هل سيتوقف خالد منتصر عن القراءة من العناوين بعد أفول الغرب وشيخ الأزهر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يلعب الدكتور خالد منتصر في مركز التصدر للهايفة بقدر ما أنه يجلس على دكة قراء الكتب من عناوينها فقط لا غير، وتلك عادة اشتهر بها لكن كتاب أفول الغرب ما لفت الأنظار لها.
كتاب أفول الغرب ورحلة شيخ الأزهر العلاجية
اعتقد خالد منتصر أن شيخ الأزهر يقرأ كتابًا ذا لمحات أسطورية مثل هرمجيدون، أو أنه يتبجح أثناء عودته من رحلة علاجية في أوروبا، إذ كيف يعالج عندهم ويقوم بقراءة كتاب يرى أن الغرب يستحق الاختفاء، أو أنه اختفى من على الساحة.
ما لم يعيه الدكتور خالد منتصر بسبب أنه اكتفى بالعنوان
تم استخدام أفول الغرب كعنوان لكتاب مرتين، الأولى من أسوالد اشبنغلر وتم ترجمة كتابه إلى العربية باسم تدهور الحضارة الغربية، وهو الكتاب الذي لم يظهر في صورة شيخ الأزهر؛ بينما المرة الثانية على يد المفكر والمؤرخ المغربي حسن أوريد عام 2018 في كتاب صادر عن المركز الثقافي العربي في لبنان.
قام الكتاب على فكرة رئيسية وهي أن الغرب ضاع منه المؤشر الذي يقود به العالم وينسجم مع القوى المؤثرة فيه، وضياع ذلك المؤشر ينعكس على الواقع العربي والذي سيشهد مستقبلاً مظلمًا في حال استمرار فقدان الغرب لبوصلته، واستمرار النخب القيادية العربية في بلورة اختياراتها بشكل مستقل عن الغرب قائم على تماسك الجبهة الداخلية.
في كتاب أفول الغرب اعتبر حسن أوريد أن الحضارة الأوروبية بُنِيَت نتيجة للصراع مع الحضارات الأخرى في العالم ومنها حضارة المسلمين، ثم ظل قامت النخب العربية بالارتباط بالغرب على النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية، إلى أن تحولت البلاد العربية إلى نافذة يعبر الغرب منها عن تفوقه.
لعل الكتاب تنبأ بالأزمة الأوكرانية إذ قال «بؤر الصراع هي أوكرانيا وسوريا، وواجهتها العالم العربي، ولا يغرب عن ذهن أصحاب القرار في الكرملين طموح العودة إلى الشرق الأوسط، عبر سوريا، والتشوق إلى مصر مفتاح الشرق الأوسط، واستعادة مناطق النفوذ التي كانت تابعة سابقا للاتحاد السوفياتي».
رغم ذلك استبعد أوريد أن يقوم الغرب بقيادة كل العالم أو تكون له سيادة كبيرة عليه، لكن الدول المرتبطة بالغرب ستكون ساحة لاضطرابات عنيفة يمكن أن تمتد لسنوات طويلة، وقال في ذلك «ما يعتمل في العالم العربي رجع صدى لأزمة الغرب في جوانب كثيرة منه، ومن شأن التوتر أن يستفحل في ظل سباق قوى دولية جديدة وتواري أخرى، وبروز قوى داخلية بمرجعيات أيديولوجية جديدة، وقد يفضي الأمر، في غياب مفهوم الدولة بصفتها عقدا اجتماعيا، وثقافة الحوار، ووسائط للتسوية، إلى اصطدامات مريعة، فسياسات الغرب باتت غير مستقرة، وهي إلى ذلك مترددة ومتأرجحة في تعبير بليغ عن الأزمة البنيوية التي تعتري الغرب.
لم يحمل الكتاب في طياته أي تشفٍ في الغرب، لكنه طلب من العرب أن يقوموا بقراءة نقدية لحالة الغرب حتى يعوا عناصر الاختلال والتناقض وقال في ذلك «إنها دعوة عاجلة وملحة إلى المثقف في العالم العربي للغور في تجاويف الخارطة الثقافية للغرب، باعتباره محدد القيم، ومؤثرا على مجرى العالم وعلى الديناميات الداخلية للبلدان المرتبطة به وعلى المثقف أن يمتلك وعيا تاريخيا يسعفه كي ينظر إلى الزمن المديد، فليس الحاضر إلا ابن الأمس، فإن الغرب ليمر بأزمة وجودية ولسوف يتأثر بمجرياتها العالم، والأسوأ ما سيأتي إن لم يستوعب العالم العربي التحول الجاري في العالم».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال