وجه آخر لحروب المغول.. حكام مسلمون تعاونوا مع التتار ضد قطز
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
“إما التعاون معي ضد المغول أو الحياد”.. هكذا قطز طريقة تعاون أمراء الشام معه في حربه ضد التتار قبل معركة عين جالوت، بعدما فشلت محاولاته في أن تتوحد مصر مع الشام.
جاء تحديد قطز لهذا الوضع، نتيجةً لما كانت عليه العلاقات بين مصر المملوكية وإمارات الشام الأيوبية، حيث اتسمت بالسوء، كون أن أمراء الأيوبيين رأوا أن مصر مغتصبة منهم بيد المماليك، ففكروا أكثر من مرة أن يغزوا مصر زمن أيبك وشجر الدر، وتأزمت المسألة أكثر حينما اشتروا ولاء المماليك المختلفين مع قطز، بل وصلت المسألة لدرجة أن الناصر يوسف أمير دمشق وحلب طلب من التتار أن يدعموه في غزو مصر بعد نجاحهم في إزاحة حكم العباسيين بالعراق.
المؤرخ راغب السرجاني في كتابه قصة التتار يذكر أن قطز سعى لإذابة الخلافات التي بينه وبين أمراء الشام؛ بهدف الوحدة مع الشام، أو على الأقل تحييد أمراء الشام، فأرسل إلى أمير دمشق يعرض عليه الوحدة مع مصر مقابل أن يكون أمير دمشق نفسه حاكماً على مصر والشام.
رفض الناصر يوسف عرض قطز، فتأزمت المسألة عليه وعلى قطز، حيث سقطت حلب، وهُدّدت دمشق، وفرّ الناصر يوسف إلى فلسطين، وعند فلسطين خرج جيش الناصر عن طوعه، وفضل الانضمام إلى قطز.
قوات هولاكو تهاجم بغداد
ويواصل السرجاني تأريخه قائلاً “بعد غزو التتار لحلب أرسل قائد التتار هولاكو فرقة تترية للقبض على الناصر يوسف، فأمسكوا به هو وابنه العزيز، واقتادوهما إلى هولاكو، ولكن هولاكو كان قد غادر حلب إلى تبريز بفارس، فتوجهوا به إلى تبريز، وهناك بعد أن استقبل هولاكو الناصر فكر في أن يبقيه على قيد الحياة ليستعمله في قيادة الشام فلم يقتله بل رده مع جنده إلى الشام، وفي الطريق التقى الناصر يوسف ببعض التتار الفارين من الشام بعد هزيمة عين جالوت فرأوا الناصر فقتلوه”.
باقي الأمراء الأيوبيين كانت مواقفهم مختلفة من قطز، فأمير الكرك المغيث عمر قرر أن يكون محادياً لا مع قطز لا مع التتار، بينما كان الأشرف الأيوبي حاكم حمص أول المتعاونين مع التتار، وهو الشيء نفسه الذي فعله السعيد بن عبدالعزيز حاكم بنياس حيث جعل جيشه تحت أمر التتار.
الوحيد الذي تعاون مع قطز هو المنصور أمير حماة، الذي جاء من حماة ومعه بعض جيشه للالتحاق بجيش قطز في مصر، ورغم هذه الخيانات لكن قطز استفاد منها كثيراً حيث حدد من سيكون خنجراً في ظهره، ثم ساعدته ظروف التتار نفسها في القضاء عليهم.
إقرأ أيضاً
أرطغرل و أردوغان .. أحفاد المغول ووفاء الكلاب
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال