نجيب زاهي زركش .. قاله مفيش وهو عنده جوه !
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
هل الكلاسيكية هي الكليشية؟ بالطبع لا، الكليشية هو تكرار نفس النمط بنفس تفاصيله مرات ومرات حتى يتحول لعادة أو لحيلة يلجئ لها العاجز، مثلا كليشية جملة (لا أقفل أنت الأول) كدليل على حالة الحب والهيام التي بين أي محبين، مشهد إنطلاق البطلة مسرعة من منزلها لتحلق المحاضرة الأولى لدرجة أنها تأكل واقفه، هذا كليشية، شخصية المثقف المقعر الوصولي الفقير المعدم الاشتراكي الثوري كليشية، وهذا الأخير أضافة عبدالرحيم كمال إلى مجموعة منتقاه من أفضل الكليشيهات تحت عالم يسمى نجيب زاهي زركش.
اقرأ أيضًا
مسلسل نجيب زاهي زركش .. الحب بين طبقية شيرين ووصولية طريف
في البداية يجب القول أن المسلسل دراميا أخيرًا أصبح أفضل خاصة من الحلقة 15 وحتى الحلقة 20، خرج المسلسل من عالم المط والتطويل إلى عالم صناعة احداث درامية مؤثر ومطورة للدراما، وشكل الأحداث أيضا اختلف بتواجد الخماسي (نانسي/ مؤنس/ سعيد/ مسعد/ سعد) بكاريزماتهم وادائهم الجيد للشخصيات، وبالطبع يضاف عليهم شخصية سحر.
ولكن على الرغم من هذا التطور الجيد، مازال المسلسل يعاني من العديد من المشكلات ومن بينها الكليشية، حيث يعتمد المسلسل بشكل كامل على كليشيهات ثابتة مثل كليشية قهوة المثقفين يروادها وطريقة حديثهم وحوارهم وأفكارهم وحتى أنماطهم، الشاعر المعدم الفقير الوصولي، الشاعر الشاب المتجهم الثائر العدمي، الفتاة القوية المتحررة الرافضة للعادي والمعتاد بنفس الطريقة، المثقف الكبير المتصابي والذي يستمد قوته من تنظيره على الأصغر منه.
امتد الكليشية لمفردات الحوار نفسها، وطريقته، فلا الشعراء أو حتى مجتمع وسط البلد من المثقفين ومدعيين الثقافة والفن، يتحدث بالشعر طوال اليوم، ويحمل رده تلك المرادفات الرنانة والمجاز والتورية طوال الوقت مثلما تفعل الشخصيات ولا سيما شخصية سحر، صحيح ان عبدالرحيم كمال لم يظهر بشكل ساخر مثلما كان يفعل يوسف معاطي دائما، ولكنه ارتكن على نفس الأركان التي يبني عليها يوسف معاطي شخصية المثقف في أفلامه ومسلسلاته، ليذهب بهذا الخط الدرامي للكليشية.
وكان كليشية الأرستقراطية ونظام الخدم الإنجليزي في بيت نجيب زاهي زركش ليس كافيا، أو حتى كليشيهية قصة الحب بين مؤنس ونهى، والطبقة التي تقدمها شيرين والمادية التي يقدمها والد نهى، كل هذا لم يكن كافيا ليكتفي عبدالرحيم كمال من الكليشيهات ليضيف كليشيها جديدا.
وإحقاقا للحق فاجئني عبدالرحيم كمال بالطرق التي عرف بها سعيد وسعد أنهما لقيطان، وخاصة الطريقة التي عرف بها سعد، مبتكرة وجيدة وتم التأسيس لها بشكل جيد، ومعالجتها دراميا بشكل جيد وكتب حوار المشهد بشكل جيد، فكان من أفضل مشاهد المسلسل حتى الآن، ولكن ذلك يجعلني اتسأل لماذا لم يفعل عبدالرحيم كمال هذا منذ البداية؟ واتذكر تلك النكتة التي كان يلقيها محمود عزب قديمًا، (مرة واحد راح لبقال قاله عايز بجينة حلاوة قاله مفيش وهو عنده جوة!) وبما أن عبدالرحيم كمال (عنده جوة) فلماذا قال لنا الحلقات السابقة (مفيش)؟
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال