رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
98   مشاهدة  

رسالة إلى الله ..شعري الذي أحب والمسؤول عنه الجميع

الله وشعري الذي أحب
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في البداية إيها القارىء العزيز أنا أتعامل معك أن مخك كبير وهذا المقال لا علاقة له بالفتوى ولا اعتراضًا على الحجاب_حاشا لله_فقد ارتديته سنوات طويلة وارتديته مرة أخرى في رحلة العمرة المنة التي حباني الله إيها بشكل غير متوقع تماما.

كنت قد قررت ألا أفتح هذا الموضوع تماما ولكني اليوم في حاجة لمشاركة الجميع أفكاري.

كان ياما كان طفلة صغيرة يحط بها من كل حدب وصوب تيارات دينية في عائلتها يتأثرون بهم وتحب ربنا كثيرا فارتدت الحجاب وهي عمرها عشر سنوات فقط.

أبي العاقل وجد أنني تسرعت فيما كنت أنا أريد أن أحذو حذو الكبار، وأنال رضا أمي بالتحديد.

لم أعش فترة اهتمامي بشعري وشعور الهواء يتخلله وكنت وقتها مازلت طفلة غير مكلفة بالمرة، واستمريت على ارتدائه مع تي شيرت نصف كم لمدة طويلة.

منظر غاية في العجب ولكن عشت هكذا شكلي لا يناسب سني ولا أعرف حتى كيفية تنسيق الألوان والملابس ولم تساعدني أمي في ذلك.

في الواقع يا عزيزي هذه الفترة الفضيحة عاشتها كل بنت في مصر؛ لذلك تخفي الفتيات صورهن بهذه الفترة من حياتهن تماما.

اقرأ أيضا…زفة عصافيري على شباكي

في الثانوية العامة كبرت طرحتي فأصبحت خمارا بهيئة طرحة كنت راضية تماما عن نفسي ورغم ذلك لاحقتني الانتقادات:

شكلك كبير

ايه اللي عملاه في نفسك دا؟

قصري الطرحة شوية مافهاش حاجة

مرار طافح يا صديقي القارىء وكنت مهزوزة حساسة للنقد، في الحقيقة بقى لا أحد يحب النقد ولا النصيحة ويعتبرها هجوما هكذا يقول علم النفس إلا لو كانت من شخص على يقين أنه يحبك ويعطيك رأيه من باب الحب وليس من باب الوعظ.

فاتت سنوات وعدت للطرحة القصيرة، التربون في عز الحر ثم علاقتي تغيرت مع الحجاب تماما.

دخلت في صراع كبير وحالات من ضيق التنفس بالتأكيد نفسية  وعدم راحة مع الطرحة ومع شكلي بها، وقررت بعد خمس سنوات من التفكير الاحتفاظ بدولابي كما هو وبالحشمة وخلع الطرحة؛ أي خلع 10 بالمئة تقريبا من الحجاب كوصفه بشكل كامل.

سألت أمي أخوتي ما رأيكم:قالوا هي حرة .

ولكن ترى أمي أنهم مسؤولون عن شعري!

أعرف جيدا أن الرجل قوام على المرأة في الدين ولكن عليه النصيحة وليس العنف والإلحاح الذي يحيل الحياة جحيما.

ولكن تتكرر هذه المواقف عندما أقابل أشخاص في مواعيد يرتبها الأهل أو الأصدقاء للزواج.

كل رجل يؤرقه شعري بشكل أشعر بحاستي أنه له علاقة أكثر بالذكورية وفكرة أن جسدي سيصبح ملكه، وأؤمن أنني لست ملكا لأحد سوى الله.

الله الذي أثق جيدا أعلم بالسر وأخفى ويتفهم كل شيء أمر به.

أتحدث معه كثيرا :

يارب أتفتن المرأة أيضا بجمال الرجال، فهل عورتهم من السرة إلى الركبة تكفي لإخفاء جمالهم؟

ليس اعتراضا ولكن للاستفهام.

إقرأ أيضا
المقاطعة

أحب شعري كثيرا أستشعر أنه يعبر عني. إذا جعلته كحكة فلست بمزاج جيد، وإذا أسدلته فأنا ذاهبة لمكان أحبه.

أتنفس من خلاله، وأستشعر أنه يعبر عن روحي الحقيقية ويعطي مظهرا يليق بشخصيتي.

لست على ثقة بكل تأكيد أن الله سيغفر لي، ولكنني أحترمه كثيرا وأحترم كل شيء من الدين يقرب الإنسان من الله وكل شيء يدعو إلى الاحتشام منها الطرحة التي لا أتحملها.

لا أحد أيضا على ثقة بأن الله سيغفر الله مهما فعل، فاخترت أن أصبح أنا ولكن هذا سبب لي بعض المشكلات كعادة كلما أعلنت عن نفسي وأفكاري.

لا أشبه المعظم أنا على علم بذلك، وربما المعظم أفضل مني ولكنني توصلت إلى هذه النسخة من إسراء التي أحبها وعلى أمل على قدر حبي لربنا أن يتفهم أشياء شديدة التعقيد داخلي.

أتعامل مع ربنا أنه يتغاضى عن الكثير وأتعامل بعفوية مع الجميع وأستشير قلبي دائما بجانب عمل ما يمكن عمله من عبادات توازن أمور حياتي.

في الواقع لست أبدا ضد الحجاب وأحترمه كثيرا وأؤمن بكل جوارحي أنه ربنا يهمه ما هو أكثر من ذلك، وأن الأوليوات بالدين لا يعرفها الشعب المصري فقدس الحجاب على حساب عبادات أخرى وعظم أمر تركه على حساب ذنوب أخرى.

الأمر شديد التعقيد ولكن كل ما أنا على يقين به أن ربنا حبيبي الوحيد لا يعملنا بالمسطرة وأنزل قوانين تسهل الحياة ولكن هو العدل يحاسبنا بميزان عادل عن مجمل أفعالنا.

لا أتخيل نفسي بصورة أخرى منذ سنوات السنوات، وأحزن جدا أن يحصرني أحدهم في مجرد تابع وكائن بلا مخ سيحاسب هو على أفعاله..بل سيحاسب على تنفس شعره الهواء!

الكاتب

  • الله إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان