هوس نتف الشعر.. لماذا يخفف شعورنا بالتوتر؟ وطرق علاجه

كثيرًا ما نسمع عن أشخاص يقومون بنتف وشد شعرهم بشدة، وقد نستغرب الفعل ونستنكره، ولا نعلم أنه مرض نفسي منتشر بنسبة كبيرة للأسف يُدعى هوس نتف الشعر.

هوس نتف الشعر

هو اضطراب نفسي يُصيب العديد من الأشخاص، ويتمثل ذلك الهوس في رغبة حثيثة وملحة لنتف الشعر من أماكن متعددة، مثل شعر الرأس، شعر الجسد، الرموش والحواجب، وأي منطقة ينمو فيها الشعر، وقد يحاول الشخص مرارًا التوقف عن ذلك الأمر، ولكنه لا يستطيع مقاومة ذلك الشعور، فهو يشبه كثيرًا الشعور بالنشوة والسعادة عند نتف الشعر، ومع ذلك لا يُدرك معظم المصابين أنهم مرضى في الأساس، ويفسرون الأمر على أنها مجرد عادة سيئة، ويتعاملون معها ببساطة، إلا أن الأمر قد يتطور لأعراض جسدية ونفسية أخطر مما هو عليه إذا ما تم تجاهل الأمر.

أعراض الهوس 

بالإضافة إلى العرض الأساسي وهو نتف الشعر باستمرار، هناك مجموعة من الأعراض الأخرى المرتبطة بهوس نتف الشعر، وقد تشمل تلك الأعراض ما يلي:

الشعور بالتوتر والعصبية الشديدين، ولا يهدأ الشخص إلا بنتف شعره.

لا يستطيع الشخص مقاومة الرغبة في نتف الشعر، ويُصاب بعصبية هيسترية إذا ما حاول شخص ما منعه.

الشعور بالسعادة والرضا وتغير المزاج للأفضل بعد نتف الشعر.

ظهور أجزاء في الجسد خالية تمامًا من الشعر، وذلك بسبب الطريقة العنيفة التي يُنزع بها الشعر من تلك المنطقة، فتتسبب بموت البصيلات المغذية.

يقوم مريض هوس نتف الشعر بسلوكيات متكررة وواضحة، مثلًا تدوير الشعر بين يديه، مضغ الشعر، تمريره بين الأسنان، وغيرها من السلوكيات المريبة.

 علاج الهوس

سبق وذكرنا، أن معظم المرضى الذين يعانون من هوس نتف الشعر، قد لا يدركون أنهم مرضى في الأساس، وبالتالي لا يبحثون عن علاج لما يطلقون عليه عادة سيئة، وقد يدركون خطورة الأمر بعد حدوث أضرار دائمة وواضحة، مثل أن يختفي الشعر من رأسهم، أن يصاب جسدهم ببقع نتيجة نزع الشعر بشدة منه، أن يفقدوا السيطرة على أعصابهم عند رغبتهم في نزع الشعر، ووقتها يبدأون في البحث عن العلاج، والذي ينقسم لقسمين، الأول علاج كيميائي، وهو يعتمد في الأساس على مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، ومثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومن ثّم يأتي دور العلاج السلوكي وفيه يقوم الطبيب المعالج باتباع عدة خطوات:

أولًا: يجب أن يُدرك الشخص المريض جيدًا مخاطر هوس نتف الشعر، وأنه ليس مجرد عادة سيئة ولكنه حالة من حالات الاضطراب النفسي والسلوكي بحاجة للعلاج.

ثانيًا: يبدء الطبيب تدريجيًا في تدريب المريض على عدم الاستجابة لرغبته في نتف الشعر، وذلك من خلال تشتيت ذهنه بأمر آخر.

إقرأ أيضا

“المتلازمات العصبية العجيبة” أليس في بلاد العجائب من ضمنها

ثالثًا: عادة ما يميل مصابي هوس نتف الشعر إلى الانعزال عن الآخرين، وعدم المشاركة في أي نشاط اجتماعي وجماعي، وذلك لخجلهم الشديد من أفعالهم وسلوكياتهم التي تخص الشعر، أو لمظهرهم المتأذي مما فعلوه، لذا يجب أن ينخرط الشخص المريض في المجتمع من حوله، ويشارك في الأنشطة الاجتماعية، ويساعده المحيطين به على الانخراط وسطهم، وتعزيز ثقته بنفسه من خلال المديح المستمر والتشجيع.

أخيرًا: ممارسة اليوجا والتأمل وتقنيات الاسترخاء المختلفة، تُفيد كثيرًا في السيطرة على الرغبة بنتف الشعر، وذلك لأنها تحد من التوتر بشكل كبير، وتساعد الشخص في السيطرة على أعصابه والتحكم برغباته.

إقرأ أيضاً

هذا ما يحدث لعقلك عند قراءة الشعر !