يشبك الدودار.. مؤسس القبة التي ينتسب لاسمها حي الحدائق
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لو أنك فكرت في التقاط صورة لحدائق القبة الآن و زمان، لرأيت اختلافاً كبيراً إلا في منطقة القصر، فهي الآن خانقة بالزحام ملئية بالباعة، أما في الزمن الماضي كان مكاناً للباشا والأثرياء الأجانب، فضلاً عن اتساع الصالونات الثقافية، ويرجع هذا إلى أن أهم قصور الأسرة العلوية بها وهو قصر الحدائق.
كثيرون يعتقدون أن القبة التي يُنْسَب لها حي الحدائق لها صلة بالقصر، إلا أن أصل القبة يرجع إلى 578 سنة، وهي قبة يشبك الدودار الموجودة بالقرب من القصر.
بدأت قصة يشبك الدودار مع الظاهر جمقمق المملوكي، حيث اشتراه هو وغيره ليجعل منهم قادة عسكريين، ولأن يشبك الدودار كان لا أصل له سُمَّي بالنخاس المهدي نسبة للتاجر الذي اشتراه ثم باعه للظاهر جمقمق.
شهد العام 1466 الصعود السياسي ليشبك الدودار وذلك أثناء حكم السلطان خشقدم، حيث تم تعيينه كاشفا للصعيد، وبعدها عمل دوداراً ـ مستشاراً ـ وترقى في المناصب حتى أمسك زمام الوزارة في مصر المملوكية، وخلال فترة تولي يشبك الدودار منصب الوزارة، أجرى مواجهات متعددة مع أعداء المماليك الذين حاولوا الاستيلاء على الحكم، ونجح في إخماد أكثر من فتنة داخلية شهدتها مصر.
يؤرخ بن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة، أن يشبك الدودار أعطى اهتماما خاصا للطرق والأسواق وإصلاح المباني وقد عرف بشجاعته وكرمه مع العلماء، وخاصة الفقراء منهم؛ كما أعتق عددا كبيرا من مماليكه، ومنحهم سبل العيش الرغد الحر.
أهم ما تركه يشبك الدودار هي قبته التي كانت معروفة بالقبة الفداوية، وبُنِيت القبة بالطوب وقليل من الزخرفة، وكُتِب في أسفلها آية قرآنية واسم السلطان قايتباي.
كان الغرض الأصلى من إنشاء هذه القبة هو أن تكون منظرة ينزل بها يشبك أو السلطان للراحة والرياضة وأقيم بها محراب للصلاة.
من أجل أن يتم بناء القبة أصدر يشبك الدودار قراراً بإزالة كافة المقابر الموجودة من حي العباسية إلى الحسينية، وزرعها بالحدائق، وتأسيس حوض كبير أمامه بساتين تلف محيط القبة من الشمال والغرب، بينما من الجنوب سكن الصوفية ومسجدهم.
المرة الأخيرة التي زار فيها يشبك الدودار القبة المتعلقة به كان ميتاً، حيث قتله مماليك سودون طاز مسؤل اصطبل الخيول المملوكية، وطافوا برأس يشبك الدودار حتى وصلوا إلى القبة، وكان مقتله نتيجةً للخلافات التي نشبت بينه وبين رجال السلطان المملوكي سنة 1480 م.
إقرأ أيضاً
تريد تفاعل من الآخرين على مواقع السوشيال ميديا؟.. ابتعد عن هذه الأمور
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال