هذه هي الطريقة التي تواصلوا بها مع الأرض.. عن سترة باسم يوسف في لقائه مع” مورجن”
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قرر الإعلام الغربي منذ بداية حرب غزة 2023، الوقوف بجانب دولة الاحتلال الإسرائيلي، يعظمون فعلهم وجرائمهم ضد الإنسانية تحت شعار” من حقهم الدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الإرهاب”، والمقصود بالإرهاب في البداية كان الفلسطينيون عمومًا، ومع تأزم الوضع العام وفضح جرائم الاحتلال أمام العالم، قرر الإعلام الغربي استمراه في الدفاع عن إسرائيل مع تغير بوصلة المسؤول عن الإرهاب، وبالطبع كانت حماس وحدها هي الشيطان الذي فعل ويفعل كل الجرائم.
ومع هذه الأصوات الأحادية التي تبرر جرائم إسرائيل، تبنى مجموعة من الناشطين أو من لهم اتصالات ما بالإعلام الغربي ليوضحوا الصورة كاملة للعالم، وتوضيح ما يفعله الكيان الصهيوني بغزة من جرائم إبادة جماعية وقصف للمستشفيات والمدارس، واستهداف الأطفال بصورة مباشرة، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وغيرها من الجرائم التي يصمت عنها العالم دفاعًا عن إسرائيل، ومن هؤلاء الذين تبنوا فكرة فضح الكيان المحتل الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف.
وفي مقابلة”باسم يوسف” بالإعلامي البريطاني “بيرس مورجن” قلبت كل الموازين ، إذ فضح جرائم الاحتلال بأسلوبه الساخر، وفضح الإعلام الغربي الذي يتخذ موقف أحادي من الأحداث الجارية في غزة، كما سلط الضوء على التفرقة الشديدة والحادة في معايير الإنسانية الذي يؤمن بها المجتمع الغربي الذي تتبنى حكوماته الإبادة الجماعية في غزة.
اللقاء الأول بين ” يوسف” و” مورجن” أصبح حديث العالم كله في وقت قياسي، حتى إن” مورجن” قال عبر حسابه الخاص عبر” إكس” إن حلقة “باسم يوسف” كانت الأشهر والأكثر تفاعلًا ومشاهدة في تاريخ برنامجه الأشهر في ببريطانية، وعلى هذا قرر ” بيرس مورجن” استضافت ” باسم يوسف” في الاستوديو لإجراء مقابلة أخرى يتحدث فيها عمّا يحدث في الشرق الأوسط.
في الحلقة الثانية أو اللقاء الثاني بين” يوسف” و” مورجن” قرر “باسم يوسف” استخدام القوى الناعمة المشرقية في عرض القضية الفلسطينية وما يدور حولها من مُلابسات، ومنها أنه أثبت أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض حيث قدم له زجاجة زيت زيتون قائلًا: “هذه هدية مني ومن زوجتي، زيت زيتون من الضفة الغربية، كلما أذهب إلى الأردن، وأنا أذهب إليه كثيرًا، زوجتي دائمًا تطلبه مني، وتؤكد أن يكون من الضفة الغربية.
وتابع يوسف وهو يفتح الزجاجة: “إنه أفضل زيت زيتون على الإطلاق، والسبب أن أشجار الزيتون التي يستخلصونه منها عمرها أكثر من 600 عام، وتنتقل من جيل الى آخر، بمثابة تراث عائلي”.
كما أضاف: “أما هذا فهو الزعتر، الزعتر هو عشب، ونضيف إليه السمسم، ويمكنك أكل هذه الوجبة بالخبز، قطعة من الخبز تنقعها في الزيت وبعدها في الزعتر”.
هذه الهدايا وإن كانت بسيطة فتؤكد للعالم الغربي الذي يحاول تزيف الواقع أن هذه الأرض فلسطينية وخير دليل على ذلك هو شجر الزيتون الذي يمتد عمره لأكثر من 600 عام أي أن الشجرة أقدم من دولة الكيان المحتل.
ومن ناحية أخرى لعب” باسم يوسف” على فكرة الأزياء إذ ارتدى ” سترة” غريبة بها تصاميم ورسومات تدل على شيء ما، ولأن الحلقة انتشرت على نطاق واسع فحاول الكثيرون إثبات أن سترة باسم يوسف لها دلالة وإشارة ما، فظهر من يقول إن هذه السترة تعود إلى أزياء الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا، فكما فعل الأمريكان تفعل إسرائيل في غزة.
وهناك من قال أنه زي ينتمي إلى الثقافة المغربية، وآخرون إلى الثقافة السعودية، والكثير الكل يستند على وجهة نظر معينة، إلا أن حقيقية الزي الذي يرتديه باسم إنما يعود إلى الحضارة القبطية، فهو الزي الرسمي والتراثي لسكان سيناء في إشارة إلى أن أرض سيناء هي أرض مصرية ملك للمصرين.
ولكثرة ما تداول عمّا يعنيه “باسم يوسف” بردائه للسترة ، نشر عبر صفحته منشورًا مطولًا يفض فيه الاشتباك الحاصل حول أصل الزي الذي يرتديه، وقال أن هذه السترة هي كل شيء وليس له أي شيء.
وتابع : الأمر المذهل هو أن الأشخاص الذين عاشوا بعيدًا عن بعضهم البعض، سواء في فلسطين أو الصحراء العربية أو السهول الأفريقية أو جبال أمريكا الشمالية والجنوبية، لديهم الكثير من القواسم المشتركة دون علمهم. الألوان والتصاميم والأنماط النابضة بالحياة. كل هؤلاء الناس كان لديهم هذا الأمر المشترك منذ آلاف السنين. ربما هو الارتباط الطبيعي مع الأرض.
وأردف : ربما هذه هي لغة السكان الأصليين في كل مكان: الألوان والدفء والأقمشة المصنوعة بالحب. ربما هذه هي الطريقة التي تواصلوا بها مع الأرض. بالألوان، بالحب بالتاريخ والذكريات والجذور. مثل جذور أشجار الزيتون التي بقيت هناك مدة 600 عام. هذه ليست مجرد ألوان. وأشجار الزيتون ليست مجرد نباتات. إنهم عائلة. وإذا اقتلع شخص ما أحد أفراد العائلة الذي كان موجودًا هناك منذ 600 عام، فمن الواضح أنه لم ينتمي إلى تلك العائلة أبدًا.
اقرأ أيضًا: بعد قصف منزله.. فلسطيني للميزان: دخولي العريش أعطى لي أملًا أن يعيش الولد
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال