هل قصة المعراج في الإسلام مأخوذة من كتب الديانة الزرادشتية “الأفيستا وأردا ويراف نامه”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لقيت قصة المعراج في الإسلام شبهات متعددة وخضعت للتشكيك عمومًا وقامت وسائل إعلام متعددة ومواقع بحثية متنوعة بنشر شبهة نسخ الإسلام أصل القصة من الديانة الزرادشتية.
بعيدًا عن قصة المعراج في الإسلام .. ما هو معراج النبي زرادشت ؟
جاءت قصة معراج النبي زرادشت في كتاب للديانة الزرادشتية اسمه «Arda Viraf: visit to Heaven & Hell» ومعناه «أردا فيراف: رحله الى الجنه والنار» وكلمه فيراف تترجم أيضا إلى ويراز فيصبح إسم الكتاب أردا ويراز، وهو واحد من بين عشرات الكتب للديانة الزرادشتية، بالإضافة إلى الأفيستا (Avesta) الكتاب المقدس في الديانة الزرادشتية.
اقرأ أيضًا
عبدالرحيم المسماري والنبي في الآخرة “الإرهابي كذب على رسول الله مع عماد أديب”
في كتاب أردا ويراف نامه قصة رزادشت النبي الذي صعد إلى السماء والتقى بالله وشاهد الجنة والنار والصراط وغيرها من التفاصيل، وتتشابه في كثير من تفاصيلها مع رحله الإسراء والمعراج في الإسلام لدرجه التطابق، فمثلا نجد في الجزء السادس من الكتاب، نص على مكان يقع بين الجنة والنار حيث يكون فيه الإنسان الذي تتساوى حسنات مع سيئاته وهو ما يسمى في الإسلام الأعراف، فيقول النص ما يلي أحد أشكال التشابه على لسان زاردشت «جئت إلى مكان وجدت فيه أرواح العديد من الناس، وكلهم على نفس الهيئة فسألت سروش و آدار (أسماء ملائكة) : من هؤلاء؟ ولماذا هم هنا؟ فقالا لي: هذا المكان يسمى هامستاجان (المكان الأوسط) وفيه تبقى أرواح الأشخاص الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم».
الرد على الشبهة
الكتاب الرئيسي للديانة الزرادشتية وهو الأفيستا لم يحكي عن هذا المعراج، واكتفى كتاب أردا ويراف نامه بذكر الحكاية وترجم المتخصصون في الأديان كافة النصوص الفارسية والترجمة لكتب الزرادشتية على موقع الموسوعة الإيرانية أو الفارسية وهو موقع Peer reviewed المتخصص في دراسة الحضارة الفارسية القديمة وتاريخها بالإضافة إلى النصوص واللغة الفارسية القديمة وكتبها المقدسة ويتبع هذا الموقع لجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تقول الموسوعة الفارسية في موقعها على الانترنت, عن كتاب (أردا فيراف / ويراز) الذي يذكر قصه معراج زرادشت ورحلته إلى الجنة والنار
The Ardā Wīrāz-nāmag, like many of the Zoroastrian works, underwent successive redactions. It assumed its definitive form in the 9th-10th centuries A.D.
والترجمة إلى العربية كما وضعها أحمد سبيع «كتاب (أردا فيراف / ويراز) هو مثل العديد من النصوص الزرادتشتية, وقد تعرض لعمليات تنقيح تعديل متتالية, ويعتقد أنه أخذ صيغته النهائية في القرن (9-10) بعد الميلاد.
أما مسألة أن الإسلام أخذ المعراج من هذا الكتاب فإن الموسوعة الإيرانية تقول العكس فهي تعترف أن القصة أُخِذَت من الإسلام حيث تقول
Some influences, transmitted through Islam, may have been exerted on the latter, but these remain to be fully demonstrated.
والترجمة لما قيل «وقد تكون بعض التأثيرات، نقلت عن طريق الإسلام، وقد ارتكبت على هذه الأخيرة,ولكن لا يزال يتعين إثباتها تماما»؛ ومصدر كلام الموسوعة مــــــــــــــــــن هــــــــنـــــــا.
موقع المكتبة البريطانية الذي يحتفظ بمخطوطه كتاب (أردا فيراف / ويراز) يقول:
Although the story did not assume its definitive form until the 9th to 10 centuries AD.
والترجمة لما ذكرته المكتبة البريطانية هو «بالرغم من ذلك, فإن القصه (قصه معراج زرادشت) لم تأخذ شكلها النهائي حتى القرن (9-10) بعد الميلاد»؛ ومصدر كلام المكتبة مـــــــن هــــــــــنـــــــــــا.
فبالإعتماد على الموقعين السابقين وهما كافيين للرد على هذه الشبهة نجد أن الموسوعه الفارسية والمتحف البريطاني يجمعان على أن قصه معراج زرادشت كتبت أو أخذت شكلها النهائي بين القرن التاسع والعاشر!!!! يعني بين 800 – 900 والنبي عليه الصلاة والسلام توفي سنه ( 632 بالتاريخ الميلادي) , مما يعني أن قصه معراج زرادشت كتبت بعد وفاه النبي عليه الصلاة والسلام ب 168 سنة على الأقل.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال