حقيقة وثيقة شراء آيا صوفيا وتحويلها إلى مسجد بعد البيع لـ محمد الفاتح
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة شراء آيا صوفيا وتحويلها إلى مسجد على يد محمد الفاتح، وأكد كثيرون أن هذه الوثيقة تدحض الادعاءات التي تنفي شراء الفاتح لآيا صوفيا.
تفنيد وثيقة شراء آيا صوفيا
أثبتنا في تحقيق سابق بالأدلة التاريخية النقلية والعقلية أن محمد الفاتح لم يشتري الكنيسة اضغط هنا.
اقرأ أيضًا
هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وحولها إلى مسجد
وخلاصة التقرير أن الفاتح حول الكنيسة إلى جامع بصفته صاحب السلطة الأعلى والسيادة الكاملة وباعتبارها رمزاً سياسياً للإمبراطورية البيزنطية.
ترجم الدكتور عبدالله معروف وثيقة شراء آيا صوفيا التي تدعي السلطان محمد الفاتح اشترى أيا صوفيا، لكي الوثيقة المنشورة تعود إلى موقع ويكيبيديا كومنز وهي عبارة عن سند الطابو الذي أصدرته الجمهورية التركية الحديثة عام 1936 م .. أي بعد تحويل أيا صوفيا إلى متحف، وعلى يد نفس الحكومة التي حولت المسجد إلى متحف.
وسند الطابو فيه تسجيل طبيعي لـ آيا صوفيا باسم السلطان محمد الفاتح، وذلك باعتباره الواقف لا المشتري، وفي ذلك قال معروف «اعتماد ذلك الأكاديمي على سند الطابو في ادعائه بشراء أياصوفيا جاء من فهمه الخاص لوثيقة الطابو، حيث اعتبر أن وثيقة الطابو تعني بالضرورة حصول بيع.. وهذا فهم العصر الحديث لا القديم، والأكاديميون لا يحفلون بكلامه في هذه النقطة لأنه طبق القوانين المعاصرة على حدث تاريخي قديم وهذا خطأ منهجي».
اقرأ أيضًا
حديث الرسول عن محمد الفاتح “أسطورة مخالفة للتاريخ والدين”
ويؤكد الدكتور عبدالله معروف سند الطابو ليس فعليًا سند شراء، فالسلطان محمد الفاتح أوقف المكان في وقفيته الشهيرة باعتباره الملك وصاحب السيادة والسلطة العليا في الدولة وصاحب الحق المطلق في التصرف بممتلكات الدولة حسب المعمول به في ذلك الزمان، ولذلك فإن أي ادعاء بأن السلطان الفاتح اشترى هذا المكان هو ادعاء غير مقبول تاريخياً ولا يقوم على دليل؛ أما وقفية السلطان محمد الفاتح فقد سجلها عام 1462م .. (أي بعد أن كان المسجد مستعملاً لمدة تسع سنوات) باعتباره الحاكم صاحب السيادة وليس بالشراء بالمال.
اقرأ أيضًا
الجنس في الدولة العثمانية “من الممارسة بالآيات حتى تقنين الدعارة”
شيء آخر لا يعلمه المتداولين لمنشورات وثيقة شراء محمد الفاتح للكنيسة وهي أن الأرثوذكس دينياً لم يكونوا يجيزون على مر التاريخ -حتى اليوم- لأحدٍ بيع وشراء المواقع والمباني ذات الصبغة الدينية، وهم في ذلك يختلفون تمامًا عن المدرسة الدينية المسيحية الغربية التي تجيز ذلك، ولذلك فإن فكرة بيع أياصوفيا تعتبر خارج الحسابات نهائياً من الناحية الدينية لدى الأرثوذكس.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال