يوسف الحسيني والهلباوي جلاد دنشواي “حصة تاريخ صحيحة ولكن”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تناولت حلقة الإعلامي يوسف الحسيني من برنامجه حصة تاريخ المذاع على راديو نجوم راديو F.M شخصية إبراهيم الهلباوي من حيثيات الدراما حيث المحامي الذي فقد كل شيء من أجل المال إذ مثل الإدعاء على فلاحين دنشواي وتسببت مرافعته ضدهم في توقيع العقوبات.
اقرأ أيضًا
يوسف الحسيني في حصة تاريخ “كيف يمكن إدخال عيشة على أم الخير”
اتسمت حلقة يوسف الحسيني بالتركيز على الجوانب الدرامية في حياة الهلباوي باعتباره «شخصية مركبة» ولم يقع الحسيني في أخطاء تاريخية لأنه قال ما هو مشهور عنه، لكنه أغفل أشياءًا درامية في مسلسل تكفير الهلباوي عن ذنبه الدنشواني.
الهلباوي وأطلال الزعيم مصطفى كامل
تغافل يوسف الحسيني نقطة شديدة الدرامية في قصة الهلباوي وهو دافعه عن الصحفي أحمد حلمي فقد كان الأخير عدوًا لدودًا للهلباوي بحكم أنه الرجل الثاني في جريدة اللواء بعد مصطفى كامل، الذي صب جام غضبه على كافة جلادين دنشواي ولم تكد تمضي 3 سنوات حتى وقف الهلباوي مدافعًا عن أحمد حلمي في قضية إهانة الذات الخديوية على صفحات جريدة القُطْر المصري.
ترافع الهلباوي عن أحمد حلمي وزملاءه في جريدة القطر المصري قال «هؤلاء الشبان الذين بين أيديكم رأس مالهم أقلامهم وعلمهم ورائدهم الخدمة العمومية فلا تقضوا عليهم بالحبس ليختلطوا مع المجرمين الأشرار، لا تقضوا عليهم بالحبس فإنهم أصحاب شعور ووجدان وما كان ذنبهم سطوا في المنازل أو كسراً للأبواب وإنما كان عملهم تألمًا وتضجرًا من قانونٍ سالب للحرية مضر غير مفيد».
لم تؤثر مرافعة الهلباوي في قضية أحمد حلمي ففي التاسع والعشرين من إبريل لعام 1909 م، انعقدت محكمة مصر الأهلية برئاسة محمود رشاد بك وعضوية مستر كلابكوت وعلي أفندي ماهر وممثل النيابة عبدالحميد أفندي بدوي ومحمود طلعت أفندي كاتب الجلسة، وحُكِم على أحمد حلمي بالسجن 10 أشهر وإيقاف جريدة القطر المصري لمدة نصف عام ومصادرة 37 عددًا منها مع إعفاءه من المصاريف وكفالة قدرها 1000 قرش.
التبرع لوجه الله في أواخر أيامه
تغافل أيضًا يوسف الحسيني نقطة أخرى في مسيرة الهلباوي وهو أنه قام بتبرعات كبيرة تكفيرًا عن ذنبه، فبعد قيامه بالتبرع لنقابة المحامين بـ 40 فدانًا، أراد التكفير عن ذنبه فتبرع لصالح الجمعية الخيرية الإسلامية بـ 620 فدانًا، وهذا الكلام نقلاً على لسان زوجته الذي جاء كلامها في كتاب «نساء الهلباوي».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال