فتح فيلم كيرة والجن المأخوذ عن رواية 1919 والتي تتناول قصة أحمد كيرة وعبدالقادر الجن اللذين قاما بمقاومة الإنجليز بالسلاح، أحد أكثر ملفات الثورة الشعبية غموضًا وهو ملف مواجهة البريطانيين بالسلاح.

مثلما لم تكن ثورة 1919 مظاهرة شعبية ضخمة فقط، فإن المناضلين بالسلاح لم يكونوا أحمد كيرة وعبدالقادر الجن وحدهم، وخلال هذا التقرير نستعرض قائمة المقاومين المنسيين (وسنجعل أسمائهم باللون الأحمر)

مقاومون بالسلاح في مرحلة 1915 م

ضاعفت الحرب العالمية الأولى من كراهية المصريين للإنجليز وأشعلت فتيل المقاومة بالسلاح قبل اندلاع ثورة 1919 بسنوات، خاصةً بعد الصورة المهينة التي ترك بها الخديوي عباس حلمي الثاني حكم مصر، واستبداله بالسلطان حسين كامل.

أسماء المقاومون بالسلاح وبطولاتهم في مرحلة 1915 م

كان السلطان حسين كامل هو أول من تعرض للرصاص من المقاومة حيث جرت محاولتين لاغتياله، كانت الأولى في 8 إبريل عام 1915 م عندما أطلق عليه تاجر الخردوات محمد خليل عيارًا ناريًا في شارع عابدين، ولم يصاب السلطان وتم إلقاء القبض عليه وحكم عليه بالإعدام شنقًا بقرار انجليزي عسكري.

أما المحاولة الثانية فكانت في شارع رأس التين بالإسكندرية على بد محمد نجيب الهلباوي ومحمد شمس الدين بإلقاء قنبلة على موكب حسين كامل عندما كان في طريقه لأداء صلاة الجمعة يوم 9 يوليو 1915 بمسجد سيدي عبدالرحمن بن هرمز، ولم تنفجر القنبلة، وألقي القبض على 7 غير محمد نجيب الهلباوي ومحمد شمس وثبت أن الاثنين قاما بالمحاولة فتقرر إعدامهما بتصديق أرشيلد مري لكن السلطان حسين كامل طالب بتخفيف الحكم فتم سجنهما 25 سنة.

ولم يكد ينتهي العام 1915 حتى تعرض وزير الأوقاف إبراهيم باشا في 4 سبتمبر لمحاولة اغتيال وهو على رصيف محطة مصر أثناء استعداده لركوب القطار المتجه إلى الصعيد، وقام بمحاولة الاغتيال صالح عبداللطيف الذي كان يعمل في وزارة المالية عبر طعن وزير الأوقاف بـ 3 طعنات لم تصبه في مقتل، وانتهى مصير صالح عبداللطيف بالإعدام شنقًا في 3 أكتوبر من نفس العام.

مقاومون بالسلاح في ثورة 1919 م

كانت نواة حمل السلاح ضد الإنجليز بعد 10 أيام من اندلاع ثورة 1919 م ومع مرور الأشهر التي تلت مارس وحتى منتصف العشرينيات أذاق المصريون الإنجليز الويلات.

أول من قاوم بالسلاح في ثورة 1919 م

كان أحمد أمين طالبًا في المدرسة الثانوية وهو أول من حمل السلاح في القاهرة ضد الإنجليز بعد حصارهم للأزهر واقتحامهم له بأحذيتهم وأسلحتهم، فخطف سلاحًا من أحد الضباط وحاول إعطاءه لأحد الأزهريين لكن طلقةً من الخلف استقرت في رأسه أردته قتيلا.

من البوليس مقاومون بالسلاح

تفيد وثائق المحاكم العسكرية الإنجليزية أن رجال الشرطة المصرية كان لهم دور بارز في تسليح المقاومة ضد الإنجليز وعلى رأسهم البكباشي محمد كامل محمد مأمور بندر أسيوط والذي أُعْدِم رميًا بالرصاص في 10 يونيو 1919 م فيما حُبٍس نائب مأمور دير مواس في المنيا وملاحظ البوليس بالسجن سنتين وجلد الجندي عبدالعال عمر، والحبس 6 أشهر لـ علي عبدالعزيز عنتر محمد وعبدالرشيد أبو زيد.

حوكم أيضًا في قضية بلدة شلش التي شهدت الهجوم على باخرة نيلية إنجليزية البكباشي عبدالسلام فهمي وقضت المحكمة عليه بالسجن 10 سنوات، فيما حوكم في قضية مماثلة الملازم محمد حسين أحمد السبع بالسجن 4 سنوات.

خضع كذلك كلاً من الباشجاويش محمد عبدالعظيم والصول سيد حجاج للمحاكمة، وقضت المحكمة على الأول بالحبس 8 سنوات بتهمة الإخلال بواجباته العسكرية وخفف الحكم إلى السجن 5 سنوات بينما حكمت على الثاني بالحبس 4 سنوات بتهمة التحريض على الشغب، خفف الحكم إلى السجن سنتين، كما حوكم إبراهيم أفندي شاكر ملاحظ بوليس نقطة مطاي بالسجن 15 سنة بتهمة التحريض على تدمير السكة الحديد.

مقاومون بالسلاح ضد الوزراء

كان وزراء حكومة يوسف وهبة باشا من أشد رموز السياسة المصرية الذين يلاقوا كراهيةً من المصريين، وبعدها حكومة توفيق نسيم باشا، وخلال الحكومتين تعرض الوزراء لسلسلة من محاولات الاغتيال.

في 15 ديسمبر سنة 1919 قام الطالب القبطي عريان يوسف سعد بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الوزراء يوسف وهبة باشا، وعوقب بالسجن 10 سنوات وتم الإفراج عنه سن 1924 م

وفي 28 يناير سنة 1920 م تعرض إسماعيل سري باشا وزير الأشغال لمحاولة اغتيال ولم يتم التعرف على من حاول قتله.

إقرأ أيضا

هل تعقد جنوب إفريقيا حبال الدبلوماسية حول عنق إسرائيل؟

وفي 22 فبراير عام 1920 قام عبدالقادر شحاتة وعباس حلمي بمحاولة اغتيال محمد شفيق باشا وزير الزراعة وعوقبا بالإعدام وتم تخفيف الحكم غيابيًا عليهما بالأشغال الشاقة المؤبدة.

وفي 8 مايو عام 1920 تعرض علي حسين درويش لمحاولة اغتيال عن طريق نسف سيارته بقنبلة ولم يتم التعرف على الجاني

مقاومو القطارات بخلع القضبان والسلاح

شهدت سكك حديد مصر التي كانت ترعاها قوات الاحتلال الإنجليزي خلال ثورة 1919 أعمال عنف وتخريب وخلع قضبان لمنع وصول الامدادات للإنجليز، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بس تم قتل أرثر سميث من كبار موظفي مصلحة السكة الحديد في بلدة الواسطى ببني سويف يوم 15 مارس 1919 م، على يد عبدالسيد شحاتة وأمين عبدالقادر وعبدالله أبو زيد والذين تم إعدامهم، فيما عوقب علي أمين بك الريدي بالمؤبد وعلي بدوي الديب بالسجن 15 سنة.

اقرأ أيضًا
أحقر جريمة شرف في التاريخ .. ماتت لأنها تقاوم

زخر الأرشيف البريطاني بأسماء كافة المقاومين بنسف القطارات أو شراء السلاح والمقاومة به، والصفحات التالية بها قائمة الأسماء والأحكام

المراجع

• ثورة 1919 – عبدالرحمن الرافعي

• الأيام الحمراء – مذكرات عبدالوهاب النجار الأزهري عن ثورة 1919 م

• الكتاب الممنوع (أسرار ثورة 1919 – مصطفى أمين)

• مذكرات سعد زغلول – تحقيق عبدالعظيم رمضان