همتك نعدل الكفة
1٬789   مشاهدة  

يعقوب صنوع أبو الصحافة الساخرة وحكاية جريدة “أبو نضارة” التي عرض صاحبها الخديوي للبيع

يعقوب صنوع


من الصعب أن يستطيع أحد كتابة مقدمة مختصرة تليق بشخصية بحجم يعقوب صنوع أبو الصحافة الساخرة، ورائد المسرح المصري والعربي، وكذلك الكاتب والممثل والزعيم الشعبي، ولا أنكر أنني أشعر بمزيج من الشعور بالمسؤولية وكذلك الفخر وأنا أكتب هذه الأسطر عن يعقوب صنوع صاحب الفضل الكبير على مهنتي كصحفية، ولكن الحقيقة أن قصة تأسيس جريدة (أبو نضارة) والتجارب الناجحة التي تالتها للصحافة الساخرة، علينا أن نقف أمامها كجزء هام من تراثنا الصحفي.

من هو يعقوب صنوع

استقبل الأب والأم المصريان الجنسية واليهوديان الديانة طفلهم يعقوب في 15 إبريل من عام 1839 الذي ولد بصحة جيدة بعد أن سبق يعقوب أربعة أخوة له توفوا بعد ولادتهم مباشرةً، وكان والده يعمل مستشاراً للأمير يكن أحد أحفاد محمد علي باشا، ورغم ميلاد يعقوب صنوع لأسرة يهودية الديانة، إلا أنه حفظ التوراة والإنجيل والقرأن منذ صغره، وكان حبه للكتابة منذ صغره هي مفتاح حظه الذي فتح لها بوابات على أوروبا.

الحياة السرية لسلطان بروناي وخليط من الجنس والأكاذيب وقانون الشريعة

جريدة أبو نضارة ليعقوب صنوع

فالطفل الصغير المقرب من قصر الخديوي بسبب عمل والده، كانت أول أعماله الأدبية وهو فتى في الثالثة عشر من عمره، حيث كتب قصيدة في مدح الأمير يكن، وبسبب إعجاب الأخير برسالة الفتي، قرر أن يرسله إلى إيطاليا لدراسة الفنون والأدب في عام 1853، وبالفعل عاش في إيطاليا لمدة عامين وعاد في عام 1855 ليعمل مدرسًا لأبناء الخديوي، ولكن هذه الرحلة جعلت صنوع يرى الحياة بشكل مختلف تمامًا، وعين بعد ذلك مدرسً في مدرسة الفنون والصناعات في القاهرة.

جريدة أبو نضارة ليعقوب صنوع 

كان يعقوب صنوع بارعاً في 10 لغات وهم (العربية، والعبرية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والإسبانية، اليونانية،الروسية، البرتغالية)، وكان ينشر عدد المقالات والشعر في أكثر من جريدة ومجلة عالمية، وساعده في ذلك قدرته على الكتابة بكل هذا العدد من اللغات، وبسبب حبه لمجتمعه المصري، قام صنوع بتأليف تمثيلية باللغة الإيطالية لتعريف الأوروبيين بالعادات المصرية قدمت على المسارح هناك.

أخر صورة ليعقوب صنوع

وبعد أن حققت مؤلفاته نجاح على المسارح الأوروبية، فقرر نقل هذا النوع من الفن إلى مصر، وبالفعل قام بتأليف مسرحية وعرضه لأول مرة أمام الخديوي إسماعيل ورجال القصر، وأعجب بها الخديوي وسمح له بعمل عرض مسرحي في حديقة الأزبكية بالقاهرة، وبالفعل كانت هذه هي بداية المسرح المصري وأطلق عليه الخديوي لقب (موليير مصر)، ونجح مسرح يعقوب صنوع وقدم 32 مسرحية في أكثر من 200 عرض مسرحي، إلى أن قام بتقديم مسرحية (الوطن والحرية) الذي انتقد بها فساد الخديوي ورجال القصر، فقرر الخديوي إسماعيل وقف عروض صنوع المسرحية وقام بنفيه إلى فرنسا، ولكنه عاد إلى مصر مرة أخرى ليؤسس أول صحيفة تكتب باللغة العامية بجانب اللغة الفرنسية والتركية وأطلق عليها اسم (أبو نضارة).

قصة قناع ترتديه نساء إيران ويختلف بحسب المذهب الديني لهن  

من المدهش أن نعلم أن جريدة (أبو نضارة) كانت صرخة معارضة في وجه فساد الخديوي ورجال القصر، فكان شركاءه في تأسيس الجريدة، هم جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، وبالفعل صدر العدد الأول لجريدة (أبو نضارة) في 1877.

جريدة أبو نضارة

إقرأ أيضا
أسترازينيكا

لقت الجريدة رواج كبير من الشارع المصري الذي وقع في غرام رسومات كاريكاتير يعقوب صنوع التي تسخر من الخديوي إسماعيل، وصدر للجريدة خمسة عشر عددًا، ولكن عندما لمس الخديوي تأثير الجريدة على الشارع المصري قرر إيقافها، وغادر صنوع مصر إلى باريس في 22 يونيه عام 1878، ولكنه لم يتوقف عن إصدار الجرائد الساخرة المليئة بالنقد للحياة السياسية في مصر، وظل في باريس يقدم أعماله الأدبية حتى توفى هناك في عام 1912. 

 

 

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان