(وتمر الأيام) فيلم عبد الحليم ويوسف شاهين الذي توقف بسبب الشيوعية
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
تخيل معي عزيزي القارئ أنك تشاهد فيلم بطولة عبدالحليم حافظ وسعاد حسني وأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ومن إخراج يوسف شاهين، بالتأكيد هذه الخلطة السحرية من الإبداع كانت ستنتج عمل فني يخلد في ذاكرة الفن المصري، وذلك على الرغم من اختلاف تركيبة كل بطل من أبطال العمل الذي لم يكتمل.
وبدأت فكرة المشروع عندما أرسل سيناريست إيطالي يعيش في مصر يدعى لوسيان لامبير سيناريو فيلم بعنوان (وتمر الأيام) وخلال هذه الفترة في أوائل السبعينات كانت هناك علاقة صداقة تجمع بين يوسف شاهين وعبد الحليم حافظ، مما جعله الاختيار الأول للعندليب لإخراج فيلمه الجديد المستوحى من رواية (غادة الكاميليا).
وبالفعل اتصل حليم بيوسف شاهين وعرض عليه السيناريو واختار أن تقوم بدور البطلة سعاد حسني، ووافق شاهين وطلب منه أن يأخذ السيناريو ليضع لمساته الشخصية عليه ويقوم ببعض التعديلات كعادته، وبالفعل وافق العندليب.
وعرفت الصحافة عن مشروع فيلم (وتمر الأيام) الذي سيجمع العندليب والسندريلا، ولكن بقي المشروع مؤجل لأنه في نفس التوقيت كان يوسف شاهين منشغل بتصوير فيلم العصفور.
وفي هذه الفترة التي أعقبت النكسة كان يوسف شاهين قد أصبح مقرب للغاية من الفنانين اليساريين الذين أعلنوا معارضتهم للنظام من خلال أعمالهم الفنية وعلى رأسهم الثنائي الأشهر في ذلك الوقت وهما الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، واللذين شاركا معه في فيلم العصفور بأغنيتهما التي حملت نفس اسم الفيلم.
وكانت إضافة يوسف شاهين لسيناريو فيلم (وتمر الأيام) أن يكون للبطل (عبد الحليم حافظ) صديقين أحدهما شاعر عامية ومغني كفيف، وكان من المفترض أن يقوم بدورهما الثنائي فؤاد نجم والشيخ إمام، واللذان كانا موقفهما السياسي مخالف تمامًا لموقف العندليب الموالي للسلطة في ذلك الوقت.
وكانت هذه الإضافة هي السبب في توقف مشروع فيلم (وتمر الأيام) الذي كان ينتظره الجمهور، حيث أن حليم عندما قرأ التعديلات التي وضعها يوسف شاهين على السيناريو وعرف بأمر مشاركة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم غضب بشدة، حتى أنه بحسب ما رواه الدكتور هشام عيسى الطبيب المرافق للعندليب في كتابه الذي حمل اسم (حليم وأنا) أن العندليب مزق أوراق السيناريو الذي أرسله له يوسف شاهين بعد التعديلات وهو يصرخ بغضب (المجنون جايب اتنين شيوعيين يعلموني أنا الوطنية).
وكان موقف عبد الحليم معاديا للشيوعية بشكل واضح، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يرفض فيها العندليب العمل مع أحمد فؤاد نجم، حيث أنه بعد انتصار أكتوبر عام 1973 رفض عرض نجم أغنية (دول مين ودول مين) التي غنتها سعاد حسني على عبد الحليم ولكنه رفض وكان يطلق عليه لقب (الشاعر الشيوعي).
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال