقوة.

خريطة القصير
خريطة القصير

أُعِيد بناء الحصن لاحقا في عهد محمد على باشا الذي استخدمه كقاعدة لحملاته العسكرية ضد الوهابية في أرض الحجاز (المملكة السعودية حاليا) خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وبانتهاء حملات محمد على الحربية على الحجاز انطوت صفحة التاريخ العسكري لمدينة القصير إلى الأبد وعاد الميناء المطل على البحر الأحمر إلى دوره القديم كهمزة وصل بين الشرق والغرب .

العصر الذهبي لم يستمر طويلا لأنه عندما افتتح خط السكك الحديدية الذي يربط بين السويس والقاهرة عام 1850 بدأ التجار والحجاج يستخدمون ميناء السويس نظرا لسهولة السفر إليه .

فى عام 1864 اجتاحت القصير مجاعة شديدة أتت على عدد كبير من سكانها الذين انخفض عددهم من 8 آلاف إلى 800 نسمة فقط وجاءت الضربة الأخيرة عندما افتتحت قناة السويس عام 1869 وتضاءلت أهمية القصير كمدينة تجارية.

إقرأ أيضا
الأونروا

رغم ما يتحلى به ميناء القصير من المواقع الأثرية الهامة، إلا أن تلك الآثار سقطت ربما سهوًا أو عمدًا من الخريطة السياحية لمحافظة البحر الأحمر، وظلت تعاني الإهمال ولم يتم ترميمها أو تطويرها للاستفادة من قيمتها التاريخية، لتقتصر السياحة في القصير على الرحلات البحرية والترفيهية فقط.

الكاتب

  • ميناء القصير وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان