“نور الدين” .. علي جمعة يقتحم أوكار المتطرفين

تسأل نفسك: لماذا أقلقهم برنامج فضيلة الدكتور علي جمعة؟ .. أولًا من هم؟ .. أتحدث هنا عن التكتّلات التي لم تزل تحافظ على النَفَس المتطرف في الهواء العام، وتتركز مصادر قوتهم في مجموعة صفحات ومواقع إلكترونية وقنوات، لكن قوتهم المركزّة تكمن في السوشيال ميديا .. فهم يمسكون بعصب الإعلام البديل، مدعمين بأموال طائلة تمكنهم من استمرارية العمل على تلك المنصات الإعلامية لحصار الوعي المصري، وضرب ملامح السماحة والبساطة في الشخصية المصرية، وبث النَكَد واليأس وجلد الذات كي تثقل أكتاف المصريين بالهموم فتتكحّل الدنيا بالسواد والغَم، ذلك عبر شبكة معقّدة من الكتائب الإلكترونية التي تظهر بوجهها الحقيقي المتطرف تارة، وتارة أخرى في شكل صفحات وحسابات تلبس أقنعة الفن والرياضة والاجتماعيات، وفجأة تخلع عن نفسها تلك الأقنعة وتظهر على حقيقتها عندما يتأهّب المجتمع للتقدم والتخلص من تلك الغيمة الفكرية التي حَلّت علينا منذ عقود.

شاب يسأل فضيلة الدكتور علي جمعة عن العلاقات خارج إطار الزواج وفضيلة الدكتور يجيب

ثانيًا : لماذا تحديدًا هذا البرنامج؟ .. نقول لك أن برنامج “نور الدين” – وهو برنامج توعوي- يسأل فيه الطلاب من المرحلة الابتدائية والإعدادية فضيلة الدكتور علي جمعة، في رمضان 2024، عما يؤرقهم من أسئلة وهو يجيب .. وفضيلة الدكتور دائمًا ما كان رأس حربة في مواجهة المتطرفين، وحاولوا مرارًا كسره عن طريق الاغتيال المعنوي لكن شيخنا الجليل لا يخلو من كونه مصري (ابن حِنت)، وعمامته متينة مدعمة بالفراسة المصرية، والذكاء الاجتماعي والسياسي، فقد ظل صامدًا في مواجهة تلك التيارات المتطرفة .. واختارنا أن نصف البرنامج بـ “التوعوي” لأنه ليس دينيًا بالمعني القُح للكلمة .. فالبرنامج هدفه النقاش أولًا قبل الحكم بميزان العلم الديني الذي يملكه الشيخ .. ويقدم شيخنا البرنامج بصوته قائلًا : “نور يهدي السائلين إلى الطرق المستقيم .. ويكشف الحقائق الغائبة .. ويجيب عن المسائل الشائكة .. وإنارة العقول المظلمة .. وطمئنة القلوب الخائفة”.

شاب يسأل فضيلة الدكتور علي جمعة عن الاحتفال بالكريسماس وفضيلة الدكتور يجيب

من الممكن أن تقول : هناك الكثير من البرامج في هذا الإطار، لماذا تصفون هذا البرنامج تحديدًا بكل تلك الأوصاف؟ .. سنقول لك مباشرةً أن هذا البرنامج قد مسك بالعصب العاري، وتخطّى الخط الأحمر، ودخل المعركة التي طالما خشاها كثيرين، وهي معركة الجيل الجديد الذي تحاول التيارات المتطرفة أن تجعله رأس مالها البشري دائمًا .. ذلك لأنه في سن طيّع وغضّ ما يمكّن هؤلاء المتطرفين -بقليل من البلاغة- وبكثير من الوهم، الدخول إلى أعمق نقطة في عقول هذا الجيل .. وقرر الشيخ علي جمعة أن يقتحم على هؤلاء أوكارهم، كأن تدخل بكشّاف من نور على أعشاش الخفافيش .. لذلك هاجت الصفحات السوداء المتشحة بألوان البهجة وماجت، ولعبت الكتائب الإلكترونية على أوتار السخرية المعتادة في حملة لاغتيال الشيخ علي جمعة معنويًا، ولإخافة أيًا من سيقترب من تلك الخطوط .. أو سيسمح لنفسه أن ينير عقول الأجيال الجديدة، ذلك لأن خزائن (متلتلة) من الأموال مرصودة خصيصًا للحفاظ على الهوى المتطرف داخل المجتمع المصري .. هذا بالإضافة للأسئلة المفتوحة السقف الموجهة من هؤلاء الأطفال والمراهقين والشباب صغير السن .. ما يجعل هذه الأسئلة -على بساطتها- لكنها مُفتاحًا لفتح جراح مجتمعة عُضال نعاني منها منذ عقود وعقود .. وإلى مزيد من تلك الضربات أيها الشيخ المصري الجليل.  

إقرأ أيضا

“قبل ربع قرن” قصص حفلات رأس سنة القرن ال21 في مصر