رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
11٬212   مشاهدة  

هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وحولها إلى مسجد

آيا صوفيا
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



سؤال شغل بال كثيرين خلال اليوم الماضي والأيام المقبلة وهو هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وحولها إلى مسجد ؟

لا يختلف أحد على أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجدٍ في عام 2020 له أبعاد سياسية متعلقة بالبروباجندا الأردوغانية بعد تقلص أظافر الرئيس التركي أردوغان خارجيًا خاصةً في سوريا وليبيا، لكن مسألة آيا صوفيا في المقام الأول تاريخ قبل أن تكون سياسة، لذا فإن النقاش سيكون تاريخيًا فقط.

هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وحولها إلى مسجد ؟

محمد الفاتح يقود جيش المسلمين في حصار القسطنطينية
محمد الفاتح يقود جيش المسلمين في حصار القسطنطينية

للإجابة على سؤال هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وحولها إلى مسجد ؟ فلن نلجأ للمؤرخين الذين يكرهون الدولة العثمانية، بل سنستند على روايات المؤرخين العاشقين للدولة العثمانية الأقدمين والحالين وسيكون من ضمن مصادرنا المؤرخين الذين عاشوا زمن الفاتح نفسه.

اقرأ أيضًا 
حديث الرسول عن محمد الفاتح “أسطورة مخالفة للتاريخ والدين”

آيا صوفيا زمن السلطان محمد الفاتح لم يكن مجرد مبنى كنسي كـ دار عبادة مسيحية، وإنما هي المقر الأول والرئيسي للمسيحيين الأرثوذكس على مستوى العالم لمدة 916 عامًا، كذلك فإن من شيدها هو الإمبراطور جستنيان الأول.

وأهمية هذه المعلومة أن كاتدرائية آيا صوفيا زمن محمد الفاتح كانت رمز ديني عالمي ورمز سياسي في نفس ذات الوقت، وبالتالي فإن تحويلها إلى مسجد هو استبدال رمز برمز سواءًا كان دينيًا أو حتى سياسيًا.

آيا صوفيا زمان
آيا صوفيا زمان

تشير الدولة التركية أنها تمتلك وثيقة (لم تنشرها حتى الآن) تشير إلى أن الفاتح اشتراها من القساوسة من ماله الخاص، لكن هذا القول فيه نظر عقلي ونقلي.

أما وجهة النظر العقلية التي تشير إلى أن الفاتح لم يشتري الكاتدرائية أن اقتصاد الدولة العثمانية زمن دخول القسطنطينية لم يكن ليتيح  للسلطان أن يشتري مبنى بهذه الضخامة سواءًا من جيبه الخاص أو من خزينة الدولة خاصةً وأن الدولة العثمانية كانت مواردها محدودة ـ زمن الفاتح ـ.

أمر آخر عقلي وهو أن الكاتدرائية ليس لها مالك معين وإن كان الرهبان قد باعوها حقًا فإن أموال الكاتدرائية ستوزع على الشعب المسيحي، وهو ما لم يحدث إذ تشير كل الكتب (الإسلامية) أن المسيحيين كانوا يعانون من فقر مدقع والفاتح هو من كان يرعاهم !.

غلاف كتاب أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ
غلاف كتاب أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ

من حيث الأدلة النقلية فإن المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني (شهد على عصر محمد الفاتح) ذكر أن محمد الفاتح أمر بتحويل الكاتدرائية إلى مسجد ولم يشتريها، وذكر هذا في كتابه أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ـ تحقيق: الدكتور أحمد حطيط والدكتور فهمي السعيد، طبعة مطبعة عالم الكتب عام 1992م في الجزء الثالث ص 31.

من رواية القرماني الذي حضر دخول القسطنطينية جزئية أخرى وهي أن عملية التحويل تمت في 3 أيام إذ كان دخول القسطنطينية يوم الثلاثاء وكان الفاتح يريد أن تكون أول جمعة في عاصمة البيزنطيين سابقًا وعاصمة الدولة الإسلامية الجديدة.

من داخل آيا صوفـيـا
من داخل آيا صوفـيـا

المؤرخين الأجانب الذين يحبوا محمد الفاتح شخصيًا نصوا على أنه لم يشتري الكنيسة من الرهبان فالمؤرخ رونسيمان ستيفن في كتابه سقوط القسطنطينية ص 149 قال دخل الفاتح آيا صُوفيا وطمأن الرهبان على حياتهم وأرواحهم وكانت رحمته بهم غير متوقعة وفور دخوله أعلن واحدًا من قراراته الأولى بعد فتح المدينة، وهو قرار تحويل الكنيسة إلى مسجد، وأطلق عليه اسم «الجامع الكبير لآيا صُوفيا».

شيء في غاية الأهمية وهو أنه على افتراض أن محمد الفاتح هو الشاري والرهبان هم البائعين فليس من الحق البائع أن يفرض شروطًا على الشيء المباع وكذلك فإن من حق الشاري أن يزيل كل شيء له صلة بالمباع، وهو ما لم يحدث في حالة الفاتح فقد اكتفى بإزالة الصلبان لكن بقيت الرسوم البيزنطية كما هي مع إخفاء بسيط.

إقرأ أيضا
حسن خليل

لماذا تم التحويل أصلاً ؟

أيقونة مريم العذراء تتوسط قسطنطين الأول وجستينيان الأول
أيقونة مريم العذراء تتوسط قسطنطين الأول وجستينيان الأول

تحويل آيا صوفيا إلى مسجد كان متعارفًا عليه من محمد الفاتح في القسطنطينية بشهادة المؤرخين المؤيدين للدولة العثمانية، مثل محمد فريد في كتابه الدولة العلية الذي قال أن نصف كنائس القسطنطينية تحولت إلى مساجد، أما المؤرخ التركي إسماعيل سرهنت فحددها بـ 4 كنائس، أما المؤرخ الأمريكي ستانفورد شو أحد أبرز الذين اقتنوا كتبًا في التاريخ العثماني ودافع عن الإمبراطورية العثمانية فقال أنها 17 كنيسة جميعهم تحولت إلى مساجد.

قبة قبر آق شمس الدين
قبة قبر آق شمس الدين

عملية التحويل تمت بفتوى دينية من محمد شمس الدين بن حمزة الذي أجاز عملية التحويل شرعًا ولا زالت فتوى محمد شمس الدين دليلاً لمؤيدي أردوغان أو مؤيدي التحويل فمثلاً راغب السرجاني يقول «فرَّقت الشريعة الإسلاميَّة بين البلاد التي تُفْتَح صلحًا والبلاد التي تُفْتَح عنوة؛ فالبلاد المفتوحة صلحًا -كالقدس- لا تُحوَّل كنائسها إلى مساجد أبدًا؛ بل تكون أحكام البلد كلِّها متطابقةٍ مع البنود التي اتٌّفِق عليها بين الطرفين قبل الفتح، ولهذا لم يكن جائزًا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يُحَوِّل كنيسة القيامة أو غيرها إلى مسجد، أمَّا البلاد التي تُفْتَح عنوة -أي بالحرب- مثل القسطنطينيَّة، فإنَّ المسلمين يملكون «كلَّ» ما فيها، ومنها الكنائس، ولهذا يجوز للحاكم المسلم أن يُحَوِّل ما شاء من كنائس هذا البلد إلى مساجد، وقد حذَّر الفاتحُ إمبراطورَ الدولة البيزنطيَّة من هذه العاقبة إذا رفض تسليم البلد صلحًا، ولكنَّ الإمبراطور رفض التسليم، ومِنْ ثَمَّ دارت الحرب، فكان هذا من نتائجها الطبيعيَّة».

التحويل في ميزان التشريع

محراب آيا صوفيا
محراب آيا صوفيا

شرعًا فإن عملية تحويل الكنائس إلى مساجد تكلم فيها علماء فقه كثيرون في زمانهم، لكن المسألة لا يوجد فيها نص يمنع الاجتهاد وبالتالي فإن العملية أصلاً كانت غير جائزة إذ أن الإسلام نص على حفظ بيوت عبادة غير المسلمين، وكبار الصحابة الذين وسعوا الدولة الإسلامية لم يحولوا الرموز الكنسية في البلاد التي فتحت صلحًا أو حربًا إلى كنائس فعمر بن الخطاب في القدس بنى مسجدًا ولم يحول القيامة إلى مسجد، وعمرو بن العاص في مسجد لم يحول كنيسة البابا إلى جامع واكتفى ببناء مسجدٍ في الفسطاط، بالإضافة إلى أن التصرف نفسه بربري لا يليق بالإسلام ذاته وإلا لماذا غضب المسلمون من تحويل مساجد إسبانيا إلى كنائس ؟

الكاتب

  • هل اشترى محمد الفاتح كنيسة آيا صوفيا وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
38
أحزنني
6
أعجبني
26
أغضبني
16
هاهاها
7
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (4)
  • يا وسيم بطل تتكلم عن العثمانيون كرماني مين إلى كان عايش أيام الفتح الرجل جه بعد الفاتح بقرن و نص

    ثم أيه ده

    فإن العملية أصلاً كانت غير جائزة إذ أن الإسلام نص على حفظ بيوت عبادة غير المسلمين، وكبار الصحابة الذين وسعوا الدولة الإسلامية لم يحولوا الرموز الكنسية في البلاد التي فتحت صلحًا أو حربًا إلى كنائس فعمر بن الخطاب في القدس بنى مسجدًا ولم يحول القيامة إلى مسجد، وعمرو بن العاص في مسجد لم يحول كنيسة البابا إلى جامع واكتفى ببناء مسجدٍ في الفسطاط، بالإضافة إلى أن التصرف نفسه بربري لا يليق بالإسلام ذاته وإلا لماذا غضب المسلمون من تحويل مساجد إسبانيا إلى كنائس ؟

    حلو الجزء ده أنت مش بتفرق بين البلد إلى دخلة بالحرب و إلى دخلت بالسلم على كده النبي لمه أخذ حقول خيبر و نزع ملكيته من اليهود أو بنو قريظة كده ظلم اليهود مثلاً ! ثم الفاتح حاول الكنيسة أنت عندك الإشراف خليل خلع مدخل كنيسة سان جون
    أم لماذا غضب المسلمون لأن و بسطه و لو حتي بعيداً عن الخلاف في العقيدة فده خيانة في العهود

    العثمانيون عملين ليك هسس في دمغك

  • انت حابب تحط تعليق مبني علي مصداقبه معينه… وتقول ان محمد الفاتح لم يشتريها اين دليلك… جايب اثنين غير معروفين… وين شهادات الكنبسه نفسها؟؟ لماذا يجب علينا ان نهدم كل ما هو جميل في تاريخنا… لم تدعوا شي لم تنتقدوه… كفاكم تفاهه… هل ان ااخضاره الاسلاميه لم تقدم شي؟؟ ادهب الي المراجع وانظر كيف كنا نحن من نصنع التاريخ.. وكانت اوروبا تتحدث العربيه… وللاسف اصبحنا نحن الان نتحدث كل لغات العالم ولا نعرف العربيه….. واقول شي… محمد الفاتح لم يشتريها… واخذناها غصبا…. اعلي ما في خيل المعترض يركبه… شكرااااا

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان