نساء في زمن النبي (7).. ” أخت الرسول” الشيماء بنت الحارث درس في العطاء
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
علاقة الأخوة ميثاق غليظ ، ولعل في قصة رسولنا الكريم مع أخته الشيماء بنت الحارث التي نتناولها اليوم في ” نساء في زمن النبي” توصل تلك المعنى المرتبط بالحب والعطاء و كيف يكون الدعم و كيف تكون علاقة الأخ باخته، حتى ولو لم يكن ذو نسب واحد.
من هي شيماء بنت الحارث أخت النبي محمد
الشيماء بن الحارث البنت الكُبرى لحليمة السعدية أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، نشأت مع رسول الله تحت سقف واحد ، و كانت تحبه حبًا شديدًا تركبه حين يلعب و تحمله في الطريق الطويل و تضمه إلى صدرها و تحنوا عليه و تُجسله في الظل و تلاعبه.
كما كان تثنشد له الشعرا فتقول فيه:
ياربنا أبقِ لنا محمدا
حتى أراه يافعًا و أمردا
ثم أراه سيدًا مسوّدا
واكبت أعاديه معا والحُسّدا
وأعطه عزًا يدوم أبدًا
ومرت الأيام ، و عاد محمد إلى أهله و لبيته، و غابت الأخت عن أخيها، و في بداية بعثة النبي(ص) كانت قبلية الشيماء “هوازن” من القبائل التي عادت الرسول وحاربته، و أرسل رسول الله صل الله عليه وسلم صحابته إلى بني سعد من هوازن وطلب رجالًا حاربوه، وأحدثوا في المسلمين حدثًا.
كان منهم أي من هوازن، رجلا يسمي “نجاد ” قال لهم رسول الله إن قدرتم على “نجاد” فلا يفلتنكم فظفر به المسلمون و ساقوه إلى رسول الله مع أهله و قبيلته وكانت منهم الشيماء.
عرفها النبي من عضته
قالت الشيماء بنت الحارث للمسلمين تعلمون و الله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة فلم يصدقوها و أتو بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه وقالت:” يارسول الله أنا أختك من الرضاعة أنا الشيماء بنت الحارث .
بعد مرور كل تلك السنين لم يميزها رسول الله من شكلها فقال لها صلى الله عليه وسلم، أن تكوني صادقة فإن بك مني أثرًا لا يبلى أي أن عندها علامة يعرفها بها رسول الله علامة ثابتة لاتمحى، فقد كان في عضضها وفي رواية آخرى في ظهرها عضة قوية من أسنان النبي (ص) عندما كان صغيرا فكشفت عن عضدها وقالت نعم يارسول الله ، وأنت صغير عضضتني هذه العضة فدمعت عين رسول الله، و فرح بها و بسط لها رداءه و أجلسها مكانه وقال لها سلِ تُعطي و اشفعي تُشفّعي.
فلما عرف بهذا خطيب القوم قام إلى رسول الله يتشفع لقومه بالشيماء أخته صلى الله عليه وسلم و قال ياخير طفل ومولود ومنتجب في العالمين إذا ما حصل البشر
أمنن علينا رسول الله في كرم … إلى آخر الأبيات
فقال لهم رسول الله أما كان لي و لعبد المطلب فهو لكم فلما سمعته المهاجرين و ما كان لنا فهو لرسول الله وسمعت الأنصار فقالت ما كان لنا فهو لرسول الله أيضا، وبذلك اعتقهم رسول الله جميعا عن بكرة أبيهم إكراما لأخته الشيماء، وخيرها رسول الله( ص) بين أن تبقى عنده أو أن ترجع إلى قومها قال لها:” فعندي محببة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك و أن ترجعي إلى قومك فعلت”.
حب رسول الله في قلبها ثابت لكنها فضلت أن تعود إلى بيتها، و أولادها فقالت:” بل تمتعني و تردني إلى قومي”، فأكرمها رسول الله بالمال و ردها إلى قومها.
دخلت هوازن الإسلام، ولكن كانت من القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي و هنا وقفت الشيماء بكل شجاعة بشِعرها و فصاحتها ضدهم، ودافعت عن دينها و إسلامها و بقيت على ذلك حتى نحى الله قومها من هذه الفتنة وأكملت ما تبقى من حياتها عابدة زاهدة كثيرة التنسك إلى أن ماتت على حب الله ورسوله رضي الله عنها وهنأها بذلك القرب من رسول الله، ولنا حديث آخر في ” نساء في زمن النبي” .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال