همتك نعدل الكفة
1٬184   مشاهدة  

“أندريا ياتس”.. الاكتئاب والتشدد الديني تمكنا منها.. فقتلت أطفالها الخمسة

ياتس


كان روسيل ياتس يجلس بمكتبه في وكالة ناسا كعادته، وفجأة أتاه اتصال من زوجته تخبره فيها أنها أنهت كل شيء، وتطلب منه العودة للمنزل فورًا، وكان صوتها مضطرب للغاية، حاول أن يستفسر منها عما أنهته، ولكنها أغلقت الهاتف بعد تلك الكلمات.

اقرأ أيضًا 
” اولاليا “.. قتلها الحب وعالج شبحها الآلاف

ركض روسيل إلى منزله على الفور، وهو يفكر في عدد لا بأس به من الكوارث التي ممكن أن تحدث، خاصة أن زوجته كانت تمر بحالة نفسية سيئة الفترة الأخيرة، أن زوجته كانت تمر بحالة نفسية سيئة الفترة الأخيرة، وهناك وجد رجال الشرطة يحاوطون المنزل من كل اتجاه، وفجأة خرج أمام عينيه جثث أطفاله الخمسة، وخلفهم زوجته تسير وهي مكبلة بالأصفاد، ففقد روسيل وعيه من الصدمة.

وعندما استيقظ في المستشفى، والتليفزيون مفتوح أمامه على صور منزله، وجثث أطفاله، وزوجته، وهو محتار للغاية، ماذا حدث؟، وكيف استطاعت أن تفرط فيهم؟، لماذا قتلتهم؟، وفي اليوم التالي زاره محقق من قسم الشرطة، وأخبره عما حدث، قال أنهم تلقوا اتصالًا هاتفيًا في العاشرة صباحًا، من أندريا ياتس زوجة روسيل، تقول فيه أنها قتلت أطفالها الخمسة، وأعطتهم عنوان المنزل، وعندما ذهبوا هناك، استقبلتهم بنفسها وأرشدتهم لطريق الغرفة، ووجدوا الأرضية مبللة تمامًا، وأربع جثث مغطاة بملايات السرير، وبعدها أخذتهم إلى الحمام، وهناك وجدوا الطفل الخامس في البانيو غرقان في المياه.

التحقيق مع أندريا

ياتس
ذهب روسيل إلى مركز الشرطة بعد أن تمالك نفسه واسترد صحته، وهناك سمع جزء من التحقيقات مع أندريا، التي كانت هادئة للغاية، وردت على سؤال “كيف قتلتيهم؟”، بثبات انفعالي رهيب، وقالت أنها نادت على طفل طفل، ولم يكن الأمر صعب أبدًا، فقد كانت تمسك بهم وتضعهم أسفل المياه في البانيو حتى يلفظوا أنفاسهم الأخيرة، وهكذا واحد تلو الأخر، أما الطفل الأكبر فحاول الهروب منها، وهو يصرخ ويطلب النجدة، ولكنها امسكته بعنف وادخلته للحمام بالإكراه، وبدأت في غمره بالمياه مثل أخوته، وظل الطفل المسكين يبكي ويصرخ ويتأسف لها، ظنًا منه أنها تعاقبه غلى فعل ما، ولكن لم يحرك كل ذلك ساكنًا في غريزة الأمومة لديها، وقتلته هو الآخر.

دوافع القتل

ياتس
كشفت التحقيقات أن الجريمة كان سببها الرئيسي التشدد الديني، فقد كانت عائلتهم متشددة دينيًا جدًا، خاصة أندريا ياتس التي كانت تفعل كل شيء ليرضى الإله عنها، حتى فكرة إنجابها لأبناء كثر، كان من دافع حبها للإله، ورفضت أن تأخذ حبوب منع الحمل خوفً من غضب الرب عليها، واضطرت أن تتنازل عن أحلامها ووظيفتها كدكتورة جامعية، لتتمكن من تربية الأبناء، ودخلت في مرحلة اكتئاب شديد للغاية بعد ولادة الطفل الثالث، ووصل الأمر لانهيار عصبي تام، وحاولت الانتحار مرتين، ولكن تم إنقاذها في اللحظات الأخيرة، وحذرها الأطباء من الإنجاب مرة أخرى، لخطورة الأمر على صحتها النفسية والجسدية، ولكنها لم تستمع للحديث، وأنجبت طفلين أخرين، وزادت معاناتها النفسية للغاية، فكانت لا تنام إلا بالحبوب المهدئة، وانهارت صحتها الجسدية، بعد اصابتها بالوهن والتعب العام، كنتيجة طبيعية لإنجاب خمس أطفال.

داخل قاعة المحكمة

ياتس
في جلسات المحكمة، قالت أندريا ياتس أن الشيطان تلبسها، وكانت دائمًا تسمع اصوات تقول أن أولادها سيدخلون الجحيم بسببها، وحتى المبشر المسيحي الذي كانت تذهب له، كان دائمًا يقول لها ” أنتي مذنبة، ولديك الكثير من الخطايا، وأم غير مسئولة، وستكونين السبب في رمي أطفالك بالجحيم”.

واختتمت أندريا ياتس حديثها قائلة، أن أطفالي أيضًا لم يكونوا صالحين، وقد كانوا بدأوا ينحرفوا عن الطريق الصحيح، وأنا أم شريرة، وطريقة تربيتي لهم خاطئة، وأغضبت الإله منا، فقررت قتلهم لينالوا السماح والخلاص، بدلًا من العذاب والجحيم.
حاول المحامي أن يبرئها ودفع للمحكمة بأوراق تقول أنها مجنونة وغير مستقرة نفسيًا، ولكن الأطباء أقروا أنها عاقلة ومدركة لما فعلته، وقامت بجريمتها عن عمد، وحكمت المحكمة عليا بالسجن المؤبد.

السماح

إقرأ أيضا
حقيبة مكافحة السرقة

ياتس
بعد النطق بالحكم، ظل روسيل ينظر إلى أندريا مشدوهًا، لا يصدق ما حدث، وظلت الذكريات تطوف أمامه واحدة تلو الأخرى، وظل طوال أربع سنوات يعاني من ويلات فراق أبنائه وحبيبته، وقرر في النهاية أنه لن يستطيع الحياة دون أندريا، رغم ما فعلته، والتمس لها العذر بسبب مرضها النفسي.

قام روسيل بتكليف محامي لاستئناف الحكم من جديد، وقبلت المحكمة الاستئناف، وقضت بأنها مختلة عقليًا، وتم إسقاط التهمة من عليها وإطلاق سراحها من السجن، ووضعوها في مصحة لعلاج الأمراض النفسية.

ذهب لها روسيل، وبكى بشدة عندما رآها، وأخبرها أنه اشتاق لها كثيرًا، وطمأنها أن الأمور ستمر بخير، وأنها ستخرج بعد فترة، ويعودا سويًا من جديد، وسينجبان المزيد من الأطفال، ولكنها شكرته على لطفه، وطلبت الطلاق!، مبررة ذلك بأنها مذنبة ولا تريد أن تلوثه معها.
وهكذا تدمرت الأسرة بأكملها بسبب التشدد الديني الذي يبثه أصحاب الكلمة في نفوس من يستمعون، برأيي أن أندريا كانت الضحية، فقد وضعوها تحت وطأة غضب الإله، وعاشت حياتها في رعب وخوف شديدين، وتحول الأمر لديها إلى هاجس ومرض نفسي، دمر صحتها العقلية والبدنية، وبغريزة الأمومة، قررت حماية أطفالها بالطريقة الوحيدة التي تضمن لها أن يبقوا في النعيم، وهي الموت والبعد عنها، بعد أن اقتنعت أنها والشيطان وجهان لعملة واحدة.
وأنت عزيزي القارئ، برأيك، هل كانت أندريا الضحية أم المتهمة؟.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
8
أعجبني
2
أغضبني
2
هاهاها
2
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان