همتك نعدل الكفة
691   مشاهدة  

نيلس فينسن.. فشل في الدراسة فحصل على “جائزة نوبل” في الطب

نيلس فينسن


 

التفوق الدراسي ليس مقياس النبوغ في الحياة العملية، فقد يكون عدم قدرتك إحراز أعلي الدرجات في كل المواد الدراسة نابع من كونك عبقريًا في أحدها فقط، وهذا كان حال نيلس فينسن الذي كان فاشل في بعض المواد، ولكن عبقريته في البعض الأخر جعلت منه أول دنماركي يحصل على جائزة نوبل.

 

ظروف أسرية صعبة

 

نشأ نيلس فينسن في ظروف أسرية صعبة للغاية، توفت أمه وهو لايزال في الرابعة من عمره، وتزوج أبيه من ابنة عمها، وأنجب منها ستة أبناء، وصار مجموع أخوة فينسن تسعة، وعانى من الفقر كثيرًا، فلم يستطع والده مجابهة طلبات عشر أبناء، وتلقى فينسن تعليمه الابتدائي في مدرسة ”ثورسهافن”، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدرسة داخلية بالدنمارك، التي كان شقيقه الأكبر تلميذًا بها أيضًا، ولكن نيلس بعكس شقيقه، واجه صعوبات في التعليم، لدرجة أن ناظر المدرسة قال: “إن نيلس ولد ذو قلب طيب، ولكن مهارته وطاقته محدودتان”، ونظرًا لانخفاض معدلاته الدراسية تم نقله إلي مدرسة ” ليروي سكولين ” في العاصمة الأيسلندية ”ريكيافيك” عام ١٨٧٦م، وشهدت هذه المدرسة تحسنًا ملحوظًا في درجاته الدراسية.

 

نيلس فينسن

 

ترك الوظيفة

 

في عام ١٨٨٢م انتقل نيلس فينسن إلى كوبنهاجن العاصمة لدراسة الطب بجامعة كوبنهاغن، حيث تخرج عام ١٨٩٠م، وعُين مُعيدًا بقسم التشريح بنفس الجامعة، لكنه ترك هذه الوظيفة عام ١٨٩٣م ليكون أكثر تفرغًا لأبحاثه العلمية رغم أنه لم يتوقف عن إعطاء دروس خصوصية لطلبة الطب لتدبير نفقات معيشته، وفي عام 1898م، مُنح فينسن درجة بروفيسور الأستاذية وفي عام 1899م حصل على وسام دانيبروج ورُتبة فارس.

 

نيلس فينسن

 

تأسيس معهد فينسن

 

تأسس معهد فينسن عام 1896م، وتولى فينسن نفسه إدارته، ثم ضُم فيما بعد إلى مستشفى جامعة كوبنهاجن، وهو الآن مختبر مختص بأبحاث السرطان.

 

إقرأ أيضًا…

حكاية “جوتا” السيدة التي خدعت الكرادلة ونٌصبت بابا الفاتيكان

 

معاناته مع المرض

 

عانى فينسن من مرض عضال أدى إلى تدهور صحته وتضخم كبده وقلبه وطحاله واستسقاء ببطنه، مما أدى إلى خلل في وظائف هذه الأعضاء، وجعل سنواته الأخيرة معاناة متصلة حيث عاشها على كرسي متحرك، لكن مرضه وإن كان قد أقعده عن الحركة والحياة الطبيعية، فإنه لم يكن عائقًا أمام تقديمه إضافات علمية في الطب.

 

نيلس فينسن

 

أول دنماركي يحصل على نوبل

 

إقرأ أيضا
بطن الحوت

عمل فينسن كثيرًا على نظرية تقول أن الأطوال الموجية للضوء تعطي فاعلية طبية في علاج الأمراض الجلدية، وهي نظرية معروفة باسم نظرية العلاج الضوئي، وكانت أبحاثة سببًا في حصوله علي جائزة نوبل في الطب عام ١٩٠٣م، قبل وفاته بعام، تقديرًا لمساهماته في علاج الأمراض الجلدية المستعصية، وخاصة مرض ” الذئبة” الذي توصل لعلاجه باستخدام الأشعة الضوئية المُركزة، ليفتح بذلك مجالاً جديدًا في العلوم الطبية، غير أنه لم يتمكن من حضور مراسم التكريم التي أقيمت له بسبب مرضه.

 

نيلس فينسن

 

تكريم نيلس فينسن

 

حصل فينسن على وسام دانيبروغ من رتبة فارس عام 1899 م، ونال وسام الصليب الفضي، وبعدها حصد جائزة كاميرون من جامعة إدنبرة.

 

وتوالت التكريمات وتم اختياره عضوًا شرفيًا في العديد من الجمعيات الطبية بالدول الإسكندنافية وأيسلندا وروسيا وألمانيا، وبعد وفاته أُنشئ نصب تذكاري باسمه في تورسهافن، وسُمي باسمه أحد شوارع المدينة الرئيسية.

 

كما أنشأ النحات رودلف تيجنر نصبًا تذكاريًا لفينسن أزيح عنه الستار في كوبنهاجن عام 1909م، وسُمي النصب “نحو النور” رمزًا لنظرية فينسن العلمية الرائدة التي تقول بقدرة ضوء الشمس على شفاء الأمراض.

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان