نسل الأغراب و جليلة الأسطورة

جليلة “مي عمر” هي الشخصية المحورية في أحداث مسلسل نسل الأغراب وهي أساس الصراع بين عساف “أحمد السقا” وغفران “أمير كرارة”، اللذين يدور بينهما صراع وعداوة غير مبررة.

يقدم المسلسل جليلة وكأنها شخصية أسطورية، تملك كل شيء المال والجمال والحسب والنسب والعائلة القوية والنفوذ، ومتزوجة من سيد قومه، وتعامل معاملة سيدة قومها، ليس فيها أي عيوب ولا ثغرات ولا سقطات.

اقرأ أيضًا 
مسلسل نسل الأغراب .. أخطاء كارثية

جليلة هي زوجة عساف التي طلقوها منه عندما دخل السجن لتتزوج غريمه وعدوه الأول غفران، وتنجب من كليهما ولد ويتربى الصغيران في حضن غفران ويتكفل بابن عساف ويعامله معاملة الابن، وذلك حبا في جليلة على الرغم من أن عساف قد خطف أم غفران وأخفاها مدة العشرون عامًا التي قضاها في السجن.

شخصية جليلة لم يؤسس لها في الكتابة بشكل جيد فهناك علامات استفهام كثيرة وتساؤلات حول الشخصية، فهي الفتاة الجميلة ابنة الحسب والنسب، والتي تربت على أن تكون قوية وسيدة أمرها وقرارها إلا أنها تم طلاقها من عساف وزواجها من غفران دون إرادتها ورغبتها، ولم يفسر المسلسل لماذا تم تطليقها من زوجها لتتزوج من غريمه، هل كان الخوف من قوة وبطش غفران، أم طمعا في المال والثروة، رغم أنهم لا يقلون عنه نفوذ أو مال.

اقرأ أيضًا 
نسل الأغراب .. أول مسلسل هندي على أرض مصرية برعاية محمد سامي خان طاغور

لم يفسر المسلسل لماذا تحولت جليلة عن زوجها، وعاد شوقها لزوجها السابق، على الرغم من أن غفران لم يقدم لها طوال فترة عشرون عاما إلا كل خير، وكل معاملة طيبة، إلا أنها بمجرد ظهور عساف عادت إليها مشاعرها، واستيقظ حبها القديم، دون وجود مبرر واضح لذلك، حيث لم يوضح المسلسل أو يقدم مشاهد تعبر أو توضح كيف كانت العلاقة بينهما، أو لماذا هي تفضله رغم كل ما قدمه لها غفران.

تبدو جليلة شخص قوي وعنيد، تحميها عائلتها وتؤازرها، ولكن رغم ذلك فإنهم هم نفس العائلة التي طلقتها من رجل وزوجتها لآخر، دون أخذ رأيها، أو حتى سؤالها عن رغبتها.

إقرأ أيضا

صلاح التيجاني خارج الـ”Inbox”.. نظرة على أعلم أهل الأرض!

ويقدم المسلسل أيضا جليلة على أنها هي أجمل سيدات القرية وأقواهن، وتستطيع أن تهين ما تشاء من زوجات أخيها، والجميع يرضخ لها ولا يمنعها أحد، لمجرد أنها جليلة ابنة الحسب والنسب.

لم يستطع السيناريو أن يجيب على التساؤلات التي تدور في ذهن المشاهد عندما يتابع شخصية جليلة، الشابة التي تزوجت في عمر الثانية عشر، ولم يفسر موقفها المتعنت أمام زوجها غفران الذي عاشت في كنفه سعيدة مستمتعة بحياة مرفهة هي وابنها مدة عشرون عامًا، ولم يضع أي مبرر لماذا عاشت طوال الفترة سعيدة وهانئة وبمجرد رجوع عساف بدت كما لو كانت عادت لها الذاكرة فجأة وتذكرت حبها لأبو ابنها.