“هجمة مرتدة VS وادي الذئاب” العراق في المسلسلات بعيون المخابرات المصرية والتركية
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
فتح سقوط بغداد سنة 2003 شهية صناع الفن أن يجعلوا العراق في المسلسلات والسينما بشكل يخدم توجهات الدول وأجهزة الاستخبارات المختلفة.
اقرأ أيضًا
تفاصيل 15 وثيقة تعاون بين مصر والعراق “بلاد النيل لم تنسى أهل الرافدين”
طوال 18 سنة لم يكن العراق في المسلسلات والأفلام المصرية حاضرًا إلا من خلال 4 أعمال فقط «رجل في زمن العولمة ج 1 و ج 2» وفيلم ليلة البيبي دول، ثم مشهد وحيد في الحلقة الأخيرة من مسلسل المرسى والبحار، حتى جاء مسلسل هجمة مرتدة وهو العمل الأول من نوعه عن العراق وتشرف عليه المخابرات المصرية والثاني من نوعه الذي يتناول فترة معاصرة بعد الزيبق.
العراق في المسلسلات بين المخابرات التركية والمصرية
بعد سقوط نظام صدام حسين بـ 3 سنوات وبالتحديد سنة 2006 م أنتجت تركيا عبر شركة بانا فيلم لصاحبها محمد نجاتي شاشماز فيلم وادي الذئاب العراق وهو الجزء الأول من سلسلة وادي الذئاب السينمائية، ثم كان العراق حاضرًا في حلقات مسلسل وادي الذئاب (مكون من 300 حلقة).
قصة فيلم وادي الذئاب العراق أن وحدة من الجيش الأميركي اعتقلت 11 جنديًا تركيًا وغطت رؤوسهم بالأكياس مثل الإرهابيين وأرادت المخابرات التركية الثأر لهم، وبدأت الأحداث من هنا.
كانت نظرة المخابرات التركية إلى العراق نظرة دونية، حيث أن مراد علمدار (ضابط المخابرات التركية) توجه للعراق مع اثنين من مساعديه (ميماتي وعبدالحي) لشن عمليات استخباراتية عسكرية ضد الجيش الأمريكي، لكن لم تنسى تركيا فكرة (التلقيح) فلجأت إلى شن هجوم ضاري على الأكراد.
نظرة المخابرات المصرية للداخل العراقي سياسةً وشعبًا اختلفت عن نظرة المخابرات التركية، فالأخيرة أهانت العراقيين شعبًا بينما المخابرات المصرية كانت موضوعية في الطرح، ويمكن اكتشاف ذلك في مشهد (الفرح) الذي ظهر في مسلسل هجمة مرتدة ومشهد الفرح الذي ظهر في فيلم وادي الذئاب.
خلال مشهد الفرح في فيلم وادي الذئاب العراق لم تظهر أي مقاومة للعراقيين أمام الأمريكيين وكأنهم شعب مسكين في انتظار من يثأر لهم وهو الأتراك، وهي الحبكة التي قامت عليها الفيلم، إلى أن قررت امرأة عراقية أن تثأر لأهلها بمعاونة التركي علمدار.
بعكس مشهد الفرح في مسلسل هجمة مرتدة والذي أظهر مقاومة لدى العراقيين دخل فيها إرهابيين لاحقًا، وهذا الجزئية كانت شديدة الموضوعية.
العجيب أن فيلم وادي الذئاب الذي يمجد في المخابرات التركية ويجمل الدور التركي في المنطقة ويعطي رسائل بأن هذا الدور هو الحل لمشاكل العراق عُرِض في مهرجان الإسكندرية سنة 2007 م.
اقرأ أيضًا
مصر في المسلسلات التركية .. أم الماسونية العالمية ودولة الخيانة
أخذت مصر نصيبها في وادي الذئاب المسلسل والذي يناقش الوضع العراقي فصور العمل بطله بولات أنه اتجه إلى مصر لضرب المقر الإلكتروني لجماعة الأرمجيدون الماسونية التي تتخذ من هرم خوفو قاعدة لقيادة الماسونية في الأرض؛ وبصرف النظر عن اللامنطقية في الموضوع لكن جهل صناع المسلسل بطبيعة مصر جعلهم يصورون الشعب المصري بزي الرعاة والبدو وسط الرقص.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال