رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬543   مشاهدة  

حين سمع الشعب المصري أن يوم القيامة اقترب فارتفعت أسعار المصاحف

أسعار المصاحف
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ظهرت عدة منشورات ساخرة من فيروس كورونا اخترعها الشعب المصري وتناولت أسعار المصاحف في حال معرفتهم باقتراب يوم القيامة، إذ سيلجأون لوضع ثمن باهظ للمصحف استغلالاً لتهافت الناس عليه.

اقرأ أيضًا 
تاريخيا .. فيروس كورونا ليس الوباء الأول الذي تواجهه مصر والعالم بسبب الصين

رغم أن الجملة ساخرةً في حد ذاتها وتشير إلى تجار مصيبة فيروس كورونا الذين وضعوا تسعيرة باهظة للأدوات الصحية مثل الكمامات والمطهرات، ورغم أنها تظلم جوانب إنسانية من إيجابيات المصريين، لكنها تاريخيًا حدثت بالفعل.

هل ظهرت شائعة بقرب يوم القيامة ؟

آية زلزلة الساعة
آية زلزلة الساعة

شهدت يوم الأربعاء 14 ذي الحجة عام 1147 هجري، الموافق 7 من شهر مايو سنة 1735 م، بلبلةً عنيفةً في الشارع المصري وكان السبب وراء ذلك خبر اقتراب يوم القيامة.

الجبرتي
الجبرتي

يروي الجبرتي تلك القصة في كتابه كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار ج 1 ص 219 حيث يذكر أن شائعة سرت في مصر يوم الأربعاء تقول أن يوم القيامة سيحدث الجمعة المقبلة، وانقسم الناس إلى فريقين، أحدهما التزم المسجد في العبادة، والآخر تجاوز في الفجور لدرجة جعلت النساء يخرجن عرايا من أجل الاستحمام في النيل، أما الرجال فكانوا يشربون الخمر وهم ينظرون للمشاهد.

الغريب أنه لما جاء يوم الجمعة وانقضى بحلول السبت ثم الأحد فسر الناس عدم حدوث القيامة بسبب أن القطب الصوفي السيد أحمد البدوي ونظيره الشيخ إبراهيم الدسوقي توجها بصحبة الإمام الشافعي إلى الله سبحانه وطالبوه بتأجيل يوم القيامة وقَبِل الله شفاعتهم.

اقرأ أيضًا 
نفاق المؤرخين “بن إياس مدح خونة طومان باي والجبرتي حركه هواه”

يقول الجبرتي حكي القصة «في يوم الأربعاء رابع عشر ذي الحجة أشيع في الناس بمصر بأن القيامة قائمة يوم الجمعة سادس عشر ذي الحجة وفشا هذا الكلام في الناس قاطبة حتى في القرى والأرياف وودع الناس بعضهم بعضا ويقول الإنسان لرفيقه بقي من عمرنا يومان وخرج الكثير من الناس والمخاليع الغيطان والمنتزهات ويقول بعضهم لبعض دعونا نعمل حظا ونودع الدنيا قبل أن تقوم القيامة».

يواصل الجبرتي حديثه حول تأثر الناس بقوله «طلع أهل الجيزة نساء ورجالا وصاروا يغتسلون في البحر، ومن الناس من علاه الحزن وداخله الوهم ومنهم من صار يتوب من ذنوبه ويدعو ويبتهل ويصلي واعتقدوا ذلك ووقع صدقه في نفوسهم، ومن قال لهم: خلاف ذلك أو قال: هذا كذب لا يلتفتون لقوله ويقولون هذا صحيح وقاله فلان اليهودي وفلان القبطي وهما يعرفان في الجفور والزايرجات ولا يكذبان في شيء يقولانه، وقد أخبر فلان منهم على خروج الريح الذي خرج في يوم كذا وفلان ذهب إلى الأمير الفلاني وأخبره بذلك وقال له: احبسني إلى يوم الجمعة وإن لم تقم القيامة فأقتلني ونحو ذلك من وساوسهم، وكثر فيهم الهرج والمرج إلى يوم الجمعة المعين المذكور فلم يقع شيء».

عندما لم يقع يوم القيامة

إقرأ أيضا
إيفرست
الفاتحة وأول سورة البقرة
الفاتحة وأول سورة البقرة

زادت أسعار المصاحف التي يكتبها النساخ خلال تلك الفترة من باب التدين والإقبال عليها، وكانت تلك الفترة دافعًا فيما بعد لرفض الكثيرين من النساخ مسألة المطبعة على يد الحملة الفرنسية لأنها تمس أرزاقهم.

اقرأ أيضًا 
اغتيالات صوفية .. أحدهم أشهر من صلى على النبي

أعجب شيء في تلك القصة هو رد فعل الناس عندما لم تقم القيامة، حيث قال الجبرتي «مضى يوم الجمعة وأصبح يوم السبت فانتقلوا يقولون فلان العالم قال أن سيدي أحمد البدوي والدسوقي والشافعي تشفعوا في ذلك وقبل الله شفاعتهم، فيقول الآخر اللهم انفعنا بهم فاننا يا أخي لم نشبع من الدنيا وشارعون نعمل حظا ونحو ذلك من الهديانات».

الكاتب

  • أسعار المصاحف وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان